ترجمة: حسونة الطيب
أعلنت شركة شياومي الصينية للهواتف الذكية، عن تجاوز إيراداتها مليار دولار خلال السنة الماضية، في الوقت الذي تسعى فيه لتحقيق النمو في الخارج، وسط احتدام المنافسة على الصعيد المحلي. وتحل شركات التقنية الصينية حالياً، في مقدمة سوق الهواتف الذكية في الهند، التي تعتبر ثاني أكبر سوق غير مستقلة من قبل شركات صناعة الهواتف، في وقت بدأت تلوح فيه بوادر النمو في أفق أخرى.
وارتفعت مبيعات هواتف شياومي الذكية، بما يزيد على الضعف في الهند من 3 ملايين إلى 6,5 مليون وحدة. ويقول شاو زي شو، المدير المالي للشركة: «يعني تجاوز عائداتنا لمليار دولار، نجاحنا في تخطي مرحلة المحلية والدخول في الرحاب العالمية. وتعتبر 2016 بمثابة سنة الإنجازات بالنسبة لنا عندما تمكنا من التحول إلى العالمية».
وللوصول إلى ذلك في غضون سنتين فقط، انتهجت شياومي الاستراتيجية الصينية التي تركز على المبيعات على الإنترنت ومحاكاة منتجات الشركات الصديقة، بريادة مجتمع يكن ولاء كبيراً للشركة بدلاً من عمليات الإعلان التقليدية. وبعد نمو متسارع حتى عام 2015، عانت شياومي للمحافظة على مستوى نموها في الصين خلال السنتين الماضيتين، ما أفقدها موقعها المتقدم في أكبر سوق للهواتف المحمولة في العالم لحساب منافسين محليين مثل، أوبو وفيفو.
وأكد شاو، أن نمو الشركة سار حسبما هو مخطط له وفي المناطق المستهدفة، وبدلاً من تقديم أولوية النمو أو كسب حصص سوقية بأي تكلفة كانت، ركزت الشركة على تعزيز كفاءتها في مبيعات الشبكة وتوزيعها وتطوير نظامها البيئي.
وتتنوع هذه المبيعات من أجهزة تنقية الهواء المتصلة بالإنترنت ومواقد الأرز، إلى جهاز مي باند للياقة البدنية الأكثر شهرة، الذي تجاوزت مبيعاته 23 مليون وحدة. وتركز شياومي، على الهواتف الذكية والتلفزيونات والكمبيوترات المحمولة وأجهزة التوجيه اللاسلكي، في الوقت الذي تستثمر في أو تدعم 77 مؤسسة ناشئة، التي بلغ إجمالي مبيعاتها 50 مليون جهاز متصلة بتطبيق مي هوم. كما تجاوزت قيمة مبيعات عدد من هذه المؤسسات مليار يوان.
وبعد النجاح المبكر الذي حققته في الهند، أصبحت شياومي على ثقة كبيرة في مقدرتها على نقل نموذجها التشغيلي الذي يجمع بين الجودة المتاحة بأسعار في متناول الجميع والكفاءة العالية، لبلدان أخرى تتضمن الأسواق الناشئة الرئيسة وأوروبا وأميركا، التي تعتبر من الأسواق المهمة بالنسبة لها.
وتجد الشركات الصينية العاملة في مجال صناعة الهواتف المحمولة، صعوبة في توزيع منتجاتها ومبيعاتها في السوق الأميركية، في ظل الهيمنة الكبيرة لكل من أبل وسامسونج. وتمكنت شياومي، من جمع 1,1 مليار دولار عند قيمة سوقية وصلت إلى 45 مليار دولار في 2014، ما جعلها تحتل تصنيف واحدة من أكثر شركات التقنية قيمة في القطاع الخاص العالمي. وبنهاية عام 2015، وفي حين بدأت جذوة المبيعات تخبو في الصين، قررت الشركة أن النمو الأعمى ربما يلحق بها ضرراً كبيراً. وأضاف شاو: «نلتزم دائماً بأعلى معايير الجودة وبأكثر القنوات كفاءة في التكلفة، في حين نؤكد أن الادخار الناتج عن تقليل التكلفة، يصب في مصلحة المستهلك، وهذا هو النهج الذي سلكناه وصولاً للنمو في العام الماضي».
وبصرف النظر عن عدم المقدرة على جمع أموال جديدة لما يزيد على السنتين، بيّن شاو، أن الشركة ليست في حاجة لجمع المزيد منه.
نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز»
عدد اليوم
