الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فضيحة الحليب الصيني في أوروبا

فضيحة الحليب الصيني في أوروبا
29 سبتمبر 2008 00:20
أمر مسؤولو الاتحاد الأوروبي يوم الخميس الماضي، بإجراء اختبارات صارمة على الواردات التي تحتوي على 15 بالمائة على الأقل من بودرة الحليب، بعد أن خلصوا إلى أن بودرة الحليب الملوث الصينية قد تكون موجودة في الأسواق الأوروبية، مما يجعل سلامة الأطفال في خطر؛ ويوسع هذا الإجراء، الذي أعلنت عنه وكالة سلامة الأغذية الأوروبية والمفوضية الأوروبية، بشكل كبير النطاق الجغرافي الممكن لفضيحة تلوث الحليب في الصين لتشمل اليوم عددا من المواد الغذائية التي تباع عبر العالم، ويقول الأوروبيون إن الحلويات والسكاكر والشوكولاته هي مبعث القلق الرئيسي· وقد عبرت منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة ''اليونيسيف'' عن قلقهما يوم الخميس، بشأن تلوث الحليب الصيني وتداعيات ذلك على أغذية أخرى؛ كما دعت إدارة الأغذية والعقاقير في الولايات المتحدة إلى تقييد استيراد المواد الغذائية التي قد تحتوي على مشتقات حليب مشبوهة قادمة من الصين، وللتذكير فإن منتجات الألبان الملوثة بمادة الميلامين تسببت في مرض أكثر من 50 ألف طفل صغير في الصين خلال الأسابيع الأخيرة· والواقع أنه من غير القانوني استيراد منتجات الألبان وحليب الأطفال من الصين إلى الاتحاد الأوروبي، إلا أن البلدان الأوروبية تستورد العديد من الأغذية المصنعة التي تحتوي على بودرة الحليب المصنعة خارج أوروبا، ومثل هذه المنتجات يمكن أن تحتوي على بودرة حليب قادمة من الصين؛ وإذا كانت عدة بلدان عبر آسيا قد عمدت إلى سحب المنتجات الحليبية الصينية من رفوف أسواقها كإجراء احترازي، فإنه من الواضح اليوم أن الخطر يمكن أن يتعدى الحليب، ذلك أن الاتحاد الأوروبي استورد من الصين في 2007 نحو 19500 طن من المواد الغذائية المصنعة مثل المعجنات والكعك والبسكويت، ونحو 1250 طنا من الشوكولاته وغيرها من المواد الغذائية التي تحتوي على الكاكاو· ويوم الخميس قالت وكالة سلامة المواد الغذائية الأوروبية إن ''الأطفال الذين يستهلكون مثل هذا البسكويت والشوكولاته يمكن أن يتجاوزوا ''تي دي آي'' بما قد يصل إلى أكثر من ثلاث مرات''، في إشارة إلى القدر اليومي من مادة الميلامين المسموح به والذي تعتبر الوكالة أن استهلاكه لا يضر بالصحة؛ أما المستويات التي تفوق ذلك، فقد تؤدي إلى تشكل حصوات في الكلى، كما يقول ''إيان بالومبي'' -المتحدث باسم الوكالة- في مقابلة معه عبر الهاتف· وفي هذه الأثناء، تحاول المفوضية الأوروبية في بروكسيل تقييم حجم الخطر، وفي هذا السيـاق تقــــول ''نينــــا بابادولاكي'' -المتحدثة الرسمية باسم المفوضية-: ''المشكلة الحقيقية هي بخصوص المنتجات الغذائية المركبة، التي يمكن استيرادها حتى إذا كانت تحتوي على بودرة حليب قادمة من الصين''، مضيفة أن المفوضية لا تعلم عدد شركات الحلويات في أوروبا التي تصنع منتجاتها في الصين أو تشتري المواد من هناك؛ وقالت كذلك، إنه طُلب من الدول الأعضاء والشركات الغذائية في الاتحاد الأوروبي -المسؤولة عن تأمين السلامة الغذائية- أن تجري اختبارات على المنتجات بهدف الكشف عن وجود الميلامين فيها خلال العشرة أيام الأخيرة، وإنه لا توجد أي مشكلة حتى اليوم· أما في الولايات المتحدة، فقد دعت بعض جمعيات المستهلكين إلى اتباع قواعد وقوانين أشد صرامة أيضا· وفي هذا السياق تقول وينونا هوتر، المديرة التنفيذية لـ''فود آند ووتر ووتش'' (مراقبة المياه والأغذية): ''من الواضح اليوم أن الصين صدرت منتجات ألبان مثل بودرة الحليب ومنتجات البروتين الحليبي عبر العالم، ونعلم أن بعضها وصل إلى الولايات المتحدة''، مضيفة ''لقد حان الأوان كي تأخذ وكالة الأغذية والعقاقير هذا الموضوع على محمل الجد وتوقف واردات منتجات الألبان من الصين إلى أن نستعيد السيطرة على الوضع من جديد''· والجدير بالذكر في هذا السياق، أن الولايات المتحدة استوردت هذا العام -حسب وكالة الأغذية والعقاقير- مليوني رطل من البروتين الحليبي الذي يدعى ''كيسين''، وغيره من بودرة البروتين الحليبي التي تستعمل كمكونات في الكثير من الأغذية المصنعة، ومن ذلك 293 ألف رطل استوردت في يوليو، حين كانت بعض السلطات الصينية تعرف أن منتجاتها الحليبية ملوثة بالميلامين· والجدير بالذكر أيضا، أن الميلامين مادة كيماوية صناعية تستعمل في صناعة البلاستيك، ويمكن إضافتها إلى الأغذية بهدف زيادة محتوى البروتين فيها ظاهريا أثناء الاختبارات، وقد تم رصد وجودها في أغذية الحيوانات الأليفة المستوردة من الصين العام الماضي· غير أنه حتى إن وُجدت في مواد غذائية بأوروبا، إلا أنه من المستبعد أن تتسبب بودرة الحليب الملوث بالميلامين في كارثة صحية عامة من النوع الذي ألم بالرضع الصينيين، ففي الصين شرب الأطفال الرضع بودرة الحليب الملوث باعتباره مصدر الغذاء الوحيد بالنسبة لهم على مدى أسابيع ما لم يكن أشهرا متواصلة، وقد توفي عدد منهم؛ ولما كان الأذى الذي تحدثه الميلامين مرتبطا بالوزن، فإنها أقل ضررا بالنسبة للأطفال الأكبر سنا ومن المستبعد أن تكون خطيرة بالنسبة للكبار؛ كما أن بودرة الحليب الملوث بالميلامين ليست سوى مكون واحد من نظام غذائي أوسع بالنسبة للأطفال والكبار في أوروبا؛ إلا أن الأطفال الذين يتناولون كميات كبيرة من الحلوى قد يكونون في خطر؛ ويذكر هنا أن التأثيرات الضارة لمادة الميلامين تراكمية، حيث تتسبب في تشكل حصوات يمكن في أن تؤدي في بعض الحالات إلى القصور الكلوي· اليزابيث روزنثال ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©