الدول الكبرى تؤكد العقوبات الدولية على إيران

اعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن التابع للامم المتحدة والمانيا اتفقوا امس خلال اجتماع غير متوقع على تأكيد العقوبات الدولية المفروضة على ايران· وقال لافروف للصحافيين إثر خروجه من الاجتماع إن ''روسيا تدعم الدعوات السابقة الموجهة الى ايران، نحن نعتبر أن عدم الانتشار النووي مسألة شديدة الاهمية ونؤكد كل القرارات السابقة''· واضاف ''رغبتنا هي تأكيد كل القرارات السابقة'' في مشروع قرار دولي جديد· وهذه المجموعة المسماة 5+1 تحاول كبح جماح الطموحات النووية لايران خشية أن تخفي طبيعة عسكرية· وتضم مجموعة 5+1 التي تسمى كذلك مجموعة 3+3 المانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا· من ناحيته أكد دبلوماسي الماني أن ''مجموعة 3+3 اتفقت على مشروع قرار دولي بشأن إيران''· واضاف ''في الوقت عينه اتفق الاعضاء على مواصلة اجتماعات مجموعة 3+·''3 وكان مصدر دبلوماسي في المنظمة الدولية قد ذكر أن ''وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير شارك في هذا الاجتماع غير المتوقع الذي عقده وزراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن هذا الصباح وخصص لإيران''· يذكر أن وزيري خارجية الصين والمانيا اتفقا أمس الاول على ضرورة توحد القوى العظمى العالمية حيال البرنامج النووي الايراني المثير للجدل· فقد التقى يانغ جيشي وفرانك-فالتر شتاينماير على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة· وقد كان هذا الموعد مقررا للقاء حول موضوع وزراء خارجية مجموعة 3+3 (تضم الدول العظمى الست التي تجري مناقشات حول الملف النووي الايراني)، لكنه الغي اخيرا بناء على طلب موسكو· وتضم مجموعة 3+3 الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) والمانيا· وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن ''الوزيرين شددا على أهمية مجموعة 3+3 ودعوا الى جبهة موحدة حول مسألة'' الملف الايراني· وقد الغي اللقاء الوزاري الذي كان مقررا امس الاول على إثر قرار روسيا عدم المشاركة فيه لأنها ''لا ترى أن من الملح مناقشة البرنامج النووي الايراني على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة'' على خلفية التوتر بين الروس والبلدان الغربية، ولاسيما الولايات المتحدة منها، بسبب النزاع في جورجيا· من جهتها دعت النمسا إيران الى انتهاز فرصة ''اليد الممدودة'' من قبل القوى الكبرى لتسوية الخلاف حول البرنامج النووي الايراني عن طريق الحوار· ونقل بيان لوزارة الخارجية نشر في فيينا أمس الجمعة عن وزيرة خارجية النمسا اورسولا بلاسنيك قولها لنظيرها الايراني منوشهر متكي خلال لقاءهما في نيويورك اليلة قبل الماضية أن عرض الاسرة الدولية لايران تعليق تطبيق العقوبات التي فرضها مجلس الامن الدولي مقابل تجميد طهران نشاطاتها النووية ''ما زال قائما''· وعقد الاجتماع بين بلاسنيك ومتكي على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك· وانتقدت بلاسنيك خطاب الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في الجمعية العامة الذي أكد أن إيران ''لن تقبل بترهيبها''· وقال البيان إن الوزيرة النمساوية رأت أن ''هذه التصريحات غير مقبولة والقبول بالحوار يمر عبر اختيار الكلمات ايضا''· من جهته دعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في مقابلة نشرت أمس في المانيا، الولايات المتحدة الى التفاوض مباشرة مع إيران حول برنامجها النووي· واوضح لصحيفة ''سودوتشي تسايتنوج'' انه في هذا الملف ''ليست اوروبا من يدير الامر بل الولايات المتحدة· وكلما اسرعنا في إجراء مفاوضات مباشرة كلما كانت شروط التوصل الى حل أفضل''· واستبعد البرادعي اللجوء الى الخيار العسكري لاجبار إيران مؤكدا في الان نفسه أن ''العقوبات وحدها لا تحل اي مشكلة''· و قال البرادعي إن إيران في طريقها لاتقان التكنولوجيا التي ستمكنها من صنع قنابل نووية إذا رغبت في ذلك· وقال البرادعي ''يمتلكون كتاب الطهي··· (لكن) في الوقت الحالي ليست لديهم المكونات·· المواد النووية الكافية لصنع قنبلة بين عشية وضحاها·'' ولم يفصح عن المدة التي ربما تحتاجها إيران للوصول إلى تلك المرحلة إذا كان هذا هدفها حقا· في طهران أكد هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس الخبراء أن أي هجوم وخاصة من اميركا وإسرائيل سيكلف الغرب ثمنا باهضا وقال للصحفيين أمس'' : إن اي هجوم يشن على ايران سيكلف الغرب ثمنا باهضا لان ايران سترد ردا قويا ومدمرا على أي هجوم معاد'' · واضاف '' ان الهجوم على ايران لن ينفع الغربيين واعتقد انهم مدركون ذلك ولا اظن بانهم سيقوموا بمثل هذه الخطوة الهوجاء''· وفي الجانب النووي رفض رفسنجاني تقرير البرادعي الاخير واعتبره تقريرا ظالما لانه تضمن معلومات خاطئة''· وقال ''إن ايران لن تتنازل عن حقوقها وان الايام اثبتت لكم ان الايرانيين لم يتخلوا عن حقوقهم في أشد الظروف القاهرة''· من جهتها قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس أمس انها ستطلب من مجلس الامن الدولي مناقشة تهديدات الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد لإسرائيل· وقالت رايس إن تصريحات أحمدي نجاد بان اسرائيل ''ينبغي محوها من على الخارطة وتدميرها وينبغي الا يكون لها وجود'' تأتي على رأس قائمة التهديدات للسلام والامن الدوليين· واضافت ''ستطلب الولايات المتحدة انعقاد المجلس مرة اخرى لمناقشة مسألة دعوة عضو في الامم المتحدة الى تدمير عضو آخر في الامم المتحدة بطريقة ينبغي عدم السماح بها ببساطة''· كما قالت ان بلادها غير منزعجة من التعزيزات النووية التي اعلنت عنها روسيا أمس·