رفض الرئيس التركي عبد الله جول في حديث لصحيفة “ذا تايمز” البريطانية نشرته أمس الاتهامات الموجهة إلى بلاده بالابتعاد عن الدول الغربية والتقارب مع العالمين العربي والإسلامي ووصفها بأنها “غير مقبولة”. وأكد أن تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة والساعية بشدة إلي الانضمام للاتحاد الأوروبي تنتمي إلى أوروبا وما زالت ملتزمة تجاه الغرب بغض النظر عن علاقاتها الوثيقة مع دول الشرق الأوسط.
وقال جول “لا داعي للشكوك في تركيا، فذلك غير مقبول لأن علاقاتها تتجاوز العالم العربي ومن الخطأ الفادح تفسير مصالحها في مناطق جغرافية أخرى على أنها تنفصل عن الغرب أو تولي ظهرها له أو تسعى إلى بدائل له. فتركيا جزء من أوروبا”.
وتزايد القلق في أوروبا والولايات المتحدة خلال الأشهر الأخيرة من أن تركيا تبتعد عن الغرب بعدما دأبت على انتقاد إسرائيل بشدة منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أواخر عام 2008 وأوائل العام الماضي، ورحبت بإعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد المثيرة للجدل العام الماضي وعارضت قرار مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات جديدة في على إيران بسبب برنامجها النووي يوم 16 يونيو الماضي.
في الوقت نفسه عززت تركيا علاقاتها مع إيران وسوريا، اللتين تتهمهما الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي بدعم الإرهاب.
ولم تحقق محادثات انضمامها للاتحاد الأوروبي المستمرة منذ 5 سنوات سوى تقدم بطيء بسبب شكوك لدى دول أوروبية كبرى وعدم تسريع الإصلاحات الديمقراطية وتحسين العلاقات مع قبرص. كما خفضت علاقاتها مع إسرائيل إلى أدنى مستوياتها منذ عقود عدة بعد مقتل 9 نشطاء أتراك في اعتداء القوات البحرية الإسرائيلية على سفينة تركية مشاركة في “أسطول الحرية” الإنساني الدولي في البحر الأبيض المتوسط أثناء إبحاره إلى قطاع غزة يوم 31 مايو الماضي.
وقال جول إن علاقات تركيا مع إسرائيل كانت ودية دائماًَ، لكنه دافع عن قرار تخفيض مستواها، متسائلاً “إذا قتل جيش دولة ما أهلكم في مياه دولية، فكيف ستتصرفون؟”. وبرر العلاقات الجيدة بين تركيا وحركة “حماس” الفلسطينية، المنبوذة في الغرب بدعوى أنها “منظمة إرهابية، بالقول “إننا نحترم خيار الشعب الفلسطيني في غزة”.
في غضون ذلك أطلقت جميع القنوات التلفزيونية التركية أمس حملة إعلامية غير تجارية لتعزيز العلاقة الوثيقة بين تركيا وألمانيا تحت شعار “تركيا - ألمانيا: نحن معاً”. وإضافة إلى المواد الدعائية التلفزيونية والمئات من اللوحات الإعلامية، تم عرض فقرات إعلانية ترويجاً للحملة على شاشات السينما التركية. وشددت شخصيات تركيا وألمانية بارزة مشاركة في الحملة الإعلامية على أن تلك العلاقات “فريدة”. وقال السفير الألماني في أنقرة إكارت كونتز: “إن ألمانيا وثيقة الصلة بتركيا أكثر من أي بلد آخر في العالم”.
وقالت السفارة الألمانية في أنقرة أثناء تقديمها للحملة في اسطنبول إن نحو ثلاثة ملايين شخص من أصول تركية يعيشون في ألمانيا، بينما يعيش نحو 100 ألف ألماني في تركيا. وأضافت أن أربعة آلاف شركة ألمانية تدير فروعاً لها في تركيا.
عدد اليوم
