الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التلفزيون في غرفة الطفل يُدمر شخصيته ويُعيق نموه

التلفزيون في غرفة الطفل يُدمر شخصيته ويُعيق نموه
24 ابريل 2012
أشارت دراسة جديدة أصدرتها مجموعة مهنيين ومتخصصين في الإعلام والتواصل الإنساني تابعة لجمعية التواصل الدولية أن الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين 8 أشهر و8 سنوات يقضون أربع ساعات يومياً في مشاهدة برامج التلفزيون. وعلى الرغم من أن الآباء يميلون إلى التحدث إلى أبنائهم لكن مع إجراء اتصال عيون أقل، فإن الأطفال يظلون أكثر انشغالاً عن القيام بأنشطة اللعب الحر. كما أن الأطفال الذين يعيشون في بيوت يظل جهاز التلفاز فيها مشغلاً يشاهدونه ساعات أكثر، وترتفع لديهم بالنتيجة مخاطر الإصابة بالسمنة، ويكون تحصيلهم الدراسي أقل من أقرانهم وزملائهم. وفي السياق نفسه، أظهرت دراسة شركة “نيسلون” للبحوث الإعلامية أن الأطفال المتراوحة أعمارهم بين سنتين وخمس سنوات يقضون ما معدله 32 ساعةً أسبوعياً في مشاهدة التلفزيون، في حين يقضي الأطفال ما بين 6 و11 سنةً 28 ساعةً أسبوعياً أمام جهاز التلفاز الذي أصبح من أكثر الأجهزة إثارةً للجدل في أميركا. ووجدت أول دراسة من نوعها تشمل كافة التراب الوطني الأميركي أن الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 8 أشهر و8 سنوات يقضون ما معدله 232,2 دقيقة ما بين مشاهدة التلفزيون على نحو متواصل أو على نحو متقطع في غرفة يظل فيها هذا الجهاز مشغلاً دون توقف. ووجد الباحثون أن الأطفال الأميركيين من أصول إفريقية يتربعون على عرش أكثر الأعراق الإثنية مُشاهدةً للتلفزيون في المجتمع الأميركي بمعدل زيادة يصل إلى 45%. وبالنسبة للأطفال البالغين ما بين 8 أشهر وسنتين، فإن جرعاتهم اليومية من ضجيج التلفزيون تصل إلى 5,5 ساعات يومياً، هذا علماً أن الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال توصي الآباء بألا يسمح للأبناء الأقل من سنتين بمشاهدة التلفزيون بالمرة، وتنصح بألا يتجاوز عدد ساعات مشاهدة التلفزيون بالنسبة للأطفال البالغين ما بين سنتين إلى 4 سنوات ساعتين كل يوم. ولاحظ الباحثون أن الأطفال الأكثر مشاهدةً للتلفزيون هم أولئك الذين ينتمون إلى أسر يعترف أربابها بأنهم يُبقون جهاز التلفاز مُشغلاً على مدار الساعة باستثناء وقت خلودهم للنوم ليلاً. أما الأطفال الذين منحهم آباؤهم امتياز الحصول على جهاز تلفاز في غرفهم، فوضعهم أكثر خطورةً، إذ تزيد لديهم عدد ساعات مشاهدة التلفزيون دون رقيب أو حسيب، وترتفع مخاطر إصابتهم بالسمنة. كما يستهلكون جرعات أكبر من الضجيج التلفزيوني يومياً. ويقول خبراء في الجمعية الدولية للتواصل إنه يمكن الحد من ظاهرة إفراط الأطفال في مشاهدة التلفزيون من خلال معرفة الأضرار الخطيرة لذلك على صحة الطفل من جميع المناحي، سواءً البدنية كإضعاف البصر والسمنة، أو النفسية كإضعاف ملكة الخيال، ورفع مخاطر الإصابة بالانطواء والتوحد، وتقليل القدرة على الإبداع والابتكار، وهدر طاقات الطفل الهائلة في الاستهلاك السلبي لمنتج تلفزيوني يكون سجله للأسف غير صالح لعمره وغير مفيد لنمو مداركه ووظائفه الذهنية، وتضييع فترة ذهبية من عمره يقضيها واجماً مسلوب الإرادة ومتبلد الإحساس أمام هذا الجهاز، يتلقف ما خرج من غثه وسمينه، ويُفوت على نفسه الاستمتاع بمرحلة عمرية جميلة قضاها أسلافه في الركض واللعب مع أبناء الجيران والتفاعل مع الطبيعة، فجنوا منافع شخصية عديدة على مستوى توازن شخصياتهم واتقاد ذكائهم. ويُضيف هؤلاء الخبراء أن المشكلة تكمن في أن غالبية الآباء يعرفون أضرار التلفزيون، لكنهم يتركون أبناءهم مع ذلك يُدمنونه، رُبما بسبب إيجاد صعوبة في تطبيق ذلك، أو استسهال عواقب ذلك على صحتهم، أو كونهم غير أهل ولا جديرين بتحمل مسؤولية تربية الأبناء وتنشئتهم. “ما يُحتم علينا وضع توصيات جديدة للحض على تقييد عدد ساعات مشاهدة التلفزيون وإيقاف تشغيله في معظم ساعات اليوم بدل إبقائه مشغلاً في صالة البيت طوال اليوم، وتجنب وضع جهاز التلفاز في غرفة الطفل، منبهين إلى أن مثل هذه السلوكات تُعد عدوةً للبيئة والعافية المالية، وصحة الطفل والسعادة الأسرية”. عن “لوس أنجلوس تايمز”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©