الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أزياء كوكو شانيل تحتفظ بكلاسيكيتها وتتطعم بوحي من فنون آسيا التقليدية

أزياء كوكو شانيل تحتفظ بكلاسيكيتها وتتطعم بوحي من فنون آسيا التقليدية
16 ديسمبر 2009 00:07
مع أن قدمي كوكو شانيل لم تطأ الأرض الصينية أبدا، ولكن عشقها لآسيا وما تملكه من الفن، التحف، الأنتيكات، وثقافاتها المتعددة الضاربة بالقدم، كوّن لديها شغفا وحلما تحقق بالفعل وأصبح واقعا على يد مصمم دار أزيائها الألماني المبدع كارل لاجرفيلد. ومن وحي سحر الشرق الأقصى وطريق الحرير الموصل إلى الصين، بدأت بزوغ الفكرة، برؤية خيالية لرحلة مفترضة لمدام شانيل، تزور بها مدينة شنغهاي في زمن الثلاثنيات والأربعينيات من القرن الماضي، حيث بدايات الثورة الثقافية والانفتاح هناك. من على بعد 85 مترا على ضفاف نهر هوانجبو، وبمجموعة شديدة الأناقة تهادت عارضات لاجرفيلد، وهن محطات بناطاحات السحاب العملاقة التي لامست سماء المدينة، في تشكيلة رفيعة المستوى وشديدة الأناقة، تحمل بين طياتها العديد من الأفكار والإبتكارات التي تعودناها من المصمم، إنها باقة عصرية منتقاة من الأزياء الباريسية، ترمز إلى روح الألهام الذي جاءته بعد زيارته لشنجهاي، ولكنها ليست صينية بحتة بالمقاييس الحرفية للمعنى كاأوبرا بكين مثلاً، حسب ما قال كارل في وصفه للمجموعة. وربما يكون التنصل من أي علاقة تربط موضوع هذه المجموعة بالصين، سمح للمصمم للتمتع بحرية أكبر ومساحة أوسع للتحرك والانتقال بخيالاته البعيدة المنال، حيث مارس هوايته المعهودة مدرجاً ذوقه الرفيع وحس العالي بالجمال، فارضاً أسلوب شانيل الكلاسيكي المعروف بالخياطة الراقية، ومستوحياً استشراقات صغيرة وموحية من فنون آسيا التقليدية. ما بين باريس وشنغهاي من خلال أكثر من ثلاثين نموذجا سافر بها لاجرفيلد بين جنبات أركان المعمورة، جالبا معه سر الأناقة الباريسية وزبدة الذوق الفرنسي إلى شوارع شنجهاي ودهاليزها، عبر تشكيلة شديدة التكلف، تحمل خطوطا من ملابس “جيش التراكوتا” وجنوده الفخاريين المرصوصين منذ العام 221 ق.م، مع نفحات رومانسية من عبق أفلام السينما الصينية، وبعض من المؤثرات الثقافية للمد الشيوعي والثورة الحمراء التي طغت على بذخ البلاط الإمبراطوري هناك. مختارة، ترواحت ألوانها ما بين الفضي، الرمادي، الأسود، والأحمر، نفذت بأقمشة غنية وخامات منوعة من الجلد، الصوف، الحرير، والأوركنزا. وتشكلت بموديلاتها مابين التايورات الأنيقة، الفساتين القصيرة، والبنطلونات الجلدية الضيقة، والتي تعلوها معاطف مبتكرة مطرزة على الأطراف، أو كنزات بياقات صينية عالية، و شرائط متقاطعة على الأكمام والوسط، وكالعادة لم تخلو التشكيلة من جاكيت كوكو شانيل التقليدي، المؤطر والمعروف لدى عشاقها حول العالم، وأما السهرات فقد تألقت بأثواب طويلة ناعمة، وشفافة، بقبة مرتفعة مزخرفة، وجوب بعدة أدوار، كما فصلّت بخامات لامعة ومثيرة، منحتها المزيد من الفخامة والغنى. رنين الفضة وسحر الأحجار شكلت الإكسسوارات الفضية المشغولة بإسلوب المتاحف والمعابد الصينية القديمة، عاملاً مشتركاً توزع على كل قطعة وتصميم، فتنوعت بأشكالها ما بين الأقراط الطويلة ذات السلاسل المتدلية على العنق، و البروشات المزخرفة والمطعمّة بأحجار حمراء قانية من المرجان و أخرى سوداء قاتمة من الأونيكس أو تركوازية باهتة من الفيروز، مع بعض قلائد شانيل الكلاسيكية المزينة “ بفرنشات” متحركة ومرنة على الطرفين. وتدللت أقدام العارضات وتأنقت بأحذية عالية الساقين “أبوات” حمراء، وسوداء، وصفراء، براقة، ولفساتين الكوكتيل كانت الكعوب العالية المطوقة بأساور الجلد والحرير هي الغالبة، مع حقائب شانيل اليدوية الفخمة التي تميّز طرازه الكلاسيكي التقليدي المعهود منذ عدة أجيال. وبشكل عام كان عرض المصمم المبدع كارل لاغرفيلد لموسمي ربيع وصيف 2010، والذي أقيم قبل أيام فقط في مدينة شنجهاي الصينية، راقياً، متكلفاً، ورفيع المستوى بكل المقاييس.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©