برلين (د ب أ، رويترز) - تراجعت ثقة الشركات الألمانية للشهر الثاني على التوالي في أبريل لتنخفض بشكل أكثر حدة عما كان متوقعا وسط تجدد المخاوف بشأن آفاق أكبر اقتصاد في أوروبا.
وقال معهد “إيفو” الاقتصادي ومقره ميونخ أمس إن مؤشره الذي تتم متابعته عن كثب والذي يقيس المعنويات السائدة بين كبار المسؤولين التنفيذيين في ألمانيا تراجع إلى 104,4 نقطة هذا الشهر بعدما سجل هبوطا مفاجئا إلى 106,7 نقطة في مارس. كان محللون يتوقعون أن ينخفض المؤشر الذي يستند على استطلاع رأي 7 آلاف مسؤول تنفيذي إلى 106,2 نقطة. وقال رئيس المعهد هانز فيرنر سين لدى إصدار المؤشر إن “الاقتصاد الأميركي يلتقط أنفاسه”.
يأتي صدور المؤشر في أعقاب تجدد المخاوف بشأن منطقة اليورو وتأثير الطقس الشتوي الطويل الذي امتد حتى مارس على النمو الاقتصادي لألمانيا. وجاء تراجع المؤشر عقب انخفاضات فاقت التوقعات في مكونين رئيسيين للمؤشر وهما المكون الذي يقيس ظروف الأعمال الحالية والآخر التوقعات الأخرى للاقتصاد في الأشهر الستة القادمة.
وقال معهد “إيفو” إن المؤشر الفرعي الذي يقيس توقعات الأعمال تراجع إلى 101,6 نقطة مقابل 103,6 نقطة في مارس بينما المؤشر الفرعي للظروف الحالية انخفض إلى 107,2 مقابل 109,9 نقطة. وتسبب التقرير في تراجع اليورو بنسبة 0,2% ليصل إلى 1,2975 دولار.
وتجاوز الرقم توقعات المحللين الذين كانوا يتوقعون أن ينخفض المؤشر إلى 106,2 نقطة وذلك في استطلاع للرأي أجرته خدمة “د ب أ-أيه.إف.إكس” الاقتصادية.
وأظهر مسح أمس الأول أن القطاع الخاص الألماني انكمش للمرة الأولى في خمسة أشهر في ابريل، مما يشير إلى أن أكبر اقتصاد أوروبي قد ينكمش مجددا بعد انتعاش متوقع في الربع الأول.
وتراجع مؤشر مؤسسة ماركت الأولي لمديري المشتريات الذي يقيس النمو في قطاعي الصناعات التحويلية والخدمات إلى 48,8 نقطة في أبريل من 50,6 في الشهر السابق. ويمثل القطاعان أكثر من ثلثي الاقتصاد الألماني.
وأظهر مسح رئيسي مؤخرا أن ثقة المستثمرين الألمان تراجعت بأكثر من المتوقع في أبريل وسط تنامي المخاوف بشأن آفاق نمو أكبر اقتصاد في أوروبا. وقال معهد “زد إي دبليو” للأبحاث الاقتصادية ومقره مانهايم إن مؤشره الذي يقيس المعنويات في أوساط المحللين والمؤسسات الاستثمارية تراجع إلى 36,6 مقابل 48,5 نقطة في مارس. كان محللون يتوقعون انخفاض المؤشر إلى 41 نقطة هذا الشهر. ويضع الهبوط نهاية لارتفاع استمر لمدة أربعة أشهر متتالية للمؤشر الذي يأتي صدوره قبيل صدور مجموعة من المؤشرات الاقتصادية الرئيسية لأوروبا خلال الأيام القادمة. لكن على الرغم من الانخفاض، لا يزال مؤشر “زد إي دبليو” عند ثالث أعلى مستوى له خلال العامين الماضيين.
وقال رئيس المعهد كليمينس فوست إنه “بشكل أساسي، ظل خبراء سوق المال الذين تم استطلاع آراؤهم متفائلين، لكن أقل تفاؤلا عما كانوا عليه في الشهر السابق”.
وقال إن “التراجع في المعنويات الاقتصادية متسق مع صدور بيانات اقتصادية دون التوقعات”، مشيرا إلى انخفاض الصادرات الألمانية وحالة عدم اليقين المترتبة على أزمة الديون الحالية بمنطقة اليورو. وأصبح 243 محللا الذين شملهم الاستطلاع أكثر قلقا أيضا بشأن الظروف الاقتصادية الألمانية الحالية.
وتراجع المكون الذي يقيس الظروف الحالية بمقدار 4,4 نقطة. ومع ذلك يتوقع الكثير من المحللين أن ينتعش مؤشر “زد إي دبليو” في الأشهر القادمة مع اكتساب اقتصاد البلاد زخما وسط تحسن التجارة العالمية. وقال أولريكه روندورف الخبير الاقتصادي لدى كومرتسبنك إنه “بعد شتاء ضعيف نفترض أن يتجه الاقتصاد الألماني نحو الصعود”.
عدد اليوم
