يحل فصل الصيف وتتعدد بحلوله مشاريع السفر والاصطياف، وتشتد حركة السير على الطرقات والشوارع وتكثر العربات بسبب عودة المغتربين وإقبال السياح وأنشطة المقيمين الذين يفضل بعضهم السفر برفقة العائلة لاكتشاف مناطق داخلية أو للقيام بزيارات للأهل في القرى والمدن البعيدة، بينما يفضل آخرون السفر مع الأصدقاء لحضور المهرجانات والمواسم والفعاليات المقامة في الصيف أو الإقامة في مخيمات الشواطئ ومنتزهات الجبال.
حملة مرورية
ترفع أنشطة المسافرين خلال فصل الصيف معدلات حوادث الطرقات إلى مستويات عالية مقارنة مع بقية أشهر السنة حيث تسبب كثافة حركة المرور وتهور السائقين ورغبتهم في زيارة أكبر عدد من الأماكن في وقوع الكثير من الحوادث المميتة، وفي نهاية فصل الصيف تقدم السلطات حصيلة ثقيلة لحوادث المرور.
ويقول محمد الراشيدي، مسؤول عن حملة مرورية للتوعية بمخاطر التهور في السياقة، إن الكثير من المسافرين يخسرون حياتهم في فصل الصيف بسبب النشاطين السياحي والثقافي وكثرة المواسم والأعراس وعودة المهاجرين المغاربة المقيمين في الخارج وتفضيل الأغلبية للسفر البري.
ويضيف أن “تزامن فصل الصيف مع شهر رمضان يفرض تحديا جديدا على السلطات المختصة وشرطة المرور لأن الكثير من المسافرين يأملون في إنهاء برنامج سفرهم قبل بدء شهر رمضان ويخوضون حربا مع الوقت والازدحام ويخاطرون بحياتهم من أجل ذلك، فبعض سائقي السيارات لا يهمهم أن يصلوا سالمين بقدر ما يهمهم الوصول بسرعة والقيام بأكثر من رحلة خلال وقت قياسي”. ويوضح أن السرعة تمثل العنصر الأساسي من حيث خطورة الحوادث حيث تخلف الحوادث اليومية إعاقات وعاهات جسدية عديدة رغم أن السائق لم يقطع مسافة طويلة لكن الحادث ينتهي بشكل مروع.
وعن أسباب حوادث السير في فصل الصيف، قال الراشيدي إن السرعة الزائدة وقلة الانتباه بسبب السهر والسفر المتواصلين من الأسباب الرئيسية لارتفاع حوادث السير. وأضاف “يشهد فصل الصيف أكبر معدلات الحوادث المرورية سنوياً خاصة على الطرق السريعة الرابطة بين المدن الكبرى والسبب يعود للسرعة الجنونية وشرب الكحول والضوضاء داخل السيارة وعدم احترام قوانين السير”. ودعا المسافرين إلى ضرورة احترام قوانين السير، واتباع وسائل الأمان والخلود للراحة حين الشعور بالتعب والنوم، والتأكد من سلامة السيارة عبر إجراء فحص شامل لها.
مدونة سير جديدة
أطلق المغرب مدونة سير جديدة للتقليل من حوادث الطرق ومحاربة التجاوزات التي تحدث على الطريق وتخلف سنويا نحو 4 آلاف قتيل، وتتمحور المقتضيات الأساسية لمدونة السير الجديدة حول رخصة السياقة بالنقط والغرامات التصالحية والجزافية وتأهيل المراقبة الطرقية والوقاية من الرشوة وضمان حقوق المواطنين والسياقة تحت تأثير الكحول والمسؤوليات والعقوبات السالبة للحرية في حالة وقوع حوادث السير والسياقة المهنية وتأهيل قطاع المراقبة التقنية وتأهيل قطاع تعليم السياقة.
وقامت وزارة النقل المغربية بتعزيز بنيات الطرق السيارة والطرق المزدوجة، وتحسين السلامة الطرقية وتحديد النقط السوداء للتقليص من حوادث السير فضلا عن برامج توعية وتربية مستعملي الطرق عن قرب وتوضيح مضامين وفحوى هذه المدونة.? وقال وزير النقل كريم غلاب إن مدونة السير الجديدة، التي صادق عليها البرلمان مؤخرا، تضمن حق الأفراد والجماعات في الحياة والتنقل بأمان، موضحا أن هذه المدونة تعد قانونا حداثيا يأخذ بعين الاعتبار التطورات والمستجدات المرتبطة بميادين السير والجولان في المجالات التكنولوجية والتربوية والجزافية، فضلا عن كونها تهدف إلى توضيح حقوق وواجبات مستعملي الطرق، وإشاعة ثقافة الاستعمال السليم والمسؤول للفضاء الطرقي.
وخلفت حوادث السير بالمغرب خلال السنة الماضية نحو 4000 قتيلا و103 آلاف جريح، 12 ألفا منهم إصاباتهم بليغة، وسجلت هذه الحوادث ارتفاعات مقلقة حيث ارتفع عدد القتلى بنسبة 6.45 % بينما ارتفعت نسبة الحوادث 18.67 %، مقارنة مع المعدل المسجل في السنوات الماضية. وسجل أكبر عدد للحوادث خلال شهر يوليو الماضي حيث وقعت 6812 حادثة وهو ما يمثل زيادة بـ 1033 حادثة سير عن المتوسط الشهري، كما شهد شهر يوليو تسجيل أكبر عدد من القتلى بـ 417 قتيلا، وهو ما يمثل زيادة بـ 88 قتيلا عن المتوسط الشهري خلال سنة 2009.
عدد اليوم
