الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أهالي المناطق النائية برأس الخيمة في انتظار اكتمال مشاريع التطوير

أهالي المناطق النائية برأس الخيمة في انتظار اكتمال مشاريع التطوير
2 يوليو 2010 23:57
حرصت الدولة على وضع العديد من البرامج التطويرية للمناطق النائية خلال السنوات الماضية، إلا أن تأخر تنفيذ البعض منها جعل أصوات الأهالي ترتفع مطالبين بسرعة التنفيذ. وقد كانت البيوت الشعبية والمراكز الصحية والمدارس في مقدمة الاحتياجات التي يطرحها الأهالي هناك. ففي شوكة وكدرا ولحزوم ومسافي والغيل ووادي كوب ووادي أصفني والمنيعي والحويلات وإذن والغيل وعشرات من المناطق الأخرى الجنوبية لا حديث للأهالي سوى عن الصعوبات المعيشية رغم الوعود الكثيرة التي حصلوا عليها خلال السنوات الماضية. “الاتحاد” من خلال هذا الملف تلقى الضوء على عدد من القضايا التى تنتظر الحل، في إطار الجهود الكبيرة المبذولة من قبل الدولة لتوفير الحياة الكريمة للمواطنين. معاناة لحزوم في لحزوم تجد عشرات المواطنين يتكدسون فى مساكن أسقفها من الاسبستس وتصل إليهم المياه عبر صهاريج ولا يتمتعون بخدمة الاتصالات ويعاني أبناؤهم الأمرين للوصول لأقرب مدرسة فى تلك المنطقة التي ترقد فى حضن الجبل على بعد 90 كم عن مدينة رأس الخيمة. يقول مصبح عبد الله سهيل الذى يبلغ من العمر 70 عاماً عاش الأجداد في هذه المنطقة على مدى السنوات الماضية فى البداية كنا نقيم أعلى الجبل لكن مع بدء عمل الكسارات وتراجع الطلب على الأحجار التى كنا نقطعها من الجبال نزلنا إلى الوادي كان ذلك فى منتصف السبعينيات وقمنا ببناء هذه المساكن البسيطة على أمل أن تكون مؤقتة لحين الانتقال إلى مساكن شعبية. ويضيف نقضي معظم اليوم في العريش الذى أقمناه من سعف النخيل أمام هذه المساكن ولا نلجأ إليها إلا عند النوم ويقوم كبار السن الذين لا يقدرون على العمل بتلبية رغبات الصغار يومياً حيث إن الشباب يعملون فى أبوظبي ودبي ولا يعودون إلا فى الإجازات. تقول زوجة سالم مصبح إن أقرب مدرسة للبنات تقع فى منطقة كدرا فى حين يذهب التلاميذ إلى مدرسة شوكة التى تبعد عن لحزوم مسافة 30 كم مما يعرضهم لمخاطر الحوادث التي تكثر على الطريق الرئيسي بسبب الشاحنات. وتضيف ان الرعاية الطبية شبه منعدمة حيث نلجأ إلى المركز الصحى فى كدرا، وهذا المركز لا يعمل على مدى الساعة بسبب نقص الكادر الطبي حيث يغلق أبوابه بعد الثانية ظهراً، ونضطر للانتقال إلى مستشفى الذيد التى تتبع إمارة الشارقة وهذه المستشفى تبعد عن المنطقة أكثر من 35 كم. وتقول زوجة مصبح سالم إن المنطقة لا يوجد فيها خدمة الاتصالات ونعتمد بشكل رئيسي على الهواتف النقالة التى لا تعمل معظم ساعات اليوم بسبب ضعف الشبكة، وتضيف أن المدرسين بمدرسة كدرا يطلبون من الطلاب بحوثاً لا يمكن إعدادها إلا من خلال الانترنت، وهذه الخدمة غير موجودة هنا نتيجة لعم توصيل خدمة اتصالات ولذلك نلجأ إلى كدرا يومياً مع أبنائنا لإعداد هذه البحوث. وتقول زوجة هزاع مصبح أن زوجها تقدم منذ سنوات للحصول على مسكن ضمن برنامج زايد للإسكان وحتى الآن لم يحصل على المسكن. وتضيف ان الحشرات والزواحف تهاجم المساكن مع بداية فصل الصيف نتيجة لقربها من الجبال. وتقول نلجأ إلى المسجد الصغير الموجود على أطراف القرية عندما تهاجمنا الرياح لأننا لا نأمن هذه المساكن الأيلة للسقوط حيث إن أسقفها من الاسبستس الذى يحولها إلى أفران خلال موسم الصيف. وتضيف أن لجنة من المجلس الوطنى زارتنا منذ سنوات واطلعت على الأوضاع بشكل كامل وكان معهم مدير بلدية رأس الخيمة ووعدونا بالنظر لمشاكلنا التي تعتبر غريبة فى مجتمع الإمارات. وتقول إن مأساة الطفل خالد مصبح الزحمي الطالب بالصف الثانى بمدرسة شوكة الذى يبلغ من العمر 8 سنوات تلخص حياة أبناء لحزوم حيث أصيب منذ سنوات بثقب فى القلب وفشل كلوى أدى إلى توقف إحدى كليتيه عن العمل إلى جانب وجود إعاقة فى يده اليمنى. وتضيف والدته تقدمنا للشؤون الاجتماعية بطلب شموله ضمن فئة المعاقين حتى يمكننا الحصول على إعانة تساعدنا على علاجه لكن الشؤون رفضت إدراجه ضمن المستفيدين بحجة أن والده موظف. وتقول إن تقرير اللجنة الطبية أكد وجود ثقب بالقلب وقصور وتلف بالكلية اليسرى وأنه غير قادر على استعمال يده اليسرى بسبب إعاقة وغير قادر على الاعتماد على نفسه، وتضيف أن (خالد) لايذهب للمدرسة فى أوقات كثيرة بسبب هذه المشاكل وفى كل مرة يواجه فيها مشاكل نضطر للذهاب به إلى مستشفى التي لا تحتوى على إمكانات تناسب مع ما يعانيه من أمراض. من ناحيته يقول مصبح القايدى أمير منطقة كدرا التى تتبعها مناطق لحزوم والقشيش والقصعة وخضيرة وغيرها من المناطق إن لحزوم تعبير دقيق عن المشاكل التى تعاني منها المناطق الجنوبية فلا مساكن شعبية رغم أن شباب هذه المناطق تقدموا منذ سنوات للبرنامج، ولا خدمات طبية ولا مدارس قريبة. ويقول القايدى إن المركز الصحى بكدرا لا يعمل بشكل مستمر حيث يغلق أبوابه الساعة الثانية ظهراً إلى جانب أنه لا يعمل أيام العطل والإجازات، فلا يوجد سكن للأطباء ويضطر الجميع للجوء إلى مستشفى الذيد التى تتبع إمارة الشارقة. قصة سعيد خلف قصة المواطن سعيد خلف الذى يبلغ من العمر 85 عاماً تلخص معاناة أبناء هذه المناطق فقد عمل سعيد على مدى أكثر من 50 عاماً فى تقطيع الأحجار بالجبل الملاصق للمنطقة التى يقيم بها، وبعد أن أقعدته الشيخوخة اضطر للنزول الى الوادي، ولأنه لا يملك من الدنيا شيئاً فقد بدأ عم سعيد بناء مسكن يأويه واستمر في بنائه لسنوات، لكن مسكن سعيد خلف يختلف عن كل المساكن بالمنطقة فهو عبارة عن حجرتين بلا أثاث. ويعيش سعيد الذى لم يتزوج على الكفاف، ويقول لم أتزوج لضيق ذات اليد و بعد أن أصبحت غير قادر على العمل نزلت إلى البر، ولأننى كنت أعيش وحيداً فى حجرة شيدتها أعلى الجبل بدأت فى تشييد منزلى الذى استغرق بناؤه سنوات. ويقول إنه لم يتقدم لطلب مسكن ويعيش على ما يتقاضاه من الشؤون الاجتماعية إلى جانب مساعدات أهل الخير فى المنطقة. ومنزل سعيد خلف يخلو من أى أثاث سوى سرير متهالك وبعض الأوانى وثلاجة صغيرة. ويقول جيرانه إنه اختار أن يبنى مسكنه قريباً من المسجد وكل أبناء المنطقة يزورونه بين الحين والآخر. القشيش بلا مياه على بعد كيلو مترات قليلة من لحزوم وفى حضن الجبل أيضاً ترقد منطقة القشيش ونظراً لوعورة الطريق المؤدى إليها فإن أهالي القشيش يقومون بتخزين المواد الغذائية والمياه خلال أيام الشتاء إذ تتسبب الأمطار إلى قطع الطريق، وتصل المياه إلى القشيش عبر صهاريج تمدها بها منطقة كدرا. تقول عائشة محمد سالم التى تعيش فى المنطقة مع ابنتها المطلقة وأطفالها الأربعة نحن نعيش خارج الزمن فلا مواصلات ولا مياه ولا “اتصالات” نحن نعيش هنا منذ سنوات ولا نغادر المنطقة إلا للضرورة. وتضيف ابنتها أم سيف، والدتى تبلغ من العمر 90 عاماً وكانت تعيش هنا في السابق وحيدة وعندما طلقني زوجي فضلت الحياة معها هنا حتى أتمكن من رعايتها. وتضيف كلنا نعيش على ما نتقاضاه من الشؤون الاجتماعية، ونعاني كثيراً في توصيل التلاميذ إلى مدرسة شوكة التى تبعد عن المنطقة عشرات الكيلو مترات فلا طريق يربط بيننا وبين المناطق الأخرى التى تحتوى على الخدمات. كدرا وشوكة لا يختلف حال منطقتى كدرا وشوكة كثيراً عن لحزوم والقشيش رغم أن عدد سكان المنطقتين لا يقل عن خمسة آلاف نسمة غالبيتهم من المواطنين، فالمشكلة الرئيسية فى كدرا تتكرر فى العديد من المناطق المجاورة حيث يقيم كل 4 أسر فى مسكن واحد نتيجة لنقص عدد المساكن والتي أقيم آخرها قبل أكثر من 30 عاماً. كما أن المسجد الرئيسي بالمنطقة بات يضيق بالمصلين مما يضطرهم للصلاة تحت أشعة الشمس الحارقة في الصيف. وإذا كانت الشكوى متكررة من جفاف عشرات المزارع والآلاف من أشجار النخيل بسبب ندرة المياه، إلا أن ما بات يهم أبناء كدرا وشوكة أكثر هو توفير المسكن والوظيفة بعد أن فقد الجميع الأمل فى الزراعة. يقول سعيد عبيد فى كدرا تقيم كل 4 أسر فى مسكن واحد حيث لم تبن الحكومة مساكن فى كدرا منذ 33 عاماً، ومع تزايد أعداد الأسر اضطر الأهالي لبناء غرف أسقفها من الاسبستس فى الفناء للتغلب على هذه المشكلة. ويضيف أقيم مع أبنائي الثلاثة وأسرهم فى نفس المسكن الذى كنا نقيم فيه قبل زواجهم. ويضيف سلطان خميس تقدمت إلى برنامج زايد للإسكان قبل أكثر من 10 سنوات وحتى الآن لم يأت دوري للحصول على المسكن. ويقول علي سعيد من أبناء المنطقة إن الشعبية الجديدة التي بنيت على نفقة صاحب السمو رئيس الدولة وهى عبارة عن 30 مسكناً، استفاد منها 13 شاباً من كدرا والبقية مواطنون من مناطق مجاورة. ويقيم على عبد الله القايدى فى مسكنه المتهالك مع ثلاثة من أبنائه وأسرهم منذ سنوات، وكذلك مصبح سالم راشد ويقول إن الحصر الأخير الذي قامت به الجهات المختصة لاحتياجات المنطقة أظهر حاجة منطقة كدرا وحدها إلى 100 مسكن شعبي. هواء الكسارات يقول سلطان خميس، وهو من أهالي المنطقة إن الرياح التى تهب على المنطقة من الشرق على مدى أيام العام تحمل معها هواء الكسارات الملوث فى حين أن الرياح التى تهب من الغرب على كل أهالي كدرا تحمل معها هواء ملوثاً أيضاً لكن هذه المرة من مخلفات مصنع تجهيز وذبح الدواجن القريب من المنطقة، والذى تم تشييده منذ سنوات. ولا تنحصر مشاكل كدرا فى المساكن فقط لكن وكما يشير الأهالي فإن المركز الصحي الذي تم إحلاله قبل عامين فقط بلا سكن للأطباء، ويعمل فى ساعات العمل الرسمية فقط ويغلق أبوابه خلال العطلات، وهو ما يضطر الأهالي للانتقال إلى منطقة الذيذ في حالة حدوث أي حوادث. وإذا كانت مدرسة كدرا قد استوعبت طلاب كدرا وشوكة وعدداً من المناطق القريبة منها خلال السنوات الماضية، فإن الوضع الآن تغير بسبب العديد من الحوادث التى تسببها الشاحنات التى تتحرك على الطرق على مدى ساعات النهار والليل ففى شوكة مدرسة للطالبات وتنتقل إليها طالبات من كدرا وينتقل طلاب شوكة من البنين إلى كدرا والمسافة بين القريتين تبلغ 30 كم. معاناة أهالي المنيعي انتقلنا إلى منطقة المنيعي والتى تتبعها 11 منطقة أخرى ويقطنها كما يقول أمير المنطقة سعيد الدهماني أكثر من 10 آلاف نسمة غالبيتهم من المواطنين ففى النصلة ورفاج والعجيلي والحويلات والجور وصخيبر والوعب والطوي والفشغاء وملاح وغيرها من المناطق أتت ملوحة التربة على كل مزارعها خلال السنوات الماضية وأكملت السوسة الحمراء على البقية الباقية ويقول الدهماني حتى 30 عاماً مضت كان النشاط الزراعي فى هذه المنطقة هو الأصل، ولم يكن الأهالي يبحثون عن مهنة أخرى لكن خلال السنوات التي أعقبت قيام الدولة، انصرف الناس إلى الوظائف بعد أن أتت ملوحة التربة على مئات المزارع ويضيف كنا فى السابق نزرع كل شيء الآن تصحرت هذه المناطق بفعل الإهمال. ويقول الدهمانى إن مشاكل السكن أقل بكثير من المناطق الأخرى فقد جاءت مكرمة صاحب السمو رئيس الدولة العام الماضي حيث تم بناء 30 مسكناً إلى جانب 30 مسكناً آخر من وزارة الإسكان. وهناك أمل لإنشاء شعبية جديدة في منطقة القور إلى جانب أن الأشغال بدأت خلال الأيام الماضية تسوية الأرض لبناء 50 مسكناً. ويقول أمير المنطقة إن ما أفلت خلال السنوات الماضية من أشجار النخيل أتت عليها السوسة الحمراء هذا العام رغم وجود مكتب لوزارة البيئة والمياه يتبع المنطقة الشمالية إلا أنه لا يقدم أي شيء للمزارعين بسبب عدم وجود الكوادر. ويضيف كانت تربة هذه المنطقة في السابق من أخصب أراضي الإمارات حيث كنا نزرع جميع أنواع الخضراوات التى كانت تكفي أهالي المنطقة ونصدر الباقي للمناطق الأخرى. ويضيف ان سمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي ولي عهد ونائب حاكم رأس الخيمة تبرع بحفر 10 آبار فى منطقة المنيعي وتوابعها، وتم تسليم 5 منها والعمل جار على تجهيز الخمس الأخرى. مستشفى مغلق منذ 10 سنوات يذكر أهالي المنيعي مأساة المواطن أحمد مسعود الذي أصيب قبل تسعة أشهر فى حادث سيارة، ونظراً لأن المركز الصحي بالمنيعي غير مجهز فقد حاولوا نقله إلى مستشفى كلباء التى تبعد عن المنطقة 53 كم، ولم يجد الأهالي وسيلة سوى استخدام سيارة الشرطة فى نقله وفي الطريق توفى أحمد. فى مركز المنيعي الصحي يعمل 4 أطباء بالتناوب على مدى ساعات اليوم مع طاقم من الممرضات وطبقاً لبيانات المركز فإن عدد المترددين يبلغ 50 حالة يومياً فى المتوسط. يقول أحد أطباء المركز كل ما نقدمه فقط الإسعافات الأولية ومتابعات حالات الحمل إلى جانب طب الأسنان نظراً للإمكانات المحدودة، ويتم تحويل الحالات التى تحتاج إلى تدخل جراحى إلى مستشفى الذيد. ويضيف لدينا سيارتا إسعاف غير مجهزتين و كثيراً ما واجهتنا حالات طارئة لكن لم نستطع تقديم أي شيء لها بسبب ضعف الإمكانات. وبجوار المركز الصحي بالمنيعي يوجد مستشفى كبير تم بناؤه فى عام 1999 على نفقة صاحب السمو الشيخ صقر بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة على أحدث طراز وتم تجهيزه بغرف العمليات وأقسام للطوارئ وعيادات خارجية ويحتوى على 20 سريراً ولكنه معطل منذ عشر سنوات، لأنه بحاجة إلى 30 طبيباً و40 ممرضة حتى يمكنه العمل وتقديم الخدمات لأهالي المناطق الجنوبية.
المصدر: رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©