الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزواج السعيد (2/2)

3 يوليو 2010 21:16
تحدثنا في الأسبوع الماضي عن الهدف الأساسي من الزواج وأنه اللبنة الحقيقية للمجتمع، وذكرنا أهمية أن يكون زواجاً مترابطاً قوياً ومتماسكا، وأن هناك معوقات تؤثر على العلاقة الزوجة من الوصول لمفهوم «الزواج السعيد». واليوم نكمل الموضوع حول بعض النقاط منها الفروقات بين الذكر والأنثى. كثيراً ما يأخذ بعض الأزواج معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خلق المرأة من ضلع أعوج بفكرة سلبية، ويقولون عن زوجاتهم أنهن عوج ويصعب تعديلهن، وهذه النظرة فيها شيء من الظلم للمرأة، فلو تأمل الرجل المعنى الخفي الجميل لأدرك أن هذه الصفة تميز المرأة عن الرجل وتعطيها خصائص مغايرة له وفي الوقت نفسه مكملة لما ينقصه. فالرجل لا يتعامل مع المرأة بالشدة أو بالقسوة، ولكن يتعامل معها باللين والرأفة. ولذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام: «أوصيكم بالنساء خيرا» وقال في حديث آخر للصحابي أنجشة عندما كان يحدو الإبل والنساء في الهودج:»رفقاً بالقوارير يا أنجشة». فإذا عرف الزوج هذه الأمور لتذوق متعة الحياة الزوجية وتغيرت نظرته لتلك الصفات التي كان يراها سلبية. وهناك معناً جميلاً أيضاً وهو أن للإنسان قلباً يعمل على مدار اليوم والليلة، فإن توقف هذا القلب مات الإنسان، ولذا وجب على المرء أن يحافظ على قلبه فضلاً من أن يؤذيه. وحتى لا يتعرض هذا القلب للأذى كان القفص الصدري مكاناً مناسباً وكانت الأضلاع مقوسة لامتصاص الصدمات. إذن تقويس الضلع أمراً هاماً لتوزيع الصدمات والضربات على بقية القفص الصدري دون المساس بالقلب، ولو استقامت الأضلاع لهلك القلب من أول ضربة وجهت للصدر. ولذا فإن الزوجة بالنسبة للزوج كالقفص الصدري للقلب، فمتى ما اشتدت المصائب والهموم على الزوج وجد من يحتويه ويحتضنه ويخفف عنه ما ألم به كما فعلت السيدة خديجة رضي الله عنها مع الرسول عليه الصلاة والسلام في أول البعثة. عزيزي القارئ، من مقومات الزواج السعيد ما يلي: المهر المعقول، صلاح شريك الحياة، بناء بيت الزوجية على أساس التفاهم والتناغم، عمل كل ما هو بالإمكان لتحقيق السعادة، الحب والود والعطف واللين والتقدير والاحترام، عمل ما يسعد شريك الحياة ويفرحه وتجنب ما يزعجه، إشعار شريك الحياة بقيمته وأهميته والتغافل عن زلاته وإلتماس الأعذار له، السعي للتجديد قدر المستطاع، تفهم الوضع والأمور لكلا الطرفين، عدم التجريح والإهانة، معرفة نفسية شريك الحياة، وإدارة المشاكل في حدود بيت الزوجية بقدر المستطاع. dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©