الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المنُّ والأذى يفسدان الصدقات

المنُّ والأذى يفسدان الصدقات
28 سبتمبر 2008 00:55
تحكم الأغنياء في الفقراء والـمنُّ وتجبّر الأقوياء على الضعفاء ظلم وطغيان يرفضه الإسلام وسلوكيات ينهى عنها· ويقول الدكتور طه أبوكريشة -الأستاذ بجامعة الأزهرـ إن الإسلام يدعو إلى البر والإحسان والرحمة والدفاع عن الفقراء والمعوزين والمحتاجين والمساكين، ومنحهم بنفس راضية والتصدق ابتغاء مرضاة الله، ومن عناية الإسلام بالفقراء أن حدّد لهم حقوقاً في أموال الأغنياء، وفرض الزكاة على الأثرياء حتى يستطيع الفقراء أن يعيشوا في مستوى يليق بالإنسانية وكرامتها، ويقول الله تعالى: ''الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منّاً ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون'' البقرة الآية ·262 ويضيف: وصف الله تعالى المحسنين في قوله: ''ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة''· ويحض على المثل العليا والأخلاق السامية عند الإحسان بأن نحسن سراً ولا نمن على المحسَن إليه ولا نعيره بنكران الجميل أو بالفضل وألا نتظاهر بالتبرع أو نسعى لنيل الاستحسان والدعاية· والحق سبحانه يقول: ''مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم'' البقرة الآية ·261 ويقول عز وجل: ''قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم'' البقرة الآية ·263 وحذر المولى عز وجل الأغنياء والأثرياء البخلاء القساة القلوب الذين يجمعون الأموال ويكنزونها ولا يتصدقون على الفقراء ولا يمنحون السائلين ولايعطفون على المحتاجين والمساكين ولا يتبرعون لجهة أو مشروع خيري يخدم أبناء الأمة، ويقول الله تعالى: ''والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون'' التوبة الآيتان 34-·35 بل إن حث الإسلام على البر والإحسان ليس مقصوراً على المسلمين فقط، بل أجاز أن نكون بارين بمن يختلفون معنا في الدين، وهذا هو المثل الأسمى في الإنسانية بلا تعصب أو طائفية ويقول -عز وجل- ''لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين'' الممتحنة الآية ·8 ويوضح أن الإحسان والرحمة والإخاء غاية الإسلام ومقصده وروحه، والمؤمن لا يكون مؤمناً حقاً إلا إذا اهتم بمن حوله، وانشغل بإخوانه، وترك الأثرة وحب النفس، ويقول الله تعالى: ''كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحاضون على طعام المسكين وتأكلون التراث أكلاً لما وتحبون المال حباً جماً···'' الفجر الآيات من 17ـ·20 فالعاقل من يحذر غضب الله تعالى وعقابه على قسوة قلبه وأنانيته المفرطة وانشغاله بذاته دون إخوانه· وابتعاده عن الحلم والرأفة مع الفقراء· يقول الله تعالى: ''يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلداً لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين'' البقرة الآية ·264 ويشدد أبوكريشة على التصدق بأحسن ما لدينا وأجوده، وأن نجنح إلى اللين والعطف بالفقراء، يقول عز وجل: ''إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير'' البقرة ·271 والرسول -صلى الله عليه وسلم- أمرنا بستر الفقراء بإخفاء الصدقة والابتعاد عن الرياء، وبيّـن منزلة المتصدقين الورعين، وجاء في الصحيحين للبخاري ومسلم من بين السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: ··· ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©