الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فيروس إلكتروني يدمر ملفات وزارة النفط الإيرانية

24 ابريل 2012
أحمد سعيد، وكالات (طهران) - تعرضت وزارة النفط الإيرانية إلى هجوم عبر فيروس معلوماتي دمر الملفات في أجهزة الكمبيوتر، فيما طالبت إيران أمس بلسان كبير مفاوضيها المكلف ملف إيران النووي أمس سعيد جليلي، بالاعتراف بقدراتها النووية، مؤكدة أن نجاح اجتماع بغداد مع مجموعة (5+1) في 23 مايو سيتوقف على “تقييم صحيح” من قبل الغربيين لقدرات إيران النووية. وبحث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي يزور طهران، في إطار دور تطمح إلى أن تقوم به بغداد للتوسط بين إيران والمجموعة الدولية. وقالت وكالة مهر للأنباء إن عدة مواقع رسمية في وزارة النفط وشركة النفط الوطنية (إن.إي.أو.سي) تعرضت الأحد لهجوم فايروسي ولم يتسن التواصل معها حتى ظهر أمس. وأفادت أن الفيروس هاجم في ساعة متأخرة أمس الأول مما أثر في أنظمة الإنترنت والاتصالات الرئيسية بوزارة النفط وشركة النفط الوطنية الإيرانية. وقال التقرير إنه تم فصل أنظمة تكنولوجيا المعلومات والتحكم بجزيرة خرج وعدد من منشآت النفط الإيرانية الأخرى عن الإنترنت كإجراء احترازي. وقالت وكالة مهر إن السلطات الإيرانية تحقق في الهجوم الإلكتروني على مرفأ تصدير النفط الرئيسي بالبلد. غير أن الناطق باسم وزارة النفط علي رضا نكزاد أكد لوكالة فارس أن “المعطيات الأساسية” للوزارة و(إن.أي.أو.سي) “لم تصب” لأن أكبر موزعات خدماتها “ليست موصولة بالخارج”. وأفادت وكالة إيسنا أنه تم تحديد الفيروس على أنه من نوع (فايبر) المصمم لتدمير الملفات وإحداث أضرار في الأقراص الصلبة. ولم يعلن فورا عن فداحة الأضرار التي تعرضت إليها الوزارة. وأضافت إيسنا أن “مواقع صناعية أخرى تعرضت” إلى ذلك الفيروس دون مزيد من التفاصيل. من جهة أخرى نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن جليلي قوله أثناء لقاء مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس، إن الدول المشاركة في المفاوضات ينبغي أن تدرك أن إيران مصممة “على ترسيخ وتعزيز قدراتها”. وأضاف أن “نتيجة اجتماع بغداد تتوقف على تقييم صحيح من قبل الغرب للقدرات الوطنية والإقليمية والدولية لإيران”. ورغم أن وكالة الأنباء الإيرانية لم تشر إلى الأمر، إلا أن هذه التصريحات قد تدفع إلى الاعتقاد أن إيران تأمل في أن يعترف الغرب بحقها في مواصلة الأوجه الرئيسية لبرنامجها النووي. وفي نفس الشأن، قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي للصحفيين في تونس أمس إن “نتائج اجتماع اسطنبول كانت مرضية وأنا متفائل إزاء الاجتماع المقبل في بغداد” لبحث الملف النووي الإيراني. ويفترض أن تعقد مجموعة دول (5+1) وإيران اجتماعا في بغداد في 23 مايو للدخول في صلب المفاوضات النووية. وردا على أسئلة حول تهديدات إسرائيل بشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، قال صالحي إن “تهديدات إسرائيل بالهجوم على إيران مخادعة، لكن على كل حال نحن نأخذها على محمل الجد ومستعدون للدفاع عن أنفسنا”. من ناحيته قال جهان بخش أميني عضو لجنة الصداقة الإيرانية- العراقية في مجلس الشورى الإيراني لـ”الاتحاد” أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي يزور طهران ناقش، بالإضافة إلى الملفات الساخنة بين البلدين، وساطة عراقية لإزالة جدار عدم الثقة بين طهران والعواصم الغربية وواشنطن. وأضاف أن المالكي تناول جولة المباحثات المقبلة بين إيران ومجموعة (5+1) التي ستعقد في بغداد، كما بحث قضية الحدود ومياه البزل، وتهريب النفط، وتفعيل الاتفاقيات التجارية السابقة، عدا عن الاتفاقيات الأمنية بين البلدين. وقد أوضح ممثل مكتب إقليم كردستان العراق بطهران ناظم الدباغ في حديث لصحيفة (اعتماد) الإيرانية أن “المالكي يقوم بمهمة التقريب بين طهران وواشنطن، وأن مباحثات بغداد ستكون محطة مهمة لطهران والعواصم الغربية بمساعدة العراق”. كما أشارت مصادر إيرانية إلى أن لقاء المالكي مع مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي سيتناول موضوع دور العراق في المفاوضات النووية مع مجموعة (5+1) ببغداد، إضافة إلى تطورات الساحة العراقية الداخلية، لاسيما أن خامنئي دعم تولي المالكي رئاسة الوزراء ضمن قائمة التحالف الوطني. من جهة أخرى قال مصدران ملاحيان بإيران إن طهران تستخدم أكثر من نصف أسطولها من الناقلات العملاقة لتخزين النفط في الخليج مع قيام مشتري خامها بخفض التحميلات بسبب العقوبات. وقال المصدران المطلعان على سير العمليات بمرفأ التصدير الرئيسي لإيران بجزيرة خرج في شمال الخليج إن 14 ناقلة من أسطول شركة ناقلات النفط الوطنية الإيرانية المؤلف من 25 ناقلة عملاقة تحمل كل منها مليوني برميل من النفط تستخدم حاليا كمخزن عائم. وترسو خمس ناقلات أخرى محملة بالخام من فئة (سويزماكس) التي تملك إيران تسعا منها قبالة الساحل وتبلغ سعة هذا النوع مليون برميل. ويعني هذا أن سعة قدرها 33 مليون برميل من إجمالي 59 مليون برميل لأسطول إيران من الناقلات العملاقة وناقلات (سويزماكس) تستخدم لتخزين الخام في الخليج أي 56% من الأسطول. وتشير البيانات الملاحية إلى تفاقم الصعوبات التي تواجهها إيران في بيع إنتاجها من النفط. ويفرض رسو أكثر من نصف أسطول الناقلات الإيراني قيودا شديدة على طاقة تصدير النفط الإيراني. وقال المصدران الملاحيان الإيرانيان إن صهاريج التخزين البرية في جزيرة خرج والبالغة طاقتها نحو 23 مليون برميل قد امتلأت. وقال أحد المصدرين “توجه أسطول شركة ناقلات النفط الوطنية الإيرانية إلى جزيرة خرج لتحميل شحنات للحيلولة دون حدوث طفح بالصهاريج البرية، يحدث هذا منذ مارس”، وأضاف أن “الناقلات ممتلئة عن آخرها”. وتفيد تقديرات لشركات نفط ووكالات ترصد بيانات الناقلات أن حجم النفط الإيراني المخزون في البحر أقل من ذلك بكثير إذ لا تخرج عن نطاق ثمانية ملايين إلى 16 مليون برميل أو حمولة أربع إلى ثماني ناقلات عملاقة. لكن تلك الأرقام ترتكز على بيانات للأقمار الصناعية باستخدام أنظمة رصد السفن مثل نظام التعريف الآلي (ايه.آي.إس) الذي يستخدم أجزة التتبع اللاسلكي التي تكون على متن السفن. وكانت مصادر إعلامية ذكرت في 13 أبريل أن معظم أسطول شركة ناقلات النفط الإيرانية قد أغلق أجهزة التتبع لإخفاء تحركات السفن. ولم يتم تحديث بيانات الموقع لكثير من سفن الأسطول منذ ثلاثة أسابيع على الأقل. وقال أحد المصدرين “أجهزة التتبع اللاسلكي بالسفن أغلقت لأنهم لا يريدون أن يجري رصدهم، السفن راسية على الأرصفة، لا تتحرك ولذا لا تحتاج لتشغيل النظام الملاحي”. ووجود هذا العدد الكبير من السفن الراسية قد يفسر الإقدام على غلق أجهزة التتبع. وبموجب القانون الدولي يتعين تزويد السفن بجهاز تتبع عبر الأقمار الصناعية وذلك لأسباب تتعلق بالسلامة. لكن قبطان السفينة يملك صلاحية غلق الجهاز بإذن من الدولة التي ترفع السفينة علمها. وتظهر بيانات أنه في نهاية مارس كانت هناك 11 سفينة راسية محملة بنحو 18 مليون برميل. ومنذ ذلك الحين زاد العدد بمقدار ثماني ناقلات تحمل 15 مليون برميل أخرى ليصل الإجمالي إلى 33 مليونا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©