الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تصاميم من الماضي للمرأة المحبة للمغامرة

تصاميم من الماضي للمرأة المحبة للمغامرة
24 ابريل 2012
يؤثر المستوى الثقافي والتعليمي للفنان على إبداعاته ويضيف إلى موهبته الفطرية زخماً، فتحلق أفكاره إلى آفاق بعيدة تتخطى حدود الزمان والمكان. وهو ما حققه مصمم الأزياء المصري العالمي عباس أبو الحسن، الذي استولت تصميماته على إعجاب عشاق الأناقة والترف، من خلال أزياء متفردة تحمل عبق التاريخ المفعم بالأجواء الأسطورية المبهرة. وتجلبها إلى الحاضر بجرأة خطوط المستقبل لترضي أصعب الأذواق وأكثرها تفردا وتمردا. فهو يقدم نوعية من الأزياء تجمع بين كل ما تحبه المرأة من قيم الماضي وتمردها عليه في الوقت ذاته. ماجدة محيي الدين (القاهرة) - طرح مصمم الأزياء المصري العالمي عباس أبو الحسن، مؤخرا، مجموعته الجديدة لأزياء الصيف، والتي اعتمد فيها على الخامات الفاخرة الطبيعية من أجود أنواع الأقطان والكتان والحرير، وحفلت كل قطعة بتطريز يدوي متميز، بعضها مطرز بالأصداف وآخر بالأحجار نصف الكريمة أو خيوط القصب الذهبية لتصبح كل قطعة ملابس رداءً يعكس بعداً ثقافياً وحضارياً يعبر عن عشق من ترتديه للتفرد والإبهار. ملح أساسي عن أهم ما يميز مجموعته الجديدة، يقول أبو الحسن “المجموعة تخاطب المرأة المستقلة الواثقة بنفسها والفخورة بهويتها والجريئة المحبة للمغامرة، وهي تصاميم تصلح لكل الأوقات بعضها من وحي الجلابيب التراثية مثل “الملس” الصعيدي أو القفطان الذي تحول إلى جاكيت قصير والسروال المملوكي بعد أن تغير إلى ما يشبه “البانتكور”. وعن الألوان التي يرشحها للموسم الصيفي، يقول “بالنسبة لي ليس هناك لون يفرض على المرأة في موسم معين بل كل الألوان متاحة، لكن المهم اختيار الدرجة الملائمة لبشرة المرأة وبشكل أساسي وجدت الأوف وايت والأبيض والبيج من الألوان الأنسب لملابس الصباح مع الاعتماد على خامات مميزة من الأقطان والكتان والتي تصنع خصيصا لنا بجودة عالية، إلى جانب الألوان الزاهية مثل الأحمر والموف والأزرق الزهري لفترات بعد الظهر أو المساء ومعظمها يكون من خامات الحرير الطبيعي أو الساتان أو التفتاه”. وبالنسبة للسراويل والبنطلونات والجوبات، يقول “اخترت الجرسيه والحرير والقطن المطرز والجينز الذي نطرحه بتصاميم مختلفة وتلعب الأكسسوارات دورا مهما في إظهار جمال الموديل حيث يضيف الحزام المطرز يدويا بغرز الكانفاه أو الأصداف والأزرار بعدا جماليا للموديل”. عن سر عشقه للفنون اليدوية والحرف التراثية التي أصبحت ملمحا أساسيا في تصاميمه، يقول أبو الحسن “على مدار نحو 14 عاما عملت في مؤسسة “الدكان” التي ترأستها والدتي مصممة الأزياء التراثية شمس الأتربي، وخلال تلك الفترة كان جزءا رئيسا من عملي يعتمد على البحث في التاريخ الإنساني عن الأزياء التقليدية للشعوب في كل الحضارات القديمة بما في ذلك الفنون والحرف اليدوية، وأصبح ذلك المخزون الحضاري البديع جزءاً لا ينفصل عني”. الخضوع للموضة يؤكد أبو الحسن أنه منذ أسس دار أزياء “فاجورا” قبل سنوات وهو يسعى لأن تكون تصميماته مزيجا من الموروث الثقافي والتراث العالمي المستوحى من الحرف والفنون اليدوية لشتى القبائل في ربوع العالم منذ بداية التاريخ الإنساني السحيق وأحدث الخطوط العصرية للملابس الحديثة. ويضيف “لا أعترف بضرورة الخضوع لتقلبات الموضة العالمية وبالأخص المرأة العربية التي ظلت لسنوات أسيرة لأنماط استهلاكية تحت وطأة البحث عن كل جديد”. ويتابع “حرصت على أن تكون الأزياء والأكسسوارات المصنعة بأيدي فناني الفطرة المصريين معبرة عن هويتنا وحضارتنا وليست فقط ملابس غالية أو تواكب أحدث صيحات الموضة العالمية، لكنها تصاميم تحمل خصوصية وتفردا، وتمنح المرأة الإحساس بالاعتزاز من خلال ملابس عابرة لحدود الزمن، وتجمع بين التراث والخطوط العصرية الحديثة الإيقاع”. ويوضح أبو الحسن “بحكم انتمائي إلى عالم الموضة والأزياء أدركت معنى التفرد والتميز وشعرت بمدى الفجوة الواسعة بين عشاق التراث ومحبيه وشريحة تبحث عن أزياء عصرية تناسب إيقاع الحياة الحديثة، وتحمل ثراء العصور السالفة وما تزخر به من فخامة وسحر، وهكذا ولدت فكرة أزياء “فاجورا” التي حظيت بإعجاب النساء في عالمنا العربي وأصبحت في سنوات معدودة محط ثقة المرأة في بعض الدول الأوروبية”. ويؤكد أن أكثر ما يميز تصاميمه هو تلك الروح التي تظهر في بعض التفاصيل الصغيرة من خلال إبداعات مجموعة من أمهر فناني الفطرة المحببين لصنعة توارثوها جيلا بعد جيل، وتزين يدويا بمجموعة هائلة من الاختيارات للعملات النحاسية والجلود والأحجار لتصنع زيا عالميا تقتنيه المرأة لعقود دون أن يفقد رونقه أو تطوي صفحته موضة ما.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©