الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أزمة وول ستريت تهدد بتقويض النظام الرأسمالي العالمي

29 سبتمبر 2008 00:34
أصبحت أسواق المال العالمية تشهد كل يوم واحدة من المفاجآت غير السارة الجديدة، فبعد سلسلة المؤسسات المالية المتداعية في وول ستريت والتي أعلنت إفلاسها أو كادت، تنتظر العديد من كبريات المؤسسات الأخرى دورها وفق عمليات سقوط متواصلة تشبه أحجار الدومينو· وتتحدث تقارير نشرت أمس عن غضب عارم يجتاح كافة شرائح الشعب الأميركي بسبب مئات المليارات من الدولارات التي تنتظر تصديق الكونجرس لضخّها من الأموال الفيدرالية العامة لتصب في أرصدة حفنة من النيويوركيين الأغنياء الذين يقفون وراء دفع الأسواق إلى حافة الهاوية· وشهدت أروقة البيت الأبيض خلال اليومين الماضيين سلسلة من الاجتماعات والمناقشات المحمومة شارك فيها مرشحا الرئاسة أوباما وماكين، وتمحورت حول تقييم خطة إنقاذ النظام المالي برمته من السقوط التي اقترحها الرئيس بوش عقب إفلاس بنك ليمان براذرز يوم الاثنين الأسود المصادف للخامس عشر من شهر سبتمبر الجاري· وبرزت في هذه الاجتماعات الماراثونية المعارضة القوية حتى من بعض الأعضاء الجمهوريين لخطة ضخ 700 مليار دولار في الأسواق المالية من أجل تعزيز السيولة ووقف النزيف· وتكمن عناصر تعقيد هذه الأزمة في أن العديد من صناع القرار السياسي والاقتصادي باتوا يشعرون بأن خطة الإنقاذ التي يسوّق لها الرئيس بوش (لا تمثل أكثر من مكافأة المجرمين بأموال الضحايا)· ولقد اتضح من وقائع الحوارات التي شهدها البيت الأبيض خلال الأيام الماضية أن لهذه التهم ما يبررها خاصة عندما أعلن عن أن مكتب التحقيقات الفيدرالي أطلق سلسلة من عمليات الاستقصاء حول صحّة طروحات تقول إن كل ما حدث في وول ستريت كان مخططاً ويهدف إلى إثراء مجموعة من كبار أصحاب القرار في المؤسســـات الماليــــة المتــداعية· وسرعان ما انتشرت أصداء هذه الشكوك بين عامة الناس، وكانت كافية لخروج ألوف المحتجين الأميركيين إلى التظاهر قرب مقر الكونجرس وهم يرفعون لافتات كتب على بعضها: (ماذا عن مستقبلنا نحن؟·· أوقفوا خطة الإنقاذ)· ويقول المحلل آلن بيتي في تقرير نشرته فاينانشيال تايمز في أمس: مع انتشار هذه الفوضى الشاملة اتضح أن السيد ماكين لم يكن يمتلك فكرة واضحة حول ما إذا كان يتوجب عليه أن يقود خطة الإنقاذ أو أن يقف في صف الثائرين ضدها· وآثر ماكين إبداء عدم معارضته لأي اقتراح أو الوقوف ضد أي خطة تتعلق بالأزمة، وأعلن ببساطة أنه يتوجب على جميع الأطراف ذات التأثير المهم أن تتعاون مع بعضها البعض لبناء موقف متكامل يمكن أن يسهم في الحل ويحمي دافعي الضرائب· ويقول بيتي أيضاً: لقد أظهرت هذه الأزمة أن واشنطن أصبحت تنافس بيروت من حيث عدد الأحزاب المتعارضة التي تقيم في مدينة واحدة· ويحدث هذا بعد أن أفرزت الأزمة المالية سلسلة من المواقف المتباينة إزاءها· ويبدو التناقض واضحاً حتى بين موقفي بوش وماكين من الأزمة، ففيما بدا ماكين شديد التحفظ حيال خطة الإنقاذ المالي، بدا بوش ميّالاً لفكرة واضحة مفادها: قم بضخّ أكبر قدر ممكن من الأموال بأقل قدر ممكن من الشروط· ولقد قوبلت هذه المواقف التي يؤيدها بوش بمعارضة كبيرة من قبل بعض المحللين والخبراء الذين قالوا إنها تمثل مكافأة للمؤسسات المالية المنهارة لمجرد أنها انهارت، وهي تشجع الشركات ذات الأداء الجيد إلى المغامرة وارتكاب الأخطاء طالما أنها تشعر بوجود قوة تحميها من السقوط بمجرد إعداد ملف إفلاسها· عن فاينانشيال تايمز
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©