الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

سجناء في لبنان يعبرون عن غضبهم ومطالبهم في مسرحية!

31 يناير 2009 01:56
المسرح·· سجن روميه في منطقة جبلية شمال شرق بيروت· الممثلون·· سجناء محكوم عليهم في جرائم قتل وتجارة مخدرات وسرقات وغيرها· المسرحية·· مشروع يطبق للمرة الأولى في لبنان لمساعدة السجناء على التواصل والتعبير والاتصال بالعالم الخارجي· يوسف ش· محكوم عليه بالإعدام المخفف إلى السجن لمدى الحياة في جريمة قتل، يتدرب على دوره مقدماً العمل الذي يحمل عنوان ''12 لبنانيا غاضبا''· ويعلق بسخرية ''الواقع إننا عشرون رجلا غاضباً، بل قل خمسة إلى ستة ملايين لبناني غاضب، أو 350 مليون عربي غاضب''· ولولا رهبة المكان، يمكن لمن يشاهد التدريبات أن يظن نفسه أمام عمل مسرحي نقدي محترف· ووحدها المخرجة زينة دكاش بجسمها النحيف وصوتها النسائي ونبرتها الحازمة تتنقل بين هؤلاء الرجال بعصبية، وتشعل سيجارة وراء أخرى، وتصفق ضاحكة عندما يعجبها أداء أحدهم· ومنذ سنة تواظب زينة دكاش، الممثلة والمخرجة وأستاذة ''العلاج بالدراما''، على عملها مع 45 سجيناً لتنفيذ حلم قديم وفكرة ناضلت من أجلها طويلا· وتقول ''في البداية، كنت آتي إلى السجن ثلاث مرات في الأسبوع، ثم خمس مرات، ومع اقتراب العرض آتي يوميا''· وللمرة الاولى في لبنان والشرق الأوسط، يشهد أحد السجون تطبيق أسلوب ''العلاج بالدراما'' المعتمد في دول غربية عدة· ويمول الاتحاد الاوروبي المشروع بما فيه المسرح الذي تم تجهيزه في قاعة في ''مبنى الموقوفين-د'' في أكبر سجون لبنان· والعمل في المشروع يجري بالتعاون مع إدارة مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية وبالتعاون مع وزارتي الداخلية والعدل· كما تبنت جمعية الدفاع عن الحقوق والحريات ''عدالة'' المشروع، وساهمت في التمويل جمعية ''كثارسيس''- المركز اللبناني للعلاج بالدراما· والمسرحية مقتبسة عن رواية ''12 رجلاً غاضباً'' للأميركي ريدجينالد روز· وتروي التجاذبات والاختبارات التي يمر فيها محلفون ينظرون في قضية رجل متهم بقتل والده· وإمكان إصدار حكم بالإعدام في حقه· ويقول حسين خ· (39 عاما) الذي كان يعمل في حقل تقنيات الإعلام ومسجون لخمس سنوات بتهمة الاتجار بالمخدرات إن ''القصة عن حكم الإعدام الذي يعنينا كسجناء''· ويشارك حسين في لوحات الرقص ويعزف على الجيتار أغاني وألحاناً وضعها المهاجر (31 عاما) الذي وجد أخيرا عبر المسرحية طريقه إلى ''قتل الملل والعتب على الحياة الظالمة''· والدعوة إلى حضور المسرحية التي ستقدم منها ثمانية عروض اعتباراً، عامة عبر وسائل الإعلام، من السابع من فبراير· والتي تتطلب إجراءات استثنائية· وهي تأكيد الحضور قبل 14 يوما، وتدقيق في هويات الجمهور، بالإضافة إلى دعوات موجهة إلى شخصيات ومسؤولين وجمعيات· ويتحدث الرقيب المسؤول عن المسرح عن الصعوبات التي واجهت الإعداد للمسرحية قائلاً إن ''السلوك والأجواء تبقى أجواء سجن·· نقل المساجين من مبنى إلى مبنى يطرح مشكلة أمنية وإجراءات تفتيش إضافية· والسجناء كانوا يجدون صعوبة في التعامل مع العالم الخارجي وحصلت مشاكل على أتفه الأمور''· إلا أنه يؤكد أن ''قسما كبيرا منهم تغير''· ولكل من الممثلين شهادة عن التغيير، لعل أبلغها لجوزف عيد (28 عاما، 5 سنوات، تجارة مخدرات) ''كانت لدي أحاسيس نائمة، صرت أشعر بها· وأحيانا أتضايق لأن هذه الأحاسيس استيقظت· أنا مدمن والمدمن يريد قمع أحاسيسه قبل كل شيء''· ويقول أبو عبده (32 عاماً، 7 سنوات، سرقة وتهريب) ''كنت مصراً على الجريمة· كان هاجسي المال الذي ربما اقترف لأجله أعمالا إرهابية· ولكن منذ أن دخلت المشروع لمست ديموقراطية حقيقية في التعاطي· هذه السنة مرت علي بسرعة رهيبة· لقد اكتسبت القناعة والمسؤولية''·
المصدر: روميه
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©