الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

واشنطن: إطلاق «سجيل 2» تقويض لفرضية «النووي السلمي»

واشنطن: إطلاق «سجيل 2» تقويض لفرضية «النووي السلمي»
17 ديسمبر 2009 00:27
اختبرت إيران "بنجاح" أمس، صاروخ "سجيل 2" متوسط المدى وهو طراز مطور من منظومة "سجيل" ويصل مداه إلى ألفي كلم، مما يجعل الأراضي الإسرائيلية والقواعد الأميركية في المنطقة وكل من تركيا وروسيا وباكستان، في متناول مداه في وقت تتنامى التوترات والتهديد بفرض حزمة عقوبات دولية جديدة على طهران بشأن برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب في أنه غطاء لامتلاك أسلحة نووية. وسارع البيت الأبيض أمس إلى التأكيد أن تجربة الصاروخية "تقوض الثقة في تأكيد طهران على أن نواياها سلمية وسيتعامل معها العالم بطريقة جدية"، فيما أكد رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون أن تجربة إطلاق صاروخ سجيل المطور البالغ مداه ألفي كلم "تستدعي فرض عقوبات جديدة"على طهران، معربا عن "قلقه العميق" حيالها. وبالتوازي، اعتبرت باريس هذا التطور "إشارة سيئة للغاية" إلى الأسرة الدولية في حين أعربت برلين عن "قلق بالغ". وأكد تلفزيون "العالم" الفضائي الإيراني الذي يبث بالعربية أمس، أن مدى الصاروخ "سجيل 2" أطول من الصاروخ شهاب الذي قال مسؤولون ايرانيون من قبل إن مداه 2000 كيلومتر. و"سجيل" صاروخ من طبقتين يبلغ مداه ألفي كلم ويعمل على الوقود الصلب. وهو احد نوعين من الصواريخ متوسطة المدى التي تمتلكها إيران، والآخر هو "شهاب-3" المطور من صاروخ "نودونج-1" الكوري الشمالي والذي يبلغ مداه 1800 كلم. وكان الجنرال حسين سلامي قائد القوات الجوية في حرس الثورة الإيراني، أكد نهاية سبتمبر الماضي أن ايران ستنتج نسخة مطورة من صاروخ "سجيل" قادرة على بلوغ إسرائيل التي تبعد حوالى ألف كلم عن الحدود الغربية لإيران. وقال سلامي يومها ان "سجيل ذي مدى مناسب وقدرة تدميرية عالية ودقة كافية ويعتبر أحد الأنظمة البالستية الأكثر تطورا...انه أفضل سلاح تمتلكه القوات الجوية الإيرانية". وتخشى الدول الغربية من البرنامج البالستي الذي تطوره إيران بموازاة برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب بأن طهران تخفي خلف طابعه المدني شقا عسكريا، وهو ما تنفيه الأخيرة. ولم تستبعد إسرائيل أو الولايات المتحدة الخيار العسكري ضد إيران إذا فشلت الدبلوماسية في حل النزاع النووي فيما توعدت طهران بالرد بقوة إذا هوجمت. وقال وزير الدفاع الإيراني الجنرال أحمد وحيدي، كما نقلت عنه وسائل الإعلام أمس، إن "الخاصية المهمة جدا للصاروخ المحسن سجيل-2 عن الأجيال السابقة من الصواريخ هو انه يستحيل تدميره بصواريخ مضادة بسبب سرعة دخوله الغلاف الجوي وسرعته الكبرى وقت إصابة هدفه". وأوضح أن التعديلات التي أدخلت "أتاحت خفض زمن إطلاق الصاروخ مما يزيد القدرة الوقائية" للبلاد. وقد سبق أن أجرت إيران تجربتين ناجحتين لإطلاق الصاروخ "سجيل 2" في مايو وسبتمبر الماضي. وبث التلفزيون الإيراني صورا لإطلاق الصاروخ وهو يرتفع في السماء من منطقة تبدو صحراوية. وقال تلفزيون "برس تي.في" الذي يبث بالإنجليزية عن تجربة أمس "أصاب الصاروخ هدفه". وأضاف في نبأ عاجل "اختبرت إيران بنجاح النسخة المطورة من الصاروخ سجيل 2". وجاءت التجربة الصاروخية بعد يوم واحد من موافقة مجلس النواب الأميركي على مشروع قانون يقضي بفرض عقوبات على الشركات الأجنبية التي تساعد في توريد البنزين إلى إيران وهي خطوة يأمل المشرعون ان تمنع طهران عن متابعة برنامجها النووي. في واشنطن، قال المتحدث باسم البيت الأبيض مايك هامر "في الوقت الذي عرض فيه المجتمع الدولي على إيران فرصا لبدء بناء الثقة ليس من شأن تجربة إيران الصاروخية سوى ان تقوض مزاعم إيران بأن نواياها سلمية". وأضاف "مثل هذه التصرفات ستزيد جدية المجتمع الدولي وتصميمه على محاسبة إيران على تحديها المستمر لالتزاماتها الدولية بشأن برنامجها النووي". وكانت المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي أبلغ الصحفيين مساء أمس الأول، أن إدارته "ستحقق" حول معلومة أوردتها صحيفة "التايمز" البريطانية مفادها أن إيران تقوم بأنشطة بهدف إجراء تجارب على مكون حاسم في صناعة قنبلة نووية الأمر الذي نفته طهران. وقال كراولي "يمكننا القول بثقة كبيرة إن الحكومة الأميركية ستحقق حول هذه المعلومات". وبحسب التايمز، فإن القطعة موضوع الحديث هي "محرك نيوترونات، مكون قنبلة نووية يؤدي إلى إحداث انفجار" . وفي كوبنهاجن قال رئيس الوزراء البريطاني عقب اجتماعه مع بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة "لقد عبرت له وهو أيضا عبر عن القلق من تجربة طهران لإطلاق صاروخ متوسط المدى.. هذا شيء مثار قلق بالغ للمجتمع الدولي ويقدم مبررات لنتحرك قدما فيما يتعلق بالعقوبات". وأضاف براون "سنتعامل مع هذا بالجدية التي يستحقها". وبدوره، أعلن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أمس، ان "هذا الإعلان يشكل إشارة سيئة للغاية موجهة إلى المجتمع الدولي بعد أقل من 3 أسابيع من اعتماد مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا يدعو طهران إلى الالتزام كليا وبدون إبطاء بواجباتها الدولية". وأضاف أن "الإعلان عن اختبار جديد للصاروخ المتوسط المدى سجيل-2 يدعو للقلق الشديد". وتابع أن فرنسا ترى أن "مثل هذه التجربة ليس من شأنها سوى تعزيز مخاوف المجتمع الدولي في الوقت الذي تطور فيه إيران بشكل متواز برنامجا نوويا بدون هدف مدني قابل للتحديد منتهكة بذلك 5 قرارات لمجلس الأمن الدولي"
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©