الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

مسلسل بقعة ضوء لم يسلم من مقص الرقابة السورية

مسلسل بقعة ضوء لم يسلم من مقص الرقابة السورية
27 سبتمبر 2008 02:19
أصبح المسلسل السوري الساخر ''بقعة ضوء'' هذا العام ''مفخرة'' التلفزيون السوري للتأكيد على ''جرأة'' ما يعرضه، بينما يشكو القائمون عليه من حذف الرقابة مشاهد مما أودى بمعنى بعض لوحاته الكوميدية وغير معناها تماما· ويقول مخرج الجزء السادس سامر برقاوي إن موضوع ''الحذف ومقص الرقابة'' صار معروفا للجميع· ويضيف إن ''المشاهدين انفسهم لاحظوا حذف بعض المشاهد عبر متابعتهم ومقارنتهم بين الحلقات التي تبثها الفضائية السورية، وتلك التي تعرضها قنوات أخرى''· ويبث ''بقعة ضوء'' الذي نال سمعة طيبة منذ جزئه الاول، على خمس قنوات تلفزيونية خلال شهر رمضان منها قنوات سورية خاصة وقنوات عربية اخرى· وعن كيفية تصرف الرقابة السورية مع جزئه الأخير، يوضح المخرج أن ''بعض المشاهد تم حذف نهاياتها (القفلات) وضاع الهدف والمغزى منها· وهناك مشاهد أدى حذف الرقابة إلى تغيير معناها 180 درجة· كما تم شطب جمل وعبارات''· ولكن ''لحسن الحظ'' كما يقول فإن عرض المسلسل على قنوات غير الفضائية السورية، أتاح للمشاهدين أن يروه ''كاملا''· وعاد ''بقعة ضوء'' هذه السنة بعد توقف دام ثلاثة مواسم· وكان هذا المسلسل أصلا مشروعا جماعيا للمخرج الليث حجو والممثلين أيمن رضا وباسم ياخور· وتتضمن كل حلقة من المسلسل عدة لوحات كوميدية مختلفة المواضيع والمساحة· ومن اللوحات التي عرضت في الجزء السادس ووجد كثيرون أنها ''جريئة''، لوحة تتحدث عن تدريب ضابط أمن لعنصر لديه كي لا يقع في ''شرك'' ما يقوله أعضاء جمعيات حقوق الانسان خلال استجوابهم· ولكن هذا العنصر لا يلبث أن ينسى أمر التدريب ويضعف ويتأثر عندما يذكره الضابط بأوضاعه وأحواله المعيشية السيئة· وعرضت أيضا لوحة ساخرة قصيرة بعنوان ''فروع'' تصور مزارعا فوق شجرة يقلم ''فروعها''· ويبرر ذلك بعيوب مختلفة لكل ''فرع'' قبل أن يرى الحل ربما في ''قطع الشجرة من أساسها''، ومن المعروف أن أول ما تذكر به كلمة ''فرع'' عند السوريين هو أجهزة الأمن· ويعيد بعض النقاد ''المتابعة الواسعة'' للعمل من قبل المشاهد السوري تحديدا إلى ''تاريخه'' وندرة الأعمال الكوميدية المنافسة· ويرى الناقد في الشأن الفني والثقافي في صحيفة ''تشرين'' السورية سامر محمد اسماعيل أن الجزء الأخير من ''بقعة ضوء'' يعاني من ''تراجع في المضمون'' و''تواضع النصوص''، مقارنة بالأجزاء الاولى· ويربط ذلك بـ''الشللية بين القائمين عليه''· ويضيف أن ''أشخاصا قلة كتبوا جميع اللوحات (كتب اغلب اللوحات عدنان الذراعي) وكان يجب فتح الباب أمام الكتاب الجدد· والعمل يحتمل وجود العديد منهم وهذا سر نجاح الأجزاء الأولى منه''· ويعتبر أن الجزء السادس ''لم يحمل الجرأة الكافية التي تضمنتها الأجزاء الأولى''· ومن جانبها تفاخر إدارة التلفزيون السوري ببثها ''بقعة ضوء'' على القناة الفضائية· واللافت انه يعرض في ذروة المشاهدة بعد الافطار· وتقول ادارة التلفزيون السوري في ردها على الانتقادات ''الرقابية'' إن ''بقعة ضوء'' هو المثال ''الاكثر جرأة والابرز والاوضح للعيان'' لما تعرضه الشاشة السورية· وتضيف إن لوحات العمل تصف ''ظواهر كثيرة تتخلل حياتنا، وكثير منها أثار حساسية البعض وربما أحرجهم''· ولكن إدارة التلفزيون لا تتحدث في ردها عن ''الحذف'' الذي قامت به· ولكن ما تقوله إدارة التلفزيون عن إثارة بعض لوحات العمل لحساسية البعض واحراجهم هو وصف دقيق· فاحدى اللوحات سخرت من رجال الامن واسلوب عملهم مما أثار غضب ''إدارة الامن الجنائي'' في سوريا التي اعتبرت أن ''اللوحة تعرضت لها بالاسم وصورت رجالها وعناصرها على انهم جهلة وفاسدون، وهذا الامر هو بمنزلة التشهير والقدح والذم''، كما قالت مصادر في وزارة الداخلية السورية تحفظت على ذكر اسمها· واكدت المصادر أن هناك اجراءات قانونية ونقاشا جاريين بين وزارة الداخلية والقسم الرقابي في وزارة الاعلام لتحديد ''المسؤولية عن بث الحلقة''· فالعقبة التي تواجه من يريد الادعاء قضائيا على القائمين على العمل هي أن الرقابة في التلفزيون السوري سمحت بالبث· وتعقيبا على ما قيل عن ''غضب الامن الجنائي وتلويحه بالقضاء'' يقول مخرج ''بقعة ضوء'' إنه ''لا يوجد إجراء ملموس بحقنا والامر لم يتعد التداول في وسائل الاعلام''· ويلفت برقاوي الى أن اللوحة ''محط الجدل'' والتي يعتبرها الكثيرون أقل جرأة من لوحات يقدمها الجزء الاخير هي ''ليست لوحة توثيقية بل تقدم بعض المظاهر السلبية وتضع عليها مكبرا''· ويضيف إن ''عملنا يشبه ما يفعله رسام الكاريكاتور فانت لا تستطيع محاسبته وتدينه لأن الشفاه مثلا في رسمه هي أكبر من شفاه الشخصية الواقعية التي يرسمها''·
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©