تمتلك أبوظبي أكثر من 800 ألف متر مربع من مساحات التجزئة الجديدة قيد التطوير، الأمر الذي وضع العاصمة الإماراتية بين المدن الرائدة عالميا في مجال تطوير مراكز التسوق، لتحتل بذلك المرتبة العاشرة عالميا على مؤشر تطوير مراكز التسوق الصادر عن شركة الاستشارات العقارية العالمية “سي بي آر إيه”.
وبحسب بيان صحفي أمس، وصل حجم أعمال تطوير المراكز حول العالم إلى مستوى قياسي في عام 2013 مع تسجيل نحو 32 مليون متر مربع من المساحات قيد الإنشاء في جميع أنحاء العالم، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 15% على أساس سنوي (28 متر مربع في عام 2012)، وذلك وفقاً “سي بي آر إيه”.
وقال مات غرين، رئيس بحوث الإمارات في سي بي آر إي الشرق الأوسط: “بعد فترة من نقص المعروض، واقتراب نسب الإشغال في أن العديد من المراكز التجارية الكبرى إلى 100%، نحن ندخل الآن في فترة نمو جديدة لمساحات التجزئة.”
وأضاف “فعلى مدى السنوات الأربع القادمة، سيتم تسليم نحو 800 ألف متر مربع من المساحات التجارية الجديدة من خلال تسعة مراكز، الأمر الذي سيساعد في ترسيخ مكانة أبوظبي كوجهة جديدة لتجارة التجزئة في الشرق الأوسط”.
وتابع “خلال هذه الفترة سوف نرى تحولاً جذرياً في مشهد التجزئة، سواء من حيث المعروض أو الجودة. فنحن نتوقع أيضاً تدفق علامات تجزئة جديدة إلى المدينة، وبعضها للمرة الأولى في المنطقة ككل. وعموما، يمكن اعتبار هذه الفترة مثيرة لتجارة التجزئة في العاصمة.”
ويتركز نشاط التنمية بشكل كبير في الأسواق الناشئة، وخاصة الصين، التي كانت موطنا لنصف إجمالي مساحات مراكز التسوق قيد الإنشاء (16?8 مليون متر مربع) ولا تزال السوق التنموية الأكثر نشاطا في العالم. حيث سبعة من أصل أسواق التنمية العشرة الأكثر نشاطا على الصعيد العالمي تتواجد في الصين، تتصدرها مدينة تشنغدو (2.9 مليون متر مربع) ومدينة تيانجين (2?1 مليون متر مربع) تليها شنيانغ، تشونغتشينغ، ووهان، قوانغتشو، و هانغتشو، مع ما يفوق المليون متر مربع لكل منها خلال السنوات الثلاث القادمة. وتشمل الأسواق الأخرى التي تشهد توسعات كبيرة كلاً من إسطنبول، موسكو، سان بطرسبرغ، نيو دلهي، كييف، هانوي، وكوالالمبور.
ويعزى النمو السريع لأعمال تطوير مراكز التسوق الجديدة في الأسواق الناشئة عند المقارنة مع الأسواق الناضجة إلى تنامي الطبقة الوسطى فيها، والبيئة الحضرة للمدن الكبيرة، والطلب على أفضل جودة للسلع الاستهلاكية.
ويتنافس تجار التجزئة، بما في ذلك العديد من تجار أوروبا الغربية وأميركا الشمالية، للاستفادة من هذه الفرص الجديدة.
وفي جميع أنحاء أوروبا، ارتفع نمو أعمال تطوير مراكز التسوق خلال عام 2012 بنسبة 10% على أساس سنوي، لتصل إلى 1,71 مليون متر مربع. لكن أغلبها (72%) كانت في أوروبا الشرقية. وتعد إسطنبول، التي بها 32 مركزاW قيد الإنشاء حاليا، السوق الأوروبية الأكثر نشاطا في هذا المجال، فقد شهدت المدينة افتتاح سبعة مراكز جديدة، بما في ذلك مرمرة بارك (94000 متر مربع) وأبراج ترامب (41000 متر مربع).
وتعد روسيا ثاني سوق تطوير نشطة في أوروبا، وكمثل تركيا، تستفيد حاليا من النمو الاقتصادي القوي وارتفاع مستويات الدخل. ففي المناطق السكنية الجديدة في سان بطرسبرج مدعومة بتعزيز شبكة الطرق وخطوط السكك الحديدية، هناك 0,5 مليون متر مربع من المراكز التجارية قيد الإنشاء. بينما تتحلى موسكو بأكبر المشاريع قيد التطوير، مع 815000 متر مربع مقرر افتتاحها في غضون سنتين أو ثلاث. كما تبرز مدينة كييف الأوكرانية في هذا القطاع مع 445000 متر مربع قيد الإنشاء عبر ثمانية مراكز، ما يجعلها السوق الرابعة من حيث أنشطة تنمية مراكز التسوق في أوروبا، وقد نجحت في اجتذبت رقم قياسي من تجار التجزئة العالمية الجدد خلال العام الماضي بلغوا 40 علامة جديدة.
وقال نيفيل موس، رئيس قسم أبحاث التجزئة لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في “سي بي آر إي”: “إن تمركز أغلبية التطور الجديد للمراكز التجارية في أوروبا ضمن الأسواق الناشئة هي حقيقة بالغة الأهمية. فنحن نشهد تشبعاً للمساحات الرئيسية في الأسواق الناضجة وتحول المستثمرين بشكل متزايد إلى هذه البدائل الواعدة بشكل متزايد وإن كانت أقل استقراراً”.
عدد اليوم
