الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التطعيم على الخطوط الأمامية

24 ابريل 2013 22:46
مارجاريدا ماتسينهي مسؤولة ميدانية مع مؤسسة «فيلج ريتش» إن معظم الأخبار التي ترد من موزمبيق هي أخبار سيئة؛ فهناك أخبار الفقر والمرض والصراع والفيضانات، لكن هناك الكثير من الأشياء الجيدة التي تحصل في بلدي أيضاً. لقد أصبحت موزمبيق في العقدين الماضيين ديمقراطية فاعلة، حيث تمكنت من تحقيق نمو في قطاعها الزراعي، وزادت مستويات التعليم، كما تحسن توفير المياه والكهرباء للمناطق الريفية، وتمكنت موزمبيق كذلك من تخفيض نسبة وفيات الأطفال بشكل دراماتيكي من 219 لكل ألف ولادة في سنة 1990، أي قبل سنتين من انتهاء الحرب الأهلية، إلى 135 لكل ألف ولادة في سنة 2010 . إني أشعر بالفخر على وجه الخصوص بهذا الإنجاز الأخير لأنني عملت بالشراكة مع أبناء وطني الموزمبيقيين من أجل توسعة تغطية التطعيم، وأعتقد أنني لعبت دوراً في تحقيق هذه النتيجة. لقد ترعرعت في موزمبيق، عندما كانت البلاد تحت الحكم البرتغالي، علماً بأن انعدام المساواة في العهد الاستعماري شكّل وجهة نظري بأن جميع الناس لديهم الحق بالحصول على الرعاية الصحية. أتذكر أني عملت في قسم طب الأطفال كمراهقة، حيث كنت أشاهد الأطفال يموتون من أمراض، مثل شلل الأطفال والحصبة والكزاز، وهي أمراض كان يمكن تجنبها بسهولة عن طريق اللقاحات. إن تأثير هذه التجربة جعلني أقضي أربعين سنة التي تلت تلك الفترة في العمل من أجل التحقق من أن كل طفل في موزمبيق، بغض النظر عن أصوله العرقية أو أين يسكن، يجب أن يحصل على اللقاحات التي يحتاجها من أجل مساعدته على أن يعيش حياة طويلة وصحية. ويوم أمس الأربعاء، اجتمع 300 من قادة العالم في أبوظبي ضمن أول قمة لقاحات على مستوى العالم، وهو تجمع مخصص للتحقق من أن جميع الأطفال في كل أنحاء العالم بإمكانهم الحصول على اللقاحات. إن هناك أشخاصاً ،مثل بيل جيتس وكوفي عنان سوف يطرحان تصورات تبين بأن برامج التطعيم تستحق التمويل الكافي والدعم السياسي. وشخصياً ليس لدي جمهور، مثل جيتس أو عنان، لكني أريد أن أضم صوتي إلى صوتيهما. إن الملايين من العاملين في المجال الصحي، مثلي ومثل سائر زملائي، قد جعلوا من التطعيم عملهم اليومي. لقد حققنا تقدماً كبيراً فيما يتعلق بتقديم المزيد من اللقاحات للمزيد من الأطفال، ولهذا السبب فإن نسبة الوفيات بين الأطفال هي أقل من أي وقت مضى، لكن بإمكاننا أن ننقذ المزيد من الأطفال ونحن نحتاج للمساعدة من أجل أداء عملنا على الأرض. إن اللقاحات لا قيمة لها لو رفض الآباء أن نقدمها لأطفالهم، وجزء كبير من عملي هو التعاون مع العاملين في القطاع الصحي وقادة المجتمع ومعلمي المدارس والسياسيين المحليين، من أجل تثقيف الآباء فيما يتعلق باللقاحات. لكن الحصول على دعم المجتمع ليس كافياً، فمن الضروري أيضاً أن نتحقق من أن اللقاحات تصل إلى المكان المناسب في الوقت المناسب وبظروف مناسبة. على سبيل المثال، ومن أجل تجنب حصول نقص في اللقاحات، قامت «فيلج ريتش»، وهي منظمة أعمل لديها، بالمساعدة في تصحيح أرقام السكان، والتي كان يتم استخدامها من أجل توقع عدد اللقاحات التي يحتاجها كل مركز صحي، كما قامت «فيليج ريتش» بإنشاء شركة توفر غاز البروبان لمصلحة المراكز الصحية في شمال موزمبيق، والتي مثل غيرها من الأماكن النائية في المناطق الريفية من البلاد، لا يمكن التعويل فيها على الكهرباء، بل إن كثيراً ما تكون الكهرباء غير متوافرة بالمرة من أجل تشغيل الثلاجات والتي تحفظ اللقاحات باردة. إن استخدام البروبان يعني أنه بإمكاننا أن نتحقق من أن اللقاحات لن تفسد خلال الرحلة من الجهة المصنعة إلى الأم والطفل، ومرة كل شهر نتحقق من أن العاملين بميدان الرعاية الصحية يوفرون اللقاحات وغيرها من الخدمات الصحية «الميل الأخير» إلى الأمهات والأطفال في الأماكن الريفية النائية. وأخيراً، فقد تعلمت أن حفظ السجلات وقياس النتائج بشكل دقيق هو أمر حيوي من أجل الوصول للمزيد من الأطفال، ولهذا السبب نقوم بتقييم وسائل مختلفة من أجل جمع المعلومات على الأرض بما في ذلك استخدام تطبيقات الهاتف النقال، وذلك من أجل جعل السجلات الورقية رقمية. إن بناء أنظمة التطعيم الروتينية هذه قد ساعدنا فعلًا في القضاء على أمراض، مثل شلل الأطفال وجميع أنواع الحصبة باستثناء نوع واحد وفي وقت سابق استخدمناها من أجل تطعيم الأطفال ضد الالتهاب الرئوي للمرة الأولى في تاريخ موزمبيق، ونحن نأمل أن نبدأ خلال السنة القادمة في التعامل مع فيروس الروتا، وهو فيروس يتسبب في الإسهال وهو القاتل رقم واحد للأطفال تحت سن الخامسة. إن هدفنا بعيد المدى هو تقوية الأنظمة بشكل كاف من أجل الوصول إلى جميع الأطفال في موزمبيق وتقديم اللقاحات الأساسية وغيرها من أشكال الرعاية الصحية لهم. وأعتقد أن بإمكاننا تحقيق ذلك الهدف، لأني شهدت مدى النجاح الذي حققناه بالرغم من الصعاب.إن هناك تحديات كبيرة أمامنا، لكني على ثقة أنه بدعم المجتمع الدولي، فإنه بإمكاني أن أترك لأطفالي ومجتمعي وضعاً مزدهراً يتمتع كل شخص فيه بفرصة الارتقاء. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «بروجيكت سينديكت»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©