الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تعاليم الدين تكفل حماية النفس الإنسانية

تعاليم الدين تكفل حماية النفس الإنسانية
28 سبتمبر 2008 00:51
أقر الإسلام الحق في حماية النفس بل ان الحفاظ على النفس أحد مقاصد الشريعة الإسلامية· وضع المنهج الحكيم فى هذا السياق،وحقق نقلة نوعية في هذا المجال، فقد كانت المجتمعات الجاهلية قبل الإسلام تنوء بمظاهر فى التقاليد والعادات تنتقل العداوات خلالها عبر أجيال تحمل عبء أحقاد قديمة، ومنها أن الجناية قد تقع من أحمق فيتحملها قريب له ويؤاخذ بجريمة لم يرتكبها ولم يرض عنها ، فاستبدلها الإسلام بقيمة جديدة أرسى النبي - صلى الله عليه وسلم - قواعدها وأصولها وكان فى مقدمتها : حماية النفس الإنسانية باعتبارها بنيان الله· هذا هو الإجراء الوقائي الذي يرسم صورة بشعة لجريمة القتل في أذهان الناس، قبل أن تحدث وجاءت نصوص القرآن لتؤكد أن حماية النفس كانت وما زالت مقصداً أو غاية فى كل الشرائع السماوية السابقة، وأن قتلها فى غير قصاص عادل يعد قتلا للناس جميعا ، كما أن من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا قال تعالى :( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ،ولقد جاءتهم رسلنا بالبيانات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك فى الأرض لمسرفون ) يوضح هذه المعانى الدكتور إبراهيم أبو محمد،رئيس المؤسسة الثقافية الإسلامية بأستراليا حيث يقول :كانت توجيهات النبي العظيم صلى الله عليه وسلم تأكيدا لهذه الغاية في شريعتنا الاسلامية الغراء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حجة الوداع '' يا أيها الناس ألا أي يوم أحرم ؟ ثلاث مرات : قالوا : يوم الحج الأكبر · قال : فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا · ألا لا يجني جان إلا على نفسه · ولا يجني والد على ولده، ولا مولود على والده ·فاستبدل الإسلام تلك العادة الظالمة بما يعرف فى القوانين الحديثة بشخصية العقوبة وقرر مبدأ فردية التبعة ودقة الحساب وعدالة الجزاء، وأن من أصر على القصاص فيأخذ حقه بالعدل ولا يتجاوز فقال سبحانه ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص فى القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى) · ذلك هو حد العدالة فى العقاب ليشفي صدور أهل القتيل · وليطفئ أحقاد القلوب ويقطع حبل الثأر الذى كان يستمر أجيالا · لكنه أيضا فتح الباب لقيم أخرى عظيمة وجليلة وهى قيمة التسامح والعفو العام وذكر الناس أنهم - برغم ما حدث - إخوة يعذر بعضهم بعضا ويعفو بعضهم عن بعض فقال سبحانه ( فمن عفى له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم ) · وكثيرا ما يكون الصراع على المادة والمال من أسباب تعرض الإنسان للخطر والذي يصل احيانا الى درجة القتل لهذا فقد جعل الله للمال حرمه كحرمة النفس يوضح ذلك د· إبراهيم أبو محمد فيقول: لما كان المال لا ينفك عن الإنسان كسبا وصرفا فإن توجيهات رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فى حجة الوداع جعلت حماية المال ضمن مجموعة القيم التي تكفل الإسلام بحمايتها كسبا وإنفاقا، وجعل حرمتها كحرمة الدماء سواء بسواء· ويضيف أن نظرة الإنسان إلى المال لا تبدأ من فراغ، وإنما تبدأ من مجموع الثقافة السائدة أو من مجموع المعارف التى يتلقاها الإنسان خلال حياته أي أن المكون المعرفي هو الذي يحدده نظرة الإنسان إلى المال · والفلسفات الغربية نظرت إلى المال من خلال منظورها إلى الإنسان ذاته وهي نظرة فيها الكثير من الاضطراب والخلل، فهو حفنة من المادة بدأت من تراب وإليه تعود وانتهى الأمر، وقصة الحياة هنا ليست مرتبطة برسالة ولا بغاية ولا حتى بهدف بسيط سوء المتعة المؤقتة التى يحصل عليها الإنسان خلال فترة وجوده على هذه الأرض · وهى نظرة مادية مجردة، قطعت الإنسان عن عالم الغيب وجردته من نسبه السماوي وفصلته عن عالم القيم ونظرت إليه على أنه مادة فقط، فم يقضم، ومعدة تهضم وشهوة تفرغ · في حين يقدم الإسلام نظرة راقية، شاملة ،لإصلاح كل مناحي الحياة ووضع كل شيئا في نصابه كلا بقدره فكما قدر حرمة النفس وأقر حمايتها قدر أيضا حرمة المال والممتلكات وكفل الحفاظ عليها و ذلك حتى يتحقق الأمن العام فى المجتمع · ينشر بالترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©