الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غياب الطموح بدد الحلم بعد البدايات القوية

غياب الطموح بدد الحلم بعد البدايات القوية
26 أغسطس 2016 21:51
وليد فاروق (دبي) من بين أفضل الأجيال الكروية التي شهدتها الملاعب الإماراتية جيل منتخب 2004 والذي خاض التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا، والذي حقق بداية طيبة خلال مشوار التصفيات، ونجح في اعتلاء قمة مجموعته في التصفيات الأولية بمجموعة متميزة من اللاعبين الذين كان يضمهم «الأبيض» في ذلك التوقيت. وكان من بين اللاعبين الذين يضمهم الأبيض في ذلك التوقيت نجوم كبار مثل محمد عمر، وفيصل خليل، ومحمد سرور، وبشير سعيد، ونواف مبارك، ومحمد قاسم، وعلي مسري، وصالح عبيد، وفهد مسعود، وفهد علي، وحيدر آلو علي، وغيرهم من نجوم هذا الزمن، وكان يدرب الفريق وقتها الفرنسي جون جودار، واستكمل المشوار بعده الهولندي أديموس. ونجح المنتخب خلال مبارياته الأولى في المجموعة الخامسة التي كانت تضم أيضاً منتخبات كوريا الشمالية وتايلاند واليمن في احتلال قمة المجموعة، بعد حصوله على 7 نقاط متتالية من الفوز على تايلاند (1-صفر) في الإمارات والتعادل مع كوريا الشمالية على أرضها من دون أهداف، ثم الفوز على اليمن هنا بثلاثية نظيفة، ليتصدر «الأبيض» مجموعته بجدارة بعد خوض مباريات الدور الأول. لكن الوضع اختلف في الدور الثاني، حيث تعرض المنتخب لخسارة قاسية وغير متوقعة من اليمن بنتيجة 1 - 3، ثم خسر في المباراة التالية من تايلاند بثلاثية نظيفة، ولم يشفع للأبيض الفوز في آخر مبارياته على كوريا الشمالية بهدف نظيف، حيث تأهل نفس هذا المنتخب برصيد 11 نقطة متفوقاً بفارق نقطة وحيدة عن منتخبنا الذي جاء ثانياً برصيد 10 نقاط، أي أن منتخب كوريا الشمالية تعادل وخسر في مباراتيه أمام منتخبنا، ورغم ذلك تأهل للمرحلة التالية. وما بين صدارة المجموعة وضياع حلم التأهل إلى المونديال، ظهرت مجموعة من الدروس المستفادة والعبر خلال تلك المرحلة. في البداية أكد محمد عمر نجم منتخبنا، أن أكبر خطأ وقع فيه جيل تصفيات كأس 2006 هو الاعتماد على نتائج الغير، ومحاولة تصحيح الأوضاع في المراحل النهائية من التصفيات من أجل الإلحاق بالصدارة والتأهل إلى المرحلة التالية من التصفيات. وأوضح نجم منتخبنا السابق أن تحقيق النتائج الإيجابية في كل مباريات التصفيات وعدم انتظار هدايا المنتخبات الأخرى هي أهم درس يجب وضعه في الحسبان، وهو الدرس الأساسي الذي خرج منه جيل تصفيات مونديال 2006. وأضاف: مشوار تصفيات المونديال في أي جيل الفيصل الوحيد فيها هو قدرة المنتخب الراغب في التأهل في صنع الإنجاز بنفسه وعدم الاعتماد على نتائج الآخرين، مؤكداً أن أبرز ما يميز الجيل الحالي من اللاعبين هو امتلاكهم الخبرة الكافية التي تؤهلهم لاجتياز مرحلة التصفيات النهائية بنجاح، على الرغم من صغر سن معظم اللاعبين، لكن رصيد الخبرات المتراكمة لهذه الكتيبة من اللاعبين، منذ أن كانوا معاً في منتخب الشباب ومروراً بالمنتخب الأولمبي ثم المنتخب الأول، يؤهلهم لاجتياز هذه التصفيات من دون عذر. واعترف محمد عمر أن قلة خبرة جيل تصفيات 2006 جعلهم يفرطون في فرصة مواصلة مشوار التصفيات للمراحل النهائية، خاصة بعدما حقق الفريق نتائج إيجابية في أول 3 مباريات، لكن المباريات التالية حملت مفاجآت غير سارة للمنتخب، رغم الفوز على منتخب كوريا الشمالية في آخر مباريات هذه المرحلة من التصفيات. محمد سرور: طردت في صنعاء ولم أعرف كيف خسرنا بالثلاثة! دبي (الاتحاد) أكد محمد سرور، نجم وهداف منتخبنا السابق، أن مشوار التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم في السابق كانت أقوى مما هي عليه الآن، من واقع أن معظم المنتخبات الآسيوية المنافسة كانت أقوى في وقت كان منتخبنا ما زال يمر بمرحلة الهواية، ومعظم لاعبيه يمارسون كرة القدم من واقع حب هذه اللعبة في المقام الأول قبل أي شيئ أخر. وقال: في 2004 لم نكن لاعبين محترفين بل كنا هواة مثلنا مثل جيل 1990 الذي تأهل إلى المونديال، حيث كانت الرواتب ضعيفة جداً، والطموح لم يصل إلى أعلى مستوياته، وكان طموح معظم اللاعبين هو أن يصبح مشهوراً، وتشير عليه الجماهير، بل أن هناك بعض اللاعبين كان أداؤهم مع أنديتهم أفضل بكثير من مستواهم، وهم في صفوف المنتخب. وأضاف: غياب العقلية الاحترافية لدى اللاعبين وقتها، على الرغم من اهتمام المسؤولين، وعدم وجود الطموح، كان سبباً مباشرة في الأقصاء من التصفيات في هذا الجيل وفي أجيال أخرى سابقة، لافتاً النظر إلى أن الأمر تغير تدريجياً بعد تطبيق الاحتراف، وظهرت بوادره في تحقيق لقب بطولة الخليج «خليجي 17» في العام نفسه الذي ظهرت فيه بشائر تطبيق عصر الاحتراف. ويتذكر سرور هداف منتخبنا في تلك المرحلة، أن مباراة اليمن تحديداً كانت هي نقطة تحول مسيرة المنتخب في التصفيات وقتها، حيث خسر «الأبيض» 1 - 3 في مباراة كانت أجواؤها غريبة بالنسبة له، شهدت طرده، بعد أن كان صاحب ركلة الجزاء التي أحرز منها محمد عمر هدف التعادل لمنتخبنا، قبل أن يتغير الوضع تماماً في الشوط الثاني ويحرز منتخب اليمن هدفين متتاليين. وتابع: لولا الخسارة أمام اليمن لكن للمنتخب شأن آخر، حيث كان سيتوجه لتايلاند بمعنويات كبيرة، عكس ما حدث بالفعل، حيث تعرض «الأبيض» للخسارة الثانية على التوالي التي أطاحت آماله. راشد عبد الرحمن: البدايات تحسم النهايات بشرط الحذر من فخ الثقة الزائدة دبي (الاتحاد) اعتبر راشد عبد الرحمن، نجم منتخبنا السابق، أنه من المفترض أن يتعلم كل جيل من لاعبي منتخبنا من الجيل الذي سبقه في محاولة لتفادى الوقوع في الأخطاء نفسها التي ارتكبها سابقوه، والاستفادة منها لتحقيق نتائج أفضل، وتحقيق حلم التأهل إلى المونديال. وقال: البدايات في مشوار التصفيات يكون لها دور كبير على النتائج النهائية التي يحققها المنتخب، والمحطة التي يمكن أن يصل إليها، موضحاً أن البدايات المتعثرة يكون لها عواقب شديدة، وهي السبب غالباً في عدم قدرة «الأبيض» على مواصلة مشوار التصفيات بنجاح، مشيراً إلى أن جيل تصفيات مونديال 2006 فعل العكس، حيث كانت بدايته نموذجية، وحقق نتائج طيبة في أولى مبارياته بالمجموعة التي كان ينافس من خلالها للصعود للمرحلة التالية من التصفيات. وأضاف: تلك البداية القوية كان لها تأثير سلبي أيضاً على اللاعبين في تلك المرحلة، وكانت الخبرة أقل بكثير مما هي عليه الآن للاعبي منتخبنا الحالي، حيث أعتقد كثير من اللاعبين أن صدارة المجموعة قد حسمت بعد جمع 7 نقاط في 3 مباريات من إجمالي 9 نقاط، وهنا يبرز الوجه الآخر للثقة الزائدة والاعتقاد في سهولة المهمة. وتابع: مثلما البداية السيئة يكون لها تأثير سلبي على مشوار التصفيات، فإن البداية القوية يكون لها سلاح ذو حدين، خاصة مع اللاعبين قليلي الخبرة، حيث يظن اللاعبون أن المسائل قد حسمت، وفي كرة القدم لا يوجد شيء مضمون، وكل النتائج واردة، وهو ما حدث لاحقاً وخسر المنتخب أمام المنتخبين اللذين سبق الفوز عليهما، وهما اليمن وتايلاند، في حين فاز على منتخب كوريا الشمالية في مباراة لم يكن لها تأثير على صعود المنتخب الكوري، وخسارة الإمارات لمشوار كان يمكن أن ينتهي بشكل أفضل. واعتبر راشد عبد الرحمن أن لاعبي «الأبيض» بما يملكون من خبرة قادرون على تحقيق الأفضل، وتحقيق طموحاتنا جميعاً، بشرط البداية القوية في أول مباراة التي تمنحنا الثقة، وتعطي المنافسين رسالة قوية بقدرة منتخبنا على مواصلة مشوار التصفيات للنهاية بالحماس والقوة نفسيهما، وتحقيق حلم المونديال الذي لم نحققه سوى عام 1990.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©