الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حوادث المرور تزهق أرواح 4 آلاف جزائري سنوياً

حوادث المرور تزهق أرواح 4 آلاف جزائري سنوياً
16 ديسمبر 2009 00:05
تشهد الجزائر تفاقماً خطيراً في حوادث المرور في السنوات الأخيرة إلى درجة أنها أضحت إحدى الأسباب الرئيسة للموت في البلد أو الإصابة بالإعاقة الدائمة؛ وتكشف إحصائيات وزارة النقل عن أن عدد الحوادث يتزايد من سنةٍ لأخرى، حيث ارتفعت بنسبة 7 بالمائة في للسنة الجارية مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية. تؤكد أرقام وزارة النقل أن 12 جزائرياً يلقون حتفهم، بينما يصاب 150 آخرون بجروح يومياً في حوادث المرور، وأن عدد الضحايا كل سنة يتجاوز الـ4 آلاف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى الذين تتسبَّب الحوادث في إصابة عدد كبير منهم بالإعاقة مدى الحياة، وتكلف هذه الحوادث خسائر مادية فادحة تتجاوز 1.2 مليار دولار سنوياً. إرهاب الطرقات وفق إحصاءات رسمية، تسببت حوادث المرور في مصرع 118 ألفا وجرح 1.3 مليون جزائري منذ عام 1970 إلى غاية 2005، وإذا أضيف إلى هؤلاء أكثر من 16 ألف قتيل منذ 2005 إلى الآن باحتساب رقم 4 آلاف ضحية كمعدل سنوي، فإن العدد الإجمالي للضحايا يصل إلى 134 ألف قتيل، وقرابة 1.5 مليون جريح. وهي كلها أرقام مهولة جعلت الجزائر تحتل المرتبة الأولى عربياً والرابعة عالمياً في حوادث الطرق على الرغم من عدم احتواء حظيرتها للسيارات سوى على 5.5 مليون مرْكبة من مختلف الأحجام، وهو عددٌ قليل مقارنة بعددٍ أكبر يجوب شوارع دول غربية لا تشهد، بالمقابل، هذا العدد الهائل من الحوادث. دفعت الأرقام المرعبة لضحايا الحوادث المرورية الجزائريين إلى إطلاق وصف “إرهاب الطرقات” على حوادث المرور في السنوات الأخيرة بعد أن أصبح أثرها لا يقل بشاعة عن الإرهاب الحقيقي الذي عانوا أهوالَه وويلاتِه في التسعينيات، ودفعت الحكومة إلى دق ناقوس الخطر مراراً من خلال القيام بـ”عمليات تحسيس وتوعية” وعقد ملتقيات ومنتديات لدراسة أسباب تفاقم هذه الآفة وسبل الحدِّ منها، كما تحرص الشرطة والدرك على تقديم حصيلة أسبوعية مفصلة للحوادث للصحف المحلية قصد نشرها، فضلاً عن قيام التلفزيون الجزائري ببث صور حوادث مرور خطيرة ومنها حادث تصادم حافلة وشاحنة في أكتوبر الماضي أدى إلى مصرع 16 شخصاً على الفور وجرح العشرات من ركاب الحافلة التي أظهر التلفزيون “بقاياها” المُرعبة، لعل السائقين يرعوُون ويتحلون بالمزيد من اليقظة والحذر في قيادتهم لمركباتهم. الأسباب والنتيجة يتسبَّب “العامل البشري” في 90 بالمائة من حوادث الطرقات بالجزائر، ويتحمَّل السائقون حصة الأسد من هذه النسبة مقابل 7 بالمائة فقط للراجلين، وعادة ما تأتي السرعة المفرطة والقيادة المتهورة وعدم احترام مسافة الأمان بين المركبات والتجاوزات والمناورات الخطيرة في مقدمة أسباب “إرهاب الطرقات”. وفي الطرق السريعة الجزائرية تنتصب آلاف الإشارات التي تمنع تجاوز رقم 80 كم في الساعة، إلا أن السائقين يطبقونها عكسياً، حيث يجعلونها بمثابة السرعة َالأدنى. ويُضاف إلى ذلك أسبابٌ بشرية أخرى ومنها تعب سائقي الشاحنات الثقيلة والمركبات والذين يتسببون في 13 بالمائة من الحوادث، وكذا عدم كفاءة الكثير من السائقين الجدد الذين تحصلوا على رخص القيادة دون إلمام كافٍ بأساسياتها ولا قدرة حقيقية على السياقة والتحكم في المرْكبة في مختلف المواقف والوضعيات. وعادةً ما تُثار شبهاتٌ كبيرة حول كيفية حصول هؤلاء على رخصة القيادة ويتهمون بعض مدارس السياقة والممتحِنين بالارتشاء مقابل منح “رخص الموت” لمن لا يستحقها. وتتسبَّب العواملُ المادية في 10 بالمائة من الحوادث وفي مقدمتها الحالة السيئة لبعض الطرقات وبخاصة الولائية والبلدية، وكذا قِدم السيارات والمركبات، حيث تشير إحصائية حديثة لوزارة النقل الجزائرية إلى أن 60 بالمائة منها يتجاوز عمرها 10 سنوات. إلا أن الحكومة تفكر فقط في المنع النهائي لأية مركبة يتجاوز عمرها 30 سنة، من السير، وبخاصة الشاحنات وكذا حافلات النقل العمومي والتي يقلها 10 ملايين جزائري يومياً. ويُعتقد أن العدد الهائل من السيارات التي تجوب الجزائر سببٌ رئيس آخر للحوادث، إذ يتجاوز 5.5 مليون سيارة، والملاحظ أن العدد تضاعف في سنوات قليلة بسبب طريقة الشراء بالتقسيط عبر القروض البنكية قبل أن تقرر الحكومة وقفها منذ أشهر قليلة. وتسبَّب ذلك في اختناق حركة المرور لضيق الطرقات وشدة ازدحامها من جهة، وتفاقم حوادث المرور لكثرة السيارات والمرْكبات المختلفة من جهة أخرى.
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©