السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لم تعش لتفرح معي!

27 سبتمبر 2008 02:18
صادفت خلال الفترات الماضية مناسبات جميلة وسعيدة لامست من حولي والمقربين إلي· ووصلت أصداء هذه السعادة إلى قلبي بالتأكيد، ففرحتي من فرحتهم، وسعادتي من سعادتهم ولله المنة والحمد· فكلنا أسرة واحدة ويد واحدة، يجمعنا الحب الصادق في الله· وسط هذه الأجواء المبهجة والسارة لأحد أخوتي، اتصلت بي إحدى الأخوات تبارك لي بهذه المناسبة، وبينما كنا نتحدث أجود الفرح ، سكتت صديقتي فجأة، وأخذت نفسا عميقا، ثم قالت: ''كنت أتمنى يا ريا أن تكون والدتك بمعيتك لتفرح بأفراحكم، وتهنأ بقرة عيونها، بالإضافة إلى أنني كنت أتمنى تواجدها بقربك حتى تسعد بالإنجازات التي حققتها، والتي ترينها بسيطة وتراها أمك كبيرة، كنت أتمنى لو أنها اليوم وسطكم لتفرح معكم، وتشارككم هذه الفرحة وهذه البهجة، وتدعو لك بأن تلامسك البهجة والفرحة على الدوام''· أغلقت صديقتي سماعة الهاتف بعد أن أنهت مكالمتها بالدعاء لوالدتي المتوفاة رحمها الله، ولكنها فتحت علي باب الذكريات، أغلقت الهاتف وأغمضت عيني وجلست أتأمل الماضي الجميل، والذي عشته في كنف أمي الحبيبة، نعم تذكرت عندما ذهبت لأول مرة إلى المدرسة كيف كانت سعيدة بي، وفرحة لأنني كبرت وأصبحت تلميذة على أدراج الدراسة، تذكرت حين كنت أشارك في الإذاعة المدرسية، وأهوى العمل الإعلامي، وأشغل نفسي في النشاطات الإعلامية، وأحرص على المشاركة في جميع الأنشطة مع اهتمامي بدروسي وتفوقي الدراسي، تذكرت كم كانت تتمنى أن تقرأ اسمي في جرائدنا المحلية، وترى اسمي بين ثنايا الجرائد والمجلات، أذكر أنني كنت أمزح معها، وأقول لها إنك قد تقرئينه فقط في صفحة الوفيات! لكنها كانت تعارض أفكاري وتشجعني وترفع من معنوياتي، لتجعل نظرتي للحياة وردية بعيدا عن نظرات التشاؤم والكسل·· آه ذكريات جميلة··ولا أدري كيف انهمرت دموعي ، بكيت ألما لأنني لم أحققه على عهدها، بل حققته بعد رحيلها، فحلمها ككاتبة قد تحقق، وحلمها كمدرسة قد تحقق، وحملها كإعلامية قد تحقق، تحققت كل أحلامها، وتحقق كل ما سعينا إليه بنية خالصة لوجه الله الكريم، ولكن أين هي يا ترى عن كل هذا؟ رحلت عني بعيدا، وتركتني وحيدة في زحمة تلك النجاحات، أفرح لوحدي، وأبارك لنفسي دون أن أجد ملاذي الذي لطالما حلمت بتواجدها بقربي· رحمك الله يا أماه، وأدخلك فسيح الجنان، وألهمنا من بعد رحيلك الصبر والسلوان، نعم يا أحبتي من أصعب الأمور وأمرها أن تفرح لوحدك، وتسعد وتهنأ بإنجازاتك دون أن يكون من كان يتمنى لك الخير بقربك، ولكن ومع هذا لدي اليقين الكامل بأن أمي ترقبني من بعيد، تتمنى لي الخير حيثما كنت، وتدعو لي بالتوفيق في خدمة من حولي والالتقاء بواقع حالي وحال مجتمعي، فأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يثبتنا على طاعته ورضوانه، وأن يمنحنا الصبر من أجل تحقيق ما كانت نفس والدتي الطاهرة تصبو إليه··· همسة أخيرة لأمي الحبيبة: نامي قريرة العين، مرتاحة البال، فإننا على خطاك ماضون يا أماه، واعلمي أن حبال ألمي على رحيلك هي التي نسجت شباك نجاحي المتواضع، لذا أهديك كل النجاحات التي أقدمها، وأتمنى أن أكون قد وفيت حقك، وحققت ما كنت تتمنين، ولو كان بالقليل القليل الذي كنت تأملينه مني· ريا المحمودي رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©