الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عدم جاهزية الأمن الأفغاني

24 ابريل 2012
على الرغم من أن كل شيء قد هدأ الآن، فإن العاصمة كابول كلها ظلت لمدة 18 ساعة محبوسة الأنفاس ويسودها شعور بالحصار بعد الهجمات الأخيرة واسعة النطاق التي شنها المتمردون في الخامس عشر من أبريل. خلال تلك الساعات كان كل من في كابول يحاول الاتصال بأقاربه وأصدقائه ليتأكد من أنهم على ما يرام. وخلال تلك الساعات أيضاً خلت الشوارع من المارة، وأغلقت السفارات أبوابها، وتعطلت الدراسة في الجامعات، واختبأ العاملون في منظمات المجتمع المدني في مكاتبهم. وخلالها تلقيت شخصياً محادثة هاتفية من صديق يعمل في السفارة البولندية يبلغني فيها أن أفراد السفارة قد تجمعوا في المطبخ خوفاً من أن تمتد إليهم آثار الهجمات. كان صديقي يشعر بخوف شديد لسببين ،السبب الأول خشيته من أن يقتل على أيدي الإرهابيين والسبب الثاني خوفه من أن تطلق عليه قوات الشرطة النار ظناً منها أنه واحد من المتمردين(بسبب هيئته المختلفة عن هيئة البولنديين). لم تعد حركات السيارات والمارة إلى الشوارع، وتسترد المدينة مظهراً قريباً من المظهر الطبيعي وحياتها العادية إلا في صبيحة اليوم التالي. في البداية عبر كثيرون عن شعورهم بالفخر والاعتزاز حيال الطريقة التي تعاملت بها قوات الأمن الأفغانية مع الهجمات، وتمكنها في النهاية من صد المهاجمين. ولكن آخرين، مثلي، نظروا إلى الصورة بشكل أوسع نطاقاً ورأوا أن قوات الشرطة لو كانت فعلاً على تلك الدرجة من الكفاءة التي دعت البعض للفخر، لكانت قد نجحت في الحيلولة دون وقوع الهجمات من الأصل. وفي الهجمات الأخيرة أثبت المتمردون، مرة أخرى، أنهم قادرون على عمل ما يريدون في المواقع الرئيسية في كابول، وبالقرب من البعثات الدبلوماسية ومراكز القوة السياسية، لدرجة أنهم نجحوا أيضاً في مهاجمة القصر الرئاسي ذاته وهو ما يمثل مؤشراً مزعجاً للغاية. كان المتمردون الذين نفذوا الهجمات مجهزين جيداً ومدربين على أعلى مستوى، وحقيقة أنهم قد نجحوا في شن هجمات على هذا المستوى الواسع، أمر لا يمكن النظر إليه سوى على أنه يمثل فشلاً ذريعاً للقوات الحكومية، التي لم تتمكن من جمع المعلومات الكافية عن التمرد، ونواياه، وقدراته الفعلية على الأرض. والشيء الذي يبعث على الاستغراب، هو أن القوات الحكومية لم تتحسب جيداً لاحتمال شن مثل هذه الهجمات على الرغم من أن "طالبان" ظلت لفترة طويلة تهدد بأنها تخطط لشن "هجوم الربيع الكبير" تماماً مثلما كانت تفعل خلال السنوات العشر الماضية. ولم تستفد القوات الحكومية من حقيقة أن قوات التمرد كانت تلجأ إلى استخدام البنايات تحت الإنشاء كقاعدة لشن هجماتها السابقة في العاصمة بدليل أنها تركت بناية تحت الإنشاء تقع مباشرة قبالة البرلمان الأفغاني من دون حماية. ومن العلامات الأخرى المقلقة، الافتقار للتنسيق بين الأجهزة الأفغانية المختلفة، واحتمال أن يكون المتمردون قد اخترقوا الأجهزة الأمنية ذاتها. وعلى الرغم من أن البعض يقول إن شبكة حقاني التي تتخذ من باكستان قاعدة لها، هي التي تقف وراء الهجمات، فإن ذلك ليس هو الشيء المهم بالنسبة للأفغان، فالمهم أن الهجمات ذاتها قد وقعت بالفعل، وعلى هذا النحو الصادم. وما يهم الأفغان كذلك، مدى الكفاءة التي يجب أن تتمتع بها قواتهم الأمنية، ومدى قدرتها على الحيلولة دون وقوع مثل هذا النوع من الهجمات. وتلك الهجمات لا بد وأن تجعلنا نتساءل ما الذي سيحدث بعد انسحاب قوات الحلفاء عام 2014. والحاصل الآن هو أن هناك أعداداً كبيرة من رجال الأعمال الأفغان، يتركون البلد وينتقلون وينقلون عائلاتهم إلى خارج البلاد. فهم خائفون ليس فقط من هجمات المتمردين، وإنما من احتمال اندلاع نيران حرب أهلية عقب رحيل قوات التحالف عن البلاد في هذا التاريخ الذي ثبت أنهم سيغادرون فيه بعد أن أصبحوا غير قادرين على البقاء جراء الخسائر المادية والبشرية التي تكبدوها. نور رحمان رحماني كابول - أفغانستان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم.سي.تي إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©