الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حياة سيف الرحبي على عجل

حياة سيف الرحبي على عجل
16 ديسمبر 2009 22:30
بطبعة فاخرة وإخراج جميل، أصدر الشاعر العماني سيف الرحبي كتابه الجديد الموسوم “حياة على عجل”، جمع فيه نصوصا كثيرة نشرها في افتتاحيات من مجلة “نزوى” التي يشرف عليها منذ سنوات، بالإضافة إلى مقالات نشرها في منابر ورقية وإلكترونية عديدة. ومقالات سيف الرحبي في هذا الكتاب لا يجمع بين شتاتها جامع محدد الملامح إلا أطياف الأدب والكتابة المبعثرة في أكثر من ركن مقهى ومدينة وقارعة طريق. وكما يقول الرحبي عنها، فهي “ليست إلا شذرات وقراءات ومشاهدات التقت صدفة لتشكل عنوان كتاب”. يكتب سيف الرحبي في مفتتح هذا الكتاب متسائلا: “ماذا يستطيع كاتب جمل وكلمات شعرا ونثرا، أن يقول لقارئ سواء كان موجودا في الواقع، أو في المجال الافتراضي لمخيّلة الكاتب والكتابة، وهو الأغلب في سياق اللحظة الراهنة لتاريخ يتوارى فيه القارئ والكاتب على نحو خطير لصالح وسائط وممكنات أنجزتها التطورات التقنية الهائلة، معظمها يسوّق التسطيع والتفاهة في خطابات تندفق كالسيل العرم، ضارية في تغييب الأسئلة الحقيقية للحياة والوجود، أسئلة الكائن في التاريخ. الإنسان العربي في هذه اللحظة الحرجة أيما حراجة في هذا المفصل المروع من تاريخ البشر والعالم، هذا الإنسان الذي ما يفتأ يرفس في أشراك المحن والدماء المُراقة بغزارة قلّ نظيرها، ويرفس في الحيرة واللامعنى، إلا ما ركن ويركن إليه من جاهز مستتب ومتوارث عبر القرون. إذا أمعنت الكتابة النظر فثمة ما يسبه انسداد أفق وسيادة المجزرة أو المقبرة بكل المعاني الرمزية والواقعية للكلمة وعلى المستوى العربي العام. لكنها (الكتابة) لابد أن تمضي بشكل من الأشكال في ممارسة دورها (الطليعي) إذا ما زال من معنى لهذه الكلمة، ولابد للكاتب أن يمضي في ممارسة الكتابة بالمعنى الحر الطليق في محيط مكبّل بالأغلال والقيود والظلام، وإن ارتطمت الكتابة بعدم قدرتها حتما على التغيير أو حتى على التصويب لمسار تاريخ واجتماع، مثلما كانت تروج تلك الرؤية الصادقة، لكنها ربما المتسمة بنوع من التفاؤل السريع والتبشير، فيكفيها شرف المحاولة أن تكون شاهدة حقيقية وصادقة على راهنها وربما على العصر الذي تعيش”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©