الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفضائيات على كثرتها·· لم ترض ذائقة المشاهد بعد

الفضائيات على كثرتها·· لم ترض ذائقة المشاهد بعد
31 يناير 2009 00:56
في ظل ثورة الاتصالات التي نشهدها والتقدم غير العادي الحادث فيها، تعددت وسائل الاتصال وتنوعت إلى أشكال عديدة، فمنها المرئي، والمسموع، والمقروء أيضاً، ومع هذا التعدد والتنوع، تبقى المرئية هي الأكثر جماهيرية، وتأثيراً لدى الرأي العام بما فيها من عناصر جذب وتشويق، بالإضافة لمعايشتها للأحداث أولاً بأول، وهذا الإقبال الجماهيري على متابعة ما تبثه أدى إلى ظهور عدد كبير من القنوات التليفزيونية في منطقتنا العربية، منها ما يستهدف شريحة معينة من الناس، ومنها من يحاول أن يرضى كافة الأذواق من خلال تنويع و تجويد ما يقدمه، حتى يثبت كيانه في ظل المنافسة المحمومة التي يشهدها قطاع الفضائيات· ومع تعدد هذه القنوات إلى إخبارية، وأخرى رياضية، وكذا قنوات تهتم بالأفلام والمسلسلات بمختلف أنواعها، تبقى الكلمة الأخيرة دائماً للمشاهد، وهو ما دفعنا لاستعراض آراء عينة من الجمهور، محاولين التعرف على القنوات المفضلة لديهم، وماذا يميز بعضها عن الآخر، والسلبيات الموجودة فيها، والتي ينبغى على القائمين بها، معالجتها من أجل الحصول على مزيد من النجاح والانتشار· تحدثت نوال عبد الله الفحلي، فقالت: أفضّل القنوات الإخبارية وما تبثه من برامج أخبارية وحوارية، لأن تلك القنوات تجعلني أتواصل مع كل ما يحدث في العالم من حولنا، من تغيرات اقتصادية، وسياسية، واجتماعية، وبرغم أن هذه القنوات تسمى ''قنوات إخبارية'' إلا أنها شاملة إلى حد بعيد لأن بها برامج متنوعة وتلبي كل احتياجات المشاهد تقريباً، كما أن هناك عناصر عديدة تميز تلك النوعية من القنوات، على رأسها واقعيتها الشديدة ونقلها للأحداث دون تجميل أو أي رتوش، ومن ثم نستطيع تكوين وجهة نظر ورأي عقلاني تجاه عديد من قضايا الساعة المطروحة، وهذه القنوات يمكن لجميع أفراد الأسرة مشاهدتها دون خجل أو حياء، بعكس بعض القنوات الأخرى التي تبث من بلدان عربية ومن المفروض أنها تراعي قيمنا وتقاليدنا، ولكن للأسف لا يحدث ذلك· وساندتها في الرأي نعيمة بن محمد، التي ذكرت أن هذه القنوات بالفعل يمكن مشاهدتها في الأماكن العامة دون شعور بالضيق أو التوتر، مما قد يظهر من لقطات تخدش الحياء، ولكن الكحال ترى أن القنوات الأخبارية برغم ما بها من مميزات عديدة، إلا أنها لا تخلو من سلبيات، أهمها أن هذه القنوات غالباً ما تستخدم في التوجيه المباشر لاتجاهات سياسية معينة، خاصة أن المشاهد مها كان مثقفاً لا يعرف ما يدور خلف الكواليس، وما يحدث في دهاليز السياسة والحكم في العالم· ومن ثم فهي تتمنى أن تكون هذه القنوات أكثر حيادية، كي تصبح أكثر مصداقية لدى المشاهد· أما فرح عمودي، فأوضحت، أنها تفضل القنوات الدرامية، وقنوات الأفلام، لأنها تأتي بقصص وروايات مستمدة من واقع الحياة، وتناقش كثير من الظواهر الاجتماعية، وتطرحها من خلال وجهات نظر متعددة، مما يتيح للمشاهد التعرف على ما يدور حوله، ولكن بشكل أكثر عمقاً واتساعاً، وتضيف عمودي، هذه القنوات لها إيجابياتها وسلبياتها، فبرغم أنها تجعلنا نستغل الوقت فيما هو مفيد، بالإضافة ثقافات ومعارف جديدة، إلا أنها أيضاً قد تزرع في البعض عادات وأفكارا سيئة، كما قد تلهي كثيرا من الشباب والطلبة عن تحصيلهم الدراسي، نظراً لما بها من عناصر إبهار وجذب تخلب عقول الشباب في هذه المرحلة المبكرة من عمرهم· مشاهد غير مقبولة وفي ذات السياق يقول سيف المزروعي: أنا من متابعي قنوات الدراما والأفلام لأن بها قصصاً جذابة ومختلفة من الحياة تجعلني أعرف كيف يعيش الآخرين، كما أن أفلام الأكشن بها كم عال من الإثارة يجعلني تواقاً إلى متابعتها، ومع ذلك فلا أملك الوقت الكثير لمتابعة ما تبثه هذه القنوات وإنما يكون الأمر بحسب ما تتيحه لي الظروف من أوقات فراغ، وهنا أود أن أشير إلى أن بعض هذه الأعمال قد تضمن مشاهد غير مقبولة في ثقافتنا العربية، ولذا يجب وضع هذه الأمور في الاعتبار قبل عرض هذه الأفلام· وعن القنوات الأخبارية، فأعتقد أنها متشابهة إلى حد كبير، ولذلك لا أميل للجلوس لمتابعة ما يجري بها، لأنه ربما برنامج واحد أو نشرة أخبارية واحدة تلقي الضوء على ما قد يحدث في العالم من حولنا· ويلتقط حسن عبد المجيد الذي يعد نفسه متابع جيد للقنوات الأخبارية طرف الحديث من سابقه ليلفت إلى كم العنف والدماء التي تبث من خلال هذه القنوات، والتي قد تثير في النفس مشاعر سيئة، إلا أنه لابد منها لكونها جزءاًمن الحقيقة الواجب على تلك القنوات نشرها وتوضيحها للرأي العام، وهو يعتبر أهم ما يميز القنوات الأخبارية· أما بسام مرعب والذي يعمل وكيلاً حصرياً لإحدى الشركات، فيتابع القنوات الاقتصادية والأخبارية في المقام الأول لأنها تساعده على معرفة ما يحدث في العالم يوماً بيوم خاصة في ظل الظروف والمشاكل السياسية والاقتصادية التي يمر بها العالم، وهذا من شأنه أن يساعده في اتخاذ القرارات التجارية والاستثمارية المناسبة، وذلك بعد تحليله لكل ما تبثه هذه القنوات· ويؤكد مرعب على أن هناك كما معلوماتيا وثقافيا كبيرا يأتي من خلال هذه القنوات وهو ما يجعل الإنسان عالماً بتفاصيل أمور كثيرة تحدث حوله، ومن ثم يصبح ذا رؤية شاملة للعالم من حوله، ولا تقتصر مفاهيمه ومعارفه على المجتمع الذي يعيش فيه فقط، ويذكر أن من أبرز عيوب تلك القنوات، المبالغة في تغطية الحدث، كما أن بها نوع من التمييز السياسي والاقتصادي يصب لمصلحة تيارات معينة، كما أن بعض هذه القنوات التي تنطلق من منطقتنا العربية، تميل في كثير من الأحوال إلى زخرفة الواقع العربي وتعمل على نقل صورة مغايرة للواقع السياسي والاقتصادي العربي، مما يدفعنا لمتابعة القنوات الأخبارية العالمية، كي تحدث عملية توازن نستطيع من خلالها تكوين رأي قائم على العقل والمنطق في القضايا والموضوعات المطروحة· عدم الحياد ويعارضه حسان عبد الله قائلاً إن القنوات الأخبارية الدولية هي الأخرى، لا تلتزم بالحياد التام وكثيراً ما تسعى لخدمة رؤى واتجاهات معينة على حساب الحقيقة وعلى حساب المتلقي، الذي هو في النهاية مجبر على تلقي الأخبار بهذه الوسائل، وعليه في النهاية أن يعمل عقله في التمييز بين ما مقبول ومنطقي وما هو يستهدف فقط التأثير على الرأي العام لخدمة فريق على حساب فريق· ثم يردف عبدالله بقوله، ومع ذلك فهذه القنوات تعتبر إضافة كبيرة للإعلام في العلم كله، حيث جعلت المشاهدين يتابعون الحدث وكأنهم يعيشون بداخله، أما بالنسبة للقنوات الدرامية ، فيشير عبد الله إلى أنها لا تشغل من وقته ولا اهتمامه الكثير، نظراً لتعدد مشاغله، كما أن معظم قصصها وموضوعاتها معروفة ومكررة، حتى وأن تم تناولها بشكل جديد، وهو ما يجعلها في النهاية غير محفزة له على الأقل كي يجلس ويقتطع من وقته لمتابعتها· على العكس من ذلك تؤكد تريزيا أبو رجيلي، أن قنوات الدراما والأفلام بها مسلسلات وأفلام ذات موضوعات هادفة، وتجتذب كثير من الناس لأنها تتناول قضايا تمسهم ومستمدة من الواقع، كما أن القصص الرومانسية الموجودة بها تنقلنا إلى عالم خاص بعيداً عن المشاكل وضغوط الحياة الموجودة في كل مكان، ومع ذلك تلفت أبو رجيلي ضرورة التقليل من المظاهر المقززة التي تظهر في بعض الأفلام والتي تتنافى مع الذوق العام، وخاصة التي تتضمنها أفلام الأكشن والرعب· وعن القنوات الإخبارية توضح، أنها لا تتابعها، إلا إذا كانت هناك أحداث ساخنة على الساحة، مثل الحرب التي جرت على غزة مؤخراً، وعن القنوات الرياضية، تقول إنها لا تتابعها بكثرة برغم حبها لكرة السلة وحرصها على معرفة مجريات بطولاتها، إلا أن ضيق الوقت يمنعها من مشاهدة مبارياتها وبالتالي يمنعها عن متابعة القنوات الرياضية التي تذيع مثل هذه المباريات· القنوات الدينية أما الشاعر عباس العصفوري فيشير إلى أن أهم ما يجذبه في الفضائيات وما تبثه، هو البرامج الأدبية والثقافية وعلى رأسها ''شاعر المليون'' لأنها تتوافق وميله الفطري للشعر، خاصة أن له عديدا من الدواوين الشعرية، وهو يحرص على متابعة الحالة الشعرية والثقافية بصورة عامة، وفي المقام التالي يهتم بمتابعة القنوات العربية الاقتصادية والاخبارية، لمتابعة الظروف الاقتصادية التي تشهد تغيرات عنيفة هذه الأيام، و من ثم تستدعي من الجميع متابعتها، خاصة لمن لديهم أعمال ومشاريع خاصة، ويرغبون في اتخاذ القرارات الصائبة التي تفيدهم في مجال أعمالهم· ويوضح العصفور، أن القنوات الدينية تأخذ حيزاً كبيراً من وقته أيضاً لأن الدين هو الأساس في حياتنا، ولأنها القنوات الأكثر نفعاً وفائدة لمشاهديها، فمتابعها لا يمكن أن يوصف أبداً بأنه يضيع وقته، بل يستثمر وقته في القرب من الله وتهذيب نفسه وسلوكه· خميس سالم المنهالي يذكر، أنه يهتم بمتابعة الفضائيات الأخبارية، ويعتبرها عينه على العالم لمعرفة ما يموج به من أحداث سياسية واقتصادية، خاصة في ظل الأزمة المالية العالمية ومالها من تداعيات على الأعمال التجارية في كل مكان تجعل من لهم مصالح تجارية خارجية يتابعون بشغف تلك القنوات، كما أن متابعة تلك القنوات تجعلهم يتعرفون على الاستراتيجيات الموجودة لدى دوائر السياسة في العالم، وهو ما قد يساعدنا على تكوين رؤية واضحة وشاملة للأمور التي تجري من حولنا، ومن أوضح عيوب هذه القنوات، وأنها ربما لا تنشر الحقائق كاملة، ولكن المشاهد بما لديه من ثقافة وعقل يستطيع أن يستشف ما يعتقد أنه صحيح من بين ما تذيعه تلك القنوات· شغف الرياضة أما شقيقه يونس المنهالي، فيقول: إن شغفه الأول هو القنوات الرياضية وخصوصاً متابعة مباريات الدوري المحلي، وبعض مباريات الدوري الأوروبي، ويأتي تالياً لها في الأهمية قنوات الأفلام لما بها من موضوعات جديدة، وأفكار مغايرة لما هو موجود عندنا، وهذا يساعد على تنشيط الذهن والخيال، وهنا أود أن أشير إلى أن بعضاً مما تذيعه هذه القنوات يجب إعادة النظر فيه، لأنه يتعارض مع مجتمعنا وقيمنا، ويؤدي إلى حدوث آثار سلبية في المجتمع على المدى البعيد، ومن ذلك بعض المسلسلات التركية التي شاع أمرها في الفترة الأخيرة، ولاقت رواجاً كبيراً عند جمهور المراهقين، ومن ثم يجب الانتباه ومراعاة التقاليد والعادات السائدة في مجتمعاتنا·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©