الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فضيحة هندية تسلط الضوء على «تزوير» في القطن المصري

25 أغسطس 2016 16:16
كانت فضيحة مدوية بعد أن قيل إن شركة هندية كبرى لصناعة المنسوجات باعت منتجات قطنية كتب عليها زورًا أنها مصنوعة من القطن المصري الممتاز لشركات تجزئة أميركية كبرى.
وتسلط هذه الفضيحة الضوء على واقع صعب يواجه سوق المنسوجات الراقية يتمثل في ضآلة المتاح من القطن المصري.
وقال تجار في سوق القطن إن نقص القطن المصري الذي يتميز بالجودة العالية يمثل حافزًا لخلطه بأنواع أخرى من القطن من دون الكشف عنها أو لتزييف الملصق الذي يبين نوع القطن ما يفاقم مشكلة تلازم صناعة المنسوجات منذ سنوات.
وخسرت أسهم شركة «ولسبن إنديا» الهندية لصناعة المنسوجات وهي من أكبر الشركات العالمية في هذا المجال 42% من قيمتها السوقية في 3 أيام منذ أن قالت شركة «تارجت» الأميركية إنها ستقطع علاقاتها مع الشركة، واتهمتها باستخدام أنواع رخيصة من القطن غير المصري في صناعة الملاءات وأغطية الوسائد.
ويلقى القطن المصري تقديرًا عاليًا لأن قدرًا كبيرًا منه طويل التيلة وفائق الطول، ما يعني أن أليافه أطول، الأمر الذي يتيح إنتاج منسوجات أعلى جودة وأخف وزنًا وأطول عمرًا وملابس راقية.
وبالرغم من أن دولًا أخرى من بينها الولايات المتحدة واستراليا تنتج كميات من القطن الممتاز أكبر مما تنتجه مصر فقد احتفظ القطن المصري بسمعته ومكانته بفضل تاريخ مصر الطويل في زراعة القطن، وكان يمثل في وقت ما دخلًا كبيرًا لمصر حتى أنه أطلق عليه اسم الذهب الأبيض.
وكشفت بيانات وزارة الزراعة الأميركية تبين أن إنتاج القطن المصري تراجع على مدار العقد الأخير.
وتنتج مصر في 2016-2017 نحو 160 ألف بالة زنة 480 رطلًا من القطن انخفاضا من 1.4 مليون بالة في عام 2004-2005 أي ما يمثل أقل من 0.2% من الإنتاج العالمي المتوقع.
وقال جوردان لي رئيس شركة «إيسترن تريدنج» في جرينفيل بولاية ساوث كارولاينا الأميركية إن هذا معناه أن بعض المنتجات التي ستسوق على أنها من القطن المصري لن تكون مصنوعة منه على الإطلاق أو أنها ستخلط سرًا بأنواع أخرى من القطن.
وأضاف «إذا نظرت لحجم السلع (القطنية) المصرية المعروضة للبيع ونظرت إلى حجم القطن المصري المنتج فعليًا فستحتار». وأصناف القطن من طويل التيلة وفائق الطول نادرة إذ تمثل نحو 2.5% من إنتاج القطن العالمي سنويا الذي يتجاوز 100 مليون بالة وفقا لتقديرات وزارة الزراعة الأميركية ويباع بعلاوة سعرية كبيرة.
ويمثل وضع ملصقات تحتوي على معلومات غير صحيحة على المنتجات القطنية بما في ذلك الملابس والمفروشات مخالفة للقوانين الأميركية التي تتولى تنفيذها لجنة التجارة الاتحادية.
وامتنع متحدث باسم اللجنة عن التعليق على ما إذا كانت اللجنة على علم بالاتهامات التي وجهتها شركة «تارجت» للشركة الهندية أو أنها بدأت تحقيقًا في الأمر.
وخطت جمعية القطن المصري محاولات لكشف عمليات التزييف واسعة الانتشار، ففي أبريل قال مديرها التنفيذي لمجلة «هوم اند تكستايل توداي» إنها أجرت اختبارات على منتجات كتب عليها «قطن مصري» تباع للمستهلك واكتشفت أن 90% لا تحتوي على القطن المصري على الإطلاق.
وقالت الجمعية إن شركة «ولسبن» واحدة من 3 شركات فحسب مسموح لها بوضع ملصق على منتجاتها يحمل ختم الجمعية الذهبي الذي تم إطلاقه في وقت سابق من العام الجاري بهدف ضمان أصالة المنتجات.
وقال موكيش سافياني أحد المديرين التنفيذيين بالشركة للمجلة في فبراير إن الختم يمثل ضمانة لشركات التجزئة.
 
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©