الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طوني حنا: الغربة في أميركا دفعتني إلى حياة الصوفية.. وفني سبق الزمن

16 ديسمبر 2009 15:22
فاطمة عطفة (أبوظبي) - حول مسيرته الفنية الطويلة، ولماذا أخذت الغربة الفنان طوني حنا بعيدا عن وطن الأرز، يقول: "أنا لم أذهب في عمر صغير إلى أميركا، وخاصة أنني لا أنتمي إلى أي حزب ولا أنا رجل حرب، الحرب في لبنان أخذت من صحتي ومن حياتي جعلتني أغيب ثلاثين سنة عن لبنان والمنطقة، غربتي في أميركا هي مثل حياة كل المغتربين الذين يعيشون بعيدا عن أوطانهم، عائلة وأولاد ومسؤوليات حتى صار معي مثلما يقول المثل "مالي لا ناقة ولا جمل" بما يجري في المنطقة سواء بالعراق أو بفلسطين أو الأحداث التي مرت على لبنان، حياة فيها سلام مع عائلتي وعلاقتي مع الناس، هكذا أنا "مش خوف" وأنا كما هو معروف "مربي شوراب"، و"أنا لا أخاف إلا من الله وما عندي إمكانات ولا رغبة بأن يزعل مني أحد، أو يصيبه أي أذى". الصفاء الروحي وأنا أرى أن من حق كل إنسان أن يعيش الحياة التي توفر له الراحة، وأن يقيم علاقات جيدة وسليمة مع الآخرين، ليس المهم أن نسأل من أنت، من أين وما اسمك؟ ولكن إذا كان موجوعا أو بحاجة للمساعدة فهذا كل ما يعنيني، بلا أي شرط، أقدم يد المساعدة بكل محبة لأن المحبة لا تقبل الشروط، والحكمة التي أتبعها تقول الإنسان إنسان، وهذا أثمن شيء بالنسبة لطوني حنا. ويضيف: "أنا أجلس مع نفسي، وحيدا لحالي، أقعد هكذا لا أرتاح وأسرح بعيدا أتأمل مخلوقات هذا الكون وخالقه، يمكن أن أظل ساعتين أو ثلاثة وباب البيت مغلق، وبقدر ما أكون تعبان ينتهي التعب هنا، يعني من الممكن أن أدور الكرة الأرضية كلها بفكري، وأي مشاكل عندي تحل في تلك الساعة، الإنسان له خالق وهو الذي يهيء لي هذه الحالة من التأمل القريبة من الوجد الصوفي، هكذا أعيش قريبا من أجواء الصفاء الروحي القريبة من الحالة الصوفية، ومثل هذه الحالة يمكن يعيشها الإنسان في أصعب أيامه، أنا مع هذه الحالة اليومية أعيش بسلام، أشعر كأني لا أعيش بين الناس ومشاكلهم على هذه الأرض، لكني اختار المكان الذي أحب أن أعيش فيه هذه اللحظات باطمئنان وسلام، وهذه الحالة الروحانية تجعلني لا أرى الأشياء كما هي من حولي، ولااكون صاحياولاغافيا، هذه الحالة ترافقني دائما لا أعرف توصيف لها". تشكيل فني جميل وحول هذه التجربة وعلاقتها بالشعر والغناء، يضيف الفنان حنا: "هذه تجربة فنية اشترك معي فيها فنانون غجر ويوغوسلاف، كما قدمها معي فرانك سيناترا في أمريكا، وهذه الطريقة في مزج الغناء بصور معبرة عن جمال الطبيعة، قدمناها في زمن لم يكن يتجرأ أحد على تقديمها في هذا الشكل الفني المصور، في ذلك الوقت كانت الكلمة واللحن والصورة متكاملة وعناصرها منسجمة مع بعضها في تشكيل فني جميل، أما اليوم "الفيديو كليب" صار أقرب إلى الصرعة، دون اعتبار لجمالية الفن وسلامة الذوق العام". ويحدثنا عن جديده قائلا: "عندي أغنية من ألحان جورج الصافي، ابن الأستاذ وديع الصافي، وهو مبدع ومتعدد المواهب، يؤلف ويكتب ويلحن، وروح الأستاذ وديع موجودة بابنه، قدم لي أغنية سجلتها للتلفزيون، تقول: "ختيار وشيخ الشباب/ بيقولوا عني/ خيَّال ولو شعري شاب/ وحصاني بني". وفي الختام، كان لا بد أن نعرف لمن من المطربين يحب أن يسمع، لكنه أجاب مؤكدا: "بصراحة، أنا المغني الوحيد الذي لا يسمع لأحد ولا يشاهد التلفزيون، عندي حساسين، عندي كنارات، عندي طبيعة أسمعها وأتأملها كل يوم، أستمتع بالهدوء والهواء وهو ينسم عند الصباح، لا أحب أن يفاجئني أحد ويقول لي: "مرحبا"! أعيش أنا والطبيعة وفيها سكون أسمعه، وهذا هو الذي جعلني أعيش بعيدا عن الضجة بالليل والنهار". أبوظبي المدينة الجميلة ويقول الفنان طوني حنا عن حضوره للإمارات : "الإمارات لها قيمتها الكبيرة عندنا، مؤكداً أن أبو ظبي مدينة جميلة، ومن يزورها يجد أنها بالواقع أجمل من الصور التي تتحدث عنها، إنها عاصمة جميلة وحديثة ويسود فيها الأمان والاستقرار وتوفر لأبنائها والمقيمين العيش الكريم، وهذه الأمور هي من أهم متطلبات الحياة".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©