الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأزمة المالية في أميركا··· وصفة للإنقاذ

الأزمة المالية في أميركا··· وصفة للإنقاذ
27 سبتمبر 2008 00:33
خلال هذا الأسبوع، من المنتظر أن يخصص الكونجرس مئات المليارات من الدولارات من أموال دافعي الضرائب لإعادة إحياء برنامج يهدف إلى إيقاف نزيفنا المالي؛ ومنذ ما يزيد عن عشرين عاما، قُدِّر لي أن أكون في صميم أزمة مالية أخرى، حيث كنت من ضمن المشاركين في مجهود قامت به الصناعة البنكية آنذاك، لحل الأزمة التي عرفت وقتها بـ'' أزمة المدخرات والقروض''؛ بيد أن الموقف آنذاك كان يختلف اختلافا بينا عما هو عليه الآن، لأن أزمة ''المدخرات والقروض'' كانت تشتمل على قطاع واحد فقط، من قطاعات الاقتصاد، لم يكن حجمه يزيد عن 3 بالمائة من الناتج القومي الإجمالي؛ علاوة على ذلك، لم نكن في ذلك الوقت نعتمد على المدخرات الأجنبية بالصورة التي نعتمد بها عليها الآن، كما لم يكن هناك مثل ذلك الضغط الشديد الواقـــع على ميزانيتنا الفيدراليـــة بسبب سياسات الضرائب والالتزامات كما هو حاصل حاليـــا· هناك درس واضح يمكن لنا استخلاصه من تلك الأزمة، إذا ما قام الكونجرس بتخصيص أموال دون أن يحدد مبادئ وأسسا ثابتة تحكم طريقة إنفاقها، فإن الأكلاف التي ستقع على عاتق دافعي الضرائب سوف تكون أكثر فداحة بكثير من الأكلاف التي أصابتهم إبان الأزمة الماضية، وسوف يظل اقتصادنا يعاني من الضغف لفترة أطول؛ قبل صدور تشريع 1989 كانت الجهود الرامية للحد من تفاقم ''أزمة المدخرات والقروض'' تفتقر إلى القوانين الراسخة، وكانت النتيجة أنها لم تفلح في إزالة ورم الخسائر الخبيث في ذلك الوقت، بل وساعدت على زيادته في بعض الحالات· وفيما يلي خمسة مبادئ يجب على الكونجرس أن يفرضها الآن، المبدأ الأول، إعطاء الأولوية لدافعي الضرائب؛ إن تطبيق هذا المبدأ، يحتاج إلى التركيز على إبقاء دافعي الضرائب في البيوت التي يسكنون فيها حاليا، وتعزيز أوضاعهم الاقتصادية، وحماية مدخراتهم، وهذا المبدأ، يجب أن يركز على مساعدة الأميركيين بشكل عـــام· المبدأ الثاني: تقليص الأكلاف التي يتحملها دافعو الضرائب على المدى الطويل، يجب أن يكون معلوما في هذا السياق، أن التفكير القصير الأجل، هو الذي خلق هذه الأزمة، وأن التفكير الطويل الأمد هو الذي سيساعد على حلها، ما يعني أن برنامج إعادة إحياء الاقتصاد، يجب أن يعمل على شراء الأصول التي تعاني من أزمة مبكرا، وأن يخطط لاستبقائها لديه لفترة طويلة، للحد من الضرر الذي يمكن أن تتعرض له العائلات، والوظائف، والبيوت والمدخرات· المبدأ الثالث، تجنب تصميم برنامج مؤقت؛ البرنامج الجديد يجب ألا يكون شبيها ببرامج ''الإنقاذ'' التي استخدمت إبان ''أزمة المدخرات والقروض'' في عقد الثمانينيات من القرن الماضي، والتي ساعدت على استفحال الأزمة بدلا من التخفيف منها؛ فالبرنامج الجديد يحتاج إلى عناصر مهمة هي القدرة، والمرونة، واتساع النطاق حتى يتمكن من التصدي للأزمة الحالية؛ ويجب على الكونجرس في هذا السياق أيضا، أن يراعي عدم وضع قيود مالية أو زمنية على التزاماتنا الوطنية، وإذا ما احتاج الأمر إلى ذكر الأرقام، فإننا يمكن أن نكتفي بأن يكون ذلك في ضمن بيان عن البرامج المزمع تنفيذها؛ فلا يجب أن نخجل مثلا من قول إن الولايات المتحدة مستعدة لتخصيص تريليون دولار على امتداد السنوات العشر القادمة لإيقاف الأزمة الراهنة الآن وهنا· المبدأ الرابع، يجب علينا تَذَكُرْ المستثمرين العالميين الذين يجب أن نعمل دوما على كسب ثقتهم؛ الأزمة الحالية في رأيي تمثل سكتة قلبية اقتصادية ولكنها ليست سكتة قاتلة، لذلك يجب أن نؤكد للمستثمرين العالميين، أننا مستعدون في أي وقت، لتغطية الخسائر الأميركية مهما كانت؛ لن يكون هذا بالأمر الصعب بطبيعة الحال، خصوصا إذا ما أخذنا في اعتبارنا، أن اختيارات الميزانية التي ستُفرض علينا ستكون شديدة الصعوبة· إن المستثمرين الخارجيين يحتاجون منا إلى دليل على أننا ملتزمون بإجراء التغييرات الضرورية من أجل الإنقاذ، وعندمــا يرون ذلـــك رأي العين فـــإن الأمر المؤكـــد هو أنهم سيقدمون على شراء أصولنا الخاصة مرة أخرى· المبدأ الخامس: التردد ممنوع؛ من الأفضل كثيرا أن نتعامل مع عدد قليل من الأصول، حتى دون أن نعرف تماما ما الذي نقوم بعمله، بدلا من عدم عمل أي شيء على الإطلاق انتظارا لمعرفة كافة التفاصيل عن الموضوع؛ لذلك فإنه وبصرف النظر عن هوية الأشخاص الذين سيكونون مسؤولين عن برنامج إعـــادة التنشيط الاقتصـــادي، فإنهـــــم يجــــب ألا يترددوا على الإطلاق في شراء الأصول التي تعرضها المؤسســـات المختلفــة للبيع؛ فهذه الأصـــول ستكـــون هي الشيء الذي يعوق عمل تلك المؤسسات والتي دفعها إلى الرغبة في بيعها، والتي ستثقل نظامنا الائتماني لأقصى درجة إذا ما بقيت لدى تلك المؤسسات دون بيع· يشار في هذا السياق إلى وجود استراتيجيات عديدة لشراء الأصول لديها القدرة على حماية القائمين على البرنامج من دفع مبالغ أكثر مما يلزم، ولديها القدرة أيضا على ضمان أن دافعي الضرائب سوف يستفيدون من زيادات الأسعار، التي ستحدث بعد عملية الانقاذ؛ ولكن علينا أن نتذكر إن المفتاح لذلك كله هو الحصول على الأصول بسرعة، ثم تعلم كيفية إدارتها بفاعلية· روبرت داجر مدير السياسات في اتحاد المصارف الأميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©