اختتمت مساء أمس أعمال الاجتماع الوزاري رفيع المستوى بشأن تغير المناخ الذي استضافته العاصمة أبوظبي على مدى يومين.
وجدد معالي بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة دعوته للحكومات وقادة الشركات والأعمال، لاتخاذ إجراءات ملموسة لمواجهة تداعيات تغير المناخ.
وأشاد الأمين العام بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة واصفا إياها بالبطل العالمي في المعركة ضد تغير المناخ، خاصة في مجال الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة.
وقال إن اجتماع أبوظبي يعد خطوة مهمة في الطريق إلى صياغة توافق في الآراء بشأن كيفية معالجة ظاهرة تغير المناخ.
وشهد اليوم الأول للاجتماع كلمة لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، أكد فيها سموه أننا نعيش جميعا في عالم واحد ومترابط وما يؤثر على دولة من الدول يؤثر بالضرورة على دولة أخرى.
وأشاد الأمين العام في الكلمة التي ألقاها خلال حفل الختام بالتقدم الذي تم إحرازه في أبوظبي في العديد من القضايا المحورية، وقال «أمضينا يومين من العمل الجاد والمثمر وقد حان الوقت لأصحاب الرؤى لطرح أفكارهم والمضي قدما إلى الأمام». وحث الجميع على رفع مستوى التطلع والطموح، حيث تقع على عاتق الحكومات مسؤولية اتخاذ قرارات حازمة وتولي زمام القيادة، وهناك أيضا لدى رجال الأعمال وقادة القطاع المالي والمستهلكين دور حيوي يمكن أن يلعبوه بهذا الصدد، إذ إن تغير المناخ قضية تمسنا جميعا. وأضاف: علينا أن نعمل معا لدفع جميع القادة والزعماء السياسيين لوضع قضية تغير المناخ على رأس أولوياتهم على المستويين المحلي والعالمي، ولنقول لهم إن الحلول موجودة وقد حان الوقت للمضي قدما.
دعونا ننتهز هذه الفرص لنضع حجر الأساس ونبني مستقبلا أكثر ازدهارا وأمنا لنا جميعا. ودعا جميع المشاركين إلى استلهام والتجارب التي استفدنا منها في أبوظبي والاستمرار في التعاون، وإطلاق المبادرات والمشاريع استعدادا لقمة المناخ في نيويورك ومؤتمري الأطراف المقبلين في ليما وباريس.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن هذا الاجتماع لعب دورا محوريا في حشد الجهود قبل انعقاد قمة القادة لتغير المناخ المزمع إقامتها في سبتمبر المقبل في نيويورك، والتي دعا إليها لضمان نجاح المؤتمر الحادي والعشرين للدول الأطراف المشاركة في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ 2015 في باريس.
وبمناسبة ختام الاجتماع، قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير دولة والمبعوث الخاص لشؤون الطاقة وتغير المناخ، إن الاجتماع الذي حمل عنوان «الانطلاقة من أبوظبي» يعكس ثقة العالم بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة، وقدرتها على تقديم قيمة إضافية للجهود الهادفة للتصدي لتحديات تغير المناخ، وإرساء الركائز الصحيحة لضمان نجاح الاجتماعات المقبلة ذات الصلة.
وبالفعل كان هذا الاجتماع انطلاقة صحيحة ومبنية على أسس صلبة وسليمة، وقامت خلاله الإمارات بدور ريادي يتناسب مع النهج الذي أرسته القيادة الرشيدة.
وأضاف أن الاجتماع أحرز تقدما ملموسا وناجحا وبرهنت خلاله أبوظبي على دورها القيادي البارز في التصدي للقضايا الدولية بروح إيجابية، ومعالجتها بنجاح ويعزى هذا النجاح إلى العمل بأسلوب مهني وعلمي ووفق المبادئ الفكرية التي أرستها قيادتنا الحكيمة.
وقال معاليه «لقد أحرزنا تقدما كبيرا خلال اليومين الماضيين، من حيث تعزيز الشراكات الهادفة إلى خفض الانبعاثات الكربونية والتشجيع على الاستثمار في التقنيات النظيفة ومساعدة البلدان على التكيف مع تداعيات تغير المناخ». وأضاف الجابر «تفخر دولة الإمارات العربية المتحدة بكونها تلعب دورا أساسيا داعما للجهود المتميزة التي تبذلها الأمم المتحدة في قيادة المجتمع الدولي، والعمل على تبني تدابير وإجراءات فاعلة حيال تداعيات تغير المناخ. وأصبح العالم يدرك أكثر من أي وقت مضى أن التصدي لتداعيات تغير المناخ، يتطلب منا اتخاذ إجراءات فاعلة لضمان أمن الطاقة والمياه والغذاء.
ومن المشجع أن نرى هذا الإنجاز الكبير يتحقق في أبوظبي من خلال صياغة مبادرات واسعة النطاق سيتم الإعلان عنها في شهر سبتمبر المقبل، في قمة القادة لتغير المناخ». وأوضح الجابر أن التعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة في تنظيم هذا الاجتماع في أبوظبي كان مثمرا، فقد ترسخت مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة في الجهود العالمية للتصدي لتداعيات تغير المناخ. (أبوظبي - وام)
عدد اليوم
