السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمن العراق··· وأمل الأميركيين في عودة المرابطين

أمن العراق··· وأمل الأميركيين في عودة المرابطين
3 يناير 2008 03:04
لقد شهد الوضع الأمني في العراق تحسناً ملحوظاً خلال الأشهر الأربعة الماضية، بما فيه انخفاض معدلات القتلى بين الجنود الأميركيين· لكن ومع ذلك، فإننا لا نزال نفتقر للإجماع حول ما إذا كان لعراق أكثر أمناً، أن يتحول باتجاه دولة ينتشر فيها عدد أقل من جنودنا· كان الحوار حول العراق قد تحول منذ نحو عام مضى تقريباً، أي قبيل إعلان الرئيس بوش عن استراتيجيته الخاصة بزيادة عدد القوات بمعدل 30 ألف جندي· وفي ذلك الحين، كانت قد ثارت شكوك الكثيرين حول مدى النجاح المتوقع لتلك الاستراتيجية، بيد أن هذه الشكوك قد انحسرت ولو في الوقت الحالي على أقل تقدير، ما أن أتضح أن استراتيجية بوش المذكورة، قد أثمرت عملياً عن تحسن الوضع الأمني العراقي· وكما سبق القول، فإن من أبرز معالم هذا النجاح، الانخفاض الكبير في عدد قتلانا الجنود شهرياً· ففي شهر ديسمبر المنصرم، لم يزد عدد الذين قتلوا على 21 جندياً، بينما لم يزد عدد الذين لقوا حتفهم بين هؤلاء في مواجهات عسكرية عن 13 فقط؛ وعند المقارنة بما كانت عليه المعدلات في مطلع العام الماضي، فإن هذا يعد انخفاضاً كبيراً للغاية· وعلى سبيل المثال، فقد بلغ عدد القتلى في شهر مايو الماضي وحده 126 جندياً، وهو الموعد الذي بدأ فيه تطبيق استراتيجية زيادة عدد القوات· وحتى في شهر أكتوبر المنصرم، حيث جرت المقارنة فيه بين انخفاض معدلات العنف، وارتفاعها في صيف العام الماضي، فقد كان عدد ضحايانا العسكريين الذين لقوا حتفهم أثناء مواجهات مسلحة، ضعف ما كان عليه عددهم في شهر ديسمبر المنصرم· وعلى رغم أن عام 2007 كان الأكبر نزيفاً وإزهاقاً لأرواح جنودنا في العراق، إلا أن الانخفاض الملحوظ لهذه المعدلات، أرغم الكثير من الساسة والمحللين العسكريين، الذين كانوا في شك عظيم من أمر نجاح استراتيجية بوش المذكورة، على الاعتراف بإيجابية النتائج التي أسفرت عنها بنهاية العام الماضي نفسه· وبحسب ما أعلنه الجنرال ''ديفيد بترايوس'' -القائد الأعلى لقواتنا في العراق-، فقد شهد العنف إجمالاً انخفاضاً كبيراً منذ مطلع العام الحالي، وأواخر العام الماضي؛ فقد انخفضت معدلات الهجمات الأسبوعية بنسبة 60 في المائة، قياساً إلى معدلاتها المرتفعة جداً في شهر يونيو الماضي، وهي المعدلات التي يمكن قياسها تقريباً بما كانت عليه في صيف عام ·2005 وبحلول شهر ديسمبر الماضي، انخفضت أعداد القتلى من المدنيين العراقيين بنسبة 75 في المائة، عما كانت عليه قبل عام مضى· لكن وعلى رغم هذا التقدم، فإن علينا أن نذكر أن الجنرال ''ديفيد بترايوس'' -مؤلف مرشد الجيش الأميركي في مكافحة التمرد- هو نفسه القائل إن مكافحة أعمال التمرد هذه، ربما تستغرق ما يزيد على العقد، قبل التغلب عليها· وعلى صعيد آخر، فإن تحسن الوضع الأمني في العراق، يثير آمال الكثير من الأميركيين، في عودة أعداد كبيرة من الجنود المرابطين هناك إلى وطنهم وعائلاتهم؛ وهذا ما دعا الجنرال ''بترايوس'' للتلميح إلى اعتزامه إعادة خمسة ألوية عسكرية إلى أميركا، أي ما يعادل نحو 18 ألف جندي، بحلول موسم الصيف المقبل· غير أن الكثيرين يتوقعون منه ألا يستجيب لرغبة ''روبرت جيتس'' وزير الدفاع، في عودة ضعف العدد المذكور من الجنود بحلول نهاية العام الحالي· والسبب وراء هذا الرفض، هو رغبة الجنرال ''بترايوس'' في استثمار تحسن الوضع الأمني الحالي، في مساعدة الحكومة العراقية على إعادة بناء وتعزيز قواتها الأمنية الوطنية· ففي خطاب بعث به إلى وزارة الدفاع مؤخراً، قال الجنرال ''بترايوس'': ''إن علينا أن نضع في أذهاننا دائماً، أن التقدم الأمني الذي أحرز في العراق خلال العام الماضي، لم يتحقق إلا بجهود نكران الذات، والتضحيات التي قدمها كل الذين يهمهم هذا الأمر، وأنه لا يزال على العراق الجديد أن يواصل مواجهة عدد لا يحصى من الأعداء والعقبات''· ومما يثير قلق المراقبين والمحللين، أن يعتقد الجمهور الأميركي أن الأمن قد استتب هناك بما يكفي لتعالي الأصوات المطالبة بعودة جميع قواتنا من العراق، خاصة وأن وزير الدفاع، قد ألمح سلفاً إلى رغبته في عودة خمسة ألوية إضافية بحلول نهاية العام الحالي· بيد أن في عودة هذه الألوية الخمسة المقاتلة دفعة واحدة، ما يقلل من قوة انتشار جنودنا هناك بدرجة كبيرة بحلول موسم الخريف المقبل، على حد قول ''فريدريك كاجان'' -الباحث المقيم بمعهد ''أميركان إنتربرايز''-، بل يشكك ''كاجان'' في أن يكــون لخفض أي عدد من جنودنا هنــاك، تأثير إيجابي على الوضــع الأمنـــي في العراق؛ والخــوف كما يقول، أن يغري خفض عدد مقاتلينا، جماعات التمرد على استعادة رص صفوفها، وتصعيد عملياتها مجدداً في ظل وجود عدد قليل من قواتنا، وعلى رغم تفهم رغبة الأميركيين في خفض أعداد الجنود، إلا أن مخاطرة كهذه، سوف يرجــح لها أن تعرض أرواح عدد أكبر منهم للخطر مستقبلاً، كما يقـــول ''كاجان''· محرر الشؤون الخارجية ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©