رايس تبلغ المعلم استعداد الإدارة الأميركية لدعم مفاوضات السلام السورية - الإسرائيلية

دانت الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا بشدة انفجار السيارة المفخخة الذي خلف 17 قتيلاً أمس في دمشق· وقالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، التي كانت التقت نظيرها السوري وليد المعلم في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: ''علمت هذا الصباح بوقوع اعتداء في سوريا وأكدت أن أي عمل متطرف من الطبيعي أن يثير القلق·· ولا أعتقد أننا نعلم الجهة التي نفذت التفجير''· وأوضحت رايس أنها عقدت اجتماعاً استمر ما بين عشر دقائق و15 دقيقة مع المعلم على هامش مأدبة إفطار بالجمعية العامة للأمم، حيث تمت مناقشة قضايا إقليمية· وأضافت دون أن تدلي بمزيد من التفاصيل: ''لم يكن سوى حديث عن الوضع الإقليمي وبعض الجهود التي تظهر هناك''· وأكدت رايس استعداد بلادها للمساعدة في محادثات السلام بين سوريا وإسرائيل بوساطة عندما تقتضي الحاجة· وقالت: ''تقول الولايات المتحدة دائماً إنه في الوقت الذي يمكنها المساعدة فيه ستكون بالطبع راغبة في لعب دور·· ندرك أن السلام الشامل يجب أن يتقدم على كل المسارات، لكن تركيزنا بالطبع ينصب على المسار الفلسطيني الإسرائيلي لأننا نعتقد أن هذا المسار هو الأكثر نضجاً''· وكان المتحدث باسم ''الخارجية'' الأميركية جوردن دوجويد قال في وقت سابق: ''ندين هذا الاعتداء وأي عمل إرهابي آخر، ونقدم تعازينا إلى عائلات الضحايا''· وأضاف: ''ان أي أميركي لم يصب أو يقتل في الاعتداء، ولا نملك أي دليل على تهديد محدد للجالية الأميركية أو السفارة''· لكنه أوضح مع ذلك أنه تم إغلاق القسم القنصلي في السفارة الأميركية في دمشق حتى 30 سبتمبر أمام الجمهور، مع استمرار تقديم الخدمات الطارئة إلى الأميركيين· وأضاف أن القسم القنصلي في السفارة سيفتح من جديد يوم الخامس من أكتوبر أي بعد عطلة عيد الفطر· وأعلن المعلم من جانبه أن لقاءه رايس كان إيجابياً وهو بداية لحوار قادم· وأضاف: ''ان جو اللقاء كان إيجابياً، وهو بداية لحوار قادم''، لافتاً إلى أنه تناول مختلف قضايا الشرق الأوسط· وأضاف أن رايس أعربت عن تفاؤلها بالتطورات الإقليمية التي تشهدها المنطقة خاصة الوضع في لبنان بعد اتفاق الدوحة وزيارة الرئيس ميشال سليمان إلى دمشق، كما أعربت عن أملها في استئناف المحادثات السورية الإسرائيلية غير المباشرة وأبلغته استعداد الولايات المتحدة للمساهمة في هذه المحادثات· واعتبر المعلم أن الدور الأميركي مطلوب عندما تتحول المفاوضات السورية الإسرائيلية مفاوضات مباشرة· ونفى رداً على سؤال وجود وساطة سورية بين فرنسا وإيران، وقال: ''إن بلاده لا تقوم بوساطة، بل بجهود لتقريب وجهات النظر وسد الفجوة بين إيران ومجموعة الدول الست الكبرى التي تطالبها بتعليق أنشطتها النووية الحساسة''· ووصف المعلم التقارير عن وجود حشود سورية على الحدود اللبنانية الشمالية بأنها مجرد أقاويل إعلامية لا أكثر وخبر ملفق وغير صحيح· وقال: ''لا توجد حشود على الحدود اللبنانية·· إنه أمر روتيني، وهناك تنسيق في هذا الشأن بين القيادتين العسكريتين اللبنانية والسورية''· وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن المعلم التقى رايس بناءً على طلبها على هامش اجتماع لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية واللجنة الرباعية الدولية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك وأن الحديث خلال اللقاء تركز حول القضايا الإقليمية بما فيها العراق ولبنان ودارفور، بالإضافة إلى عملية السلام في الشرق الأوسط والمحادثات غير المباشرة السورية الإسرائيلية· وأشارت إلى أن رايس عبرت عن ارتياح الولايات المتحدة للخطوات الإيجابية التي تشهدها المنطقة واستعدادها للمساهمة فى تحقيق السلام الشامل فيها· ودانت الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي بشدة انفجار دمشق، ودعت في بيان إلى كشف ملابسات هذا العمل الإرهابي وملاحقة منفذيه وإحالتهم إلى القضاء· وقال بيان صادر عن الرئاسة: ''إن الرئيس نيكولا ساركوزي يدين بحزم الاعتداء الوحشي والأعمى الذي وقع في جنوب دمشق، ويتقدم إلى الرئيس السوري بشار الأسد وعائلات الضحايا وأقاربهم والشعب السوري بكامله بأحر التعازي''· وأضاف: ''ان ساركوزي يؤكد لسوريا تضامن فرنسا الكامل في مكافحتها الإرهاب ويذكر بالتزامه الحازم من أجل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط''· وقال المكتب الصحفي في الكرملين إن الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف بعث برقية تعزية إلى نظيره الأسد بشأن العمل الإرهابي في دمشق· ونقلت وكالة ''نوفوستي'' عن ميدفيديف قوله في البرقية ''ندين بحزم هذه الجريمة الوحشية البشعة· ونؤكد تضامن روسيا ونهجها الثابت ودعم الجهود الدولية الجماعية لمكافحة الإرهاب بكافة أشكاله''· ودانت الحكومة الإسبانية الاعتداء، مكررة''دعمها الكامل للحكومة السورية في مكافحتها لآفة الإرهاب مستعينة بكل وسائل دولة القانون· وندد وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني في برقية تعزية بعث بها الى نظيره السوري وليد المعلم بالاعتداء الهمجي الذي شهدته سوريا متسبباً بالعديد من الضحايا· وقال ''مع تكرار تصميمنا على تعزيز الالتزام المشترك بالتصدي للارهاب، اود ان اعبر عن ادانتي الشديدة لهذا العمل العنفي غير المبرر وعن تضامننا مع الشعب السوري''· ودان وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند من دون تحفظ الاعتداء الذي وقع في سوريا، وقال: ''ان الهجوم بالقنبلة يشكل تذكيراً مأسوياً بسيادة الارهاب وبتصميم البعض على قتل اناس ابرياء لتحقيق اهدافهم''· ودان مجلس الامن الدولي الاعتداء بالسيارة المفخخة في دمشق، وطالب بإحالة المسؤولين عنه امام القضاء· واعلن سفير بوركينا فاسو ميشال كافاندو رئيس المجلس لهذا الشهر ''ان الدول الاعضاء الخمس عشرة دانت بأشد التعابير هذا الاعتداء وشددت على ضرورة احالة المنفذين والمنظمين والممولين والمحرضين على هذا العمل الارهابي امام القضاء·