رام الله (وكالات) - صرح مدير الوحدة القانونية في «نادي الأسير» الفلسطيني المحامي جواد بولس بأن الأسير الفلسطيني سامر العيساوي أوقف إضرابه المفتوح عن الطعام الذي استمر منذ مطلع شهر أغسطس الماضي، بدأ عملية إعادة تأهيل صحي داخل مستشفى «كابلان» في مدينة رحوبوت الإسرائيلية وسط فلسطين المحتلة أمس بعدما وقع على اتفاق مع النيابة العسكرية الإسرائيلية يقضي بالحكم عليه بالسجن منذ إعادة اعتقاله يوم 7 يوليو الماضي إضافة إلى 8 أشهر ابتداءً من أمس والإفراج عنه بعد انتهاء عقوبته إلى بلدته العيسوية شرق القدس الشرقية المحتلة.
وكان العيساوي يقضي عقوبة بالسجن 30 عاماً أمضى منها 10 أعوام قبل تحريره بموجب صفقة تبادل الأسرى بين حركة «حماس» والحكومة الإسرائيلية أواخر عام 2011. وأعيد اعتقاله بتهمة خرق أحد شروط إطلاق سراحه، وهو عدم مغادرة القدس، ليواجه إمكانية قضاء مدة الأعوام العشرين المتبقية. وبالتوازي، يصدر قرار عفو من قبل رئيس دولة الاحتلال بحقه، لما لهذه الإدانة من رسائل سياسية مرفوضة، ولعدم استعداده للمثول أمامها.
وقال بولس، في بيان أصدره في رام الله، إن العيساوي حقق انتصاراً بإضرابه عن الطعام اهم ما فيه أنه لن يبقى في السجن لمدة 20 عاما ولم يمثل أمام المحاكم الإسرائيلية رافضاً الاعتراف بها. وأوضح أنه رفض أيضاً عرضاً إسرائيلياً بإبعاده إلى قطاع غزة أو أوروبا، أو انتظار أن يصدر الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز عفواً خاصاً عنه. وأضاف « قضية سامر سابقة تؤسس لما سيأتي من قضايا مشابهة».
ورحبت أوساط فلسطينية رسمية وشعبية بالاتفاق المعلن بين العيساوي والسلطات الإسرائيلية واعتبرته انتصاراً لصموده طوال فترات إضرابه عن الطعام. ونظم عشرات الفلسطينيين تظاهرات عفوية في منطقة العيسوية ترحيباً بقرار الإفراج عنه.
وقال عضو المجلس الثوري لحركة «فتح» وأمين عام «التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة» ديمتري دلياني «إن الأسير سامر العيساوي انتصر للقدس والإنسانية جمعاء بانتزاعه حقه في الحرية والعودة إلى القدس من براثن جلادي شعبنا في ملحمة وقف خلالها بجسمه الهزيل شامخاً متحدياً قوانين الظلم التي يفرضها الاحتلال عنوة على خيرة أبناء شعبنا في الأسر».
وأضاف «معركة العيساوي في الأسر لم تكن فردية، بل معركة دفاع عن حقوق وطنية وتعبير إنساني راقٍ عن رفض ظلم يقع على شعب اعزل يعيش أكثر من نصفه مأساة اللجوء والشتات، فضحت انتهاكات الاحتلال المنهجية لحقوق شعبنا الإنسانية والوطنية وأثبتت أن الحق أقوى من الطائرات والدبابات والكراهية». وخلص إلى القول «إن انتصار سامر العيساوي يُمثل صورة الغد الفلسطيني المُشرق، ويعطي أملاً وقوة لكل محبي الحرية والعاملين من أجلها في فلسطين وحول العالم»، مطالباً بإطلاق سراح جميع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
عدد اليوم
