الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

البهتيمي.. قارئ القصر الجمهوري

26 أغسطس 2016 00:32
أحمد مراد (القاهرة) في عام 1922، ولد محمد ذكي يوسف في منطقة بهتيم التابعة لمدينة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية المصرية. نشأ البهتيمي في أسرة محبة لكتاب الله عز وجل، حيث كان والده من قراء القرآن الكريم، وقد بدأت رحلته مع القرآن، وهو في السادسة من عمره، عندما التحق بالكُتّاب، وفي غضون أربعة أعوام استطاع أن يتم حفظ القرآن كاملاً، وكان يتردد على مساجد المنطقة التي نشأ فيها لقراءة القرآن قبل صلاة العصر، وذات مرة طلب من مؤذن المسجد أن يسمح له برفع الآذان بدلاً منه، ولكن الأخير رفض، وظل البهتيمي يقرأ القرآن بالمسجد وبصوت مرتفع ليجذب انتباه المصلين الذين تأثروا بصوته وأشادوا بعذوبته، وحرص الكثيرون منهم على الالتفاف حوله في كل صلاة، الأمر الذي جعل مؤذن المسجد يسمح له بأن يرفع الآذان. ومع مرور الوقت، حظي الشيخ البهتيمي بشهرة واسعة في محيط إقامته والمناطق المجاورة له، وكان الكثيرون يحرصون على دعوته لإحياء حفلاتهم ومناسباتهم الدينية، وكان لا يتقاضى أجراً عن ذلك. ذات مرة استمع إليه الشيخ محمد الصيفي الذي كان من أبرز قراء القرآن في ذلك الوقت، فأعجب بحلاوة صوته، ودعاه إلى زيارته في القاهرة، واستجاب البهتيمي لدعوة الشيخ الصيفي، الذي مهد له الطريق ليلتقي بجمهور القاهرة، وقدمه للناس على أنه اكتشافه، وبعد فترة وجيزة بدأ الجمهور يتعرف عليه، فأصبح يدعى لإحياء الحفلات والسهرات، حتى ذاع صيته. ورغم أن الشيخ البهتيمي لم يلتحق بأي معهد من معاهد تعليم القراءات فإنه بالممارسة والخبرة والاستماع الجيد إلى القراء مثل الشيوخ محمد رفعت ومحمد سلامة ومحمد الصيفي وعلي حزين تعلم أحكام التلاوة. في العام 1953، عرض عليه الشيخ الصيفي أن يتقدم بطلب للإذاعة المصرية لعقد امتحان له أمام لجنة اختبار القراء إلا أنه رفض خشية أن يتم إحراجه لعدم إلمامه بعلوم وأحكام القرآن وعلوم التجويد، ولكن الشيخين محمد الصيفي وعلي حزين أقنعاه بضرورة التقدم لهذا الامتحان، وأكدا له أن موهبته تفوق كثيرين ممن تعلموا بمعاهد القراءات، فقهر ذلك الكلام خوفه وفك عقدته، وتقدم ونجح بامتياز، وتعاقدت معه الإذاعة في أول نوفمبر العام 1953، وتم تحديد مبلغ أربعة جنيهات شهرياً مقابل التسجيلات التي يقوم بتسجيلها للإذاعة، وتم تعيينه بعد ذلك قارئاً للسورة يوم الجمعة بمسجد عمر مكرم بميدان التحرير بالقاهرة. ومن خلال أثير الإذاعة انتقلت شهرته إلى جميع أرجاء مصر، ومنها إلى العالم العربي والإسلامي، وتميز الشيخ البهتيمي بأسلوبه الخاص والفريد في قراءة القرآن الكريم، وأصبح بمثابة مدرسة قرآنية تأثر بها الآلاف من المستمعين له، وقد استطاع أن يثبت جدارته وأهليته لقراءة القرآن وسط كوكبة من مشاهير القراء في مصر والعالم العربي. وكان الشيخ البهتيمي محبوباً من كل القيادات وقتها يحبه حباً شديداً، وكان يحيي الحفلات التي تقام بمقر الرئاسة، حتى عرف بأنه قارئ القصر الجمهوري. ظل الشيخ البهتيمي يقرأ القرآن بمسجد عمر مكرم بالقاهرة حتى توفي وهو يصلي في السادس من فبراير عام 1969، وذلك عن عمر يناهز 47 عاماً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©