الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«الحوافز» تضمن إقبال الأبناء على المذاكرة

«الحوافز» تضمن إقبال الأبناء على المذاكرة
26 أغسطس 2016 22:22
أشرف جمعة (أبوظبي) أكدت دراسة تربوية أنه يجب التعامل مع المذاكرة على أنها ليست هماً ثقيلاً، وليست واجباً يؤديه الطلاب بناء على رغبة أولياء الأمور والمعلمين، لكنها جزء من بناء الفكر وتدريب الملكات الفردية على الاستقصاء والفهم والتحليل والتعليم وفي كثير من الأحيان يصطدم بعض الآباء بأبنائهم ويؤثرون على أن يؤدوا واجباتهم وفق جدول استذكار معين، ومن ثم حرمانهم من الخروج معهم أو مشاهدة التلفزيون أو ممارسة ألعابهم المحببة، وإن كانت هذه الأساليب تجدي في بعض الأحيان، لكن من الممكن أن يجعل الآباء المذاكرة أمراً ممتعاً لأبنائهم باستخدام حيل لتحفيزهم من خلال رصد جوائز للمتفوقين، ووضع أوقات للراحة. أسلوب التحفيز يقول الدكتور جاسم المرزوقي استشاري الإرشاد النفسي والتربوي: تتعدد أساليب التربية التي تسهم في إنضاج الشخصية وتوفر قدراً ملائماً من الاعتماد على النفس في سن مبكرة، وهو ما يجعل من أسس التربية محطة مهمة في تعويد الأبناء على سلوكيات إيجابية تدعم لديهم توقير العلم وبذل الجهد من أجل التسلح بالمعرفة، وبعض أولياء الأمور يدخل في حالة من العراك الدائم مع الأبناء في المراحل التعليمية المختلفة من أجل الالتزام بجدول الاستذكار اليومي والوقت المخصص للانتهاء من أداء الواجبات المدرسية، وقد تلعب الشخصية القوية للآباء دوراً في الحصول على نتائج مرضية، لكن هناك وسائل علمية كثيرة من الممكن أن يلجأ إليها بعضهم تساعد على شعور الأبناء بالمتعة في أثناء المذاكرة، موضحاً أنه من المهم توفير أجواء تناسب عملية المذاكرة بعيداً عن استخدام القسوة والعنف مثل تخصيص مكافأة للطالب الذي ينجز واجباته المدرسية بجدية، وكذلك استخدام أسلوب التحفيز ودعوتهم لاختيار أماكن الترفيه بأنفسهم في العطلة الأسبوعية، والكثير من هذه الأساليب التي تدعم الشخصية وتوفر الجو المناسب للاستذكار بأسلوب ممتع ومفيد. غرفة المذاكرة ويبين أنه من المفترض أن تكون غرفة المذاكرة خالية من الأثاث الكثير والصورة اللافتة، فكلما كانت بسيطة فهي لا تشتت الانتباه، ويرى أنه من المهم أن يكون هناك توافق بين الآباء والأبناء ومن ثم تقديم أوجه المساعدة والدعم من خلال التطوع بشرح بعض الدروس التي يصعب عليهم فهمها من المرة الأولى، وتخصيص بعض الأوقات للراحة ويمكن استثمارها في قص حكاية مسلية لهم أو تناول بعض المشروبات الدافئة وإشاعة أجواء الألفة التي لا تخلو من الفكاهة والدعابة الحلوة، بالإضافة مشاركة الأسرة في الاستجابة لمشكلات الأبناء ومحاولة حلها بأسلوب يخلو من التوتر حتى تظل العلاقات الدافئة هي المحفز للاستمتاع بالمذاكرة. خزانة المستقبل تشعر عنبر الخييلي بأنها حققت إنجازاً عندما تعاملت مع ابنها الوحيد الذي يدرس في المرحلة الابتدائية بأسلوب مختلف، ذلك الابن الذي كان يتهرب من المذاكرة ويدعي أنه في حاجة إلى النوم كلما جلس إلى مكتبة أو أخرج من حقيبته المدرسية الكراريس والأقلام والكتب لأداء واجباته المدرسية، وتشير إلى أنها حثته على ألا يهمل بعض الكراريس والكتب التي يستخدمها من أجل الاحتفاظ بها في خزانة خاصة حتى يرجع لها في المستقبل ويتذكر أيام هذه المرحلة من العمر وهو سعيد مغتبط، مؤكدة أنه شعر بالسرور واجتهد في ألا يصيبها التلف، وتشير إلى أنها أيضاً بدأت تذاكر معه بعض الدروس من دون أن توبخه، وحاولت أن تجعله يرتبط بالمواد التي تدرسها له، فضلاً عن أنها رصدت له بعض الجوائز وأغرته بالهدايا في حال اهتمامه بالمذاكرة. ممارسات مفيدة ولا يخفي يوسف الواحدي أنه عانى كثيراً مع أبنائه الذين يدرسون في مراحل تعليمية مختلفة، خصوصاً أنهم ظلوا مدة طويلة من الزمن لا يلتزمون بجدول الاستذكار الذي يضعه لهم في بداية كل عام دراسي جديد ويشير إلى أنه استطاع مع مرور الوقت أن يجعل المذاكرة ممتعة لديهم من خلال تحفيزهم على الإنجاز بشكل متقن في أثناء مراجعة الدروس، إذ أصبح يشاركهم النقاش في بعض الموضوعات التي يدرسونها ومن ثم مكافأتهم بشكل مباشر، ويرى أن الطالب يحتاج إلى رعاية من الآباء والأمهات ومحاولة استكشاف ملكاته ومداعبته وإعطائه فرصة ليستعيد بها أفكاره من خلال إعطاء راحة كل ساعة لمدة 15 دقيقة، بحيث يتم من خلالها عقد مسابقة في الذكاء أو الترويح عن النفس من خلال ممارسة بعض الألعاب المسلية أو ممارسة تمارين رياضية خفيفة مع الأسرة، ويؤكد أنه حصل على نتائج مذهلة منذ أن طبق هذه الممارسات المفيدة. صراع يومي تقول عائشة الزعابي ربة منزل إنها كانت تعيش صراعاً يومي مع أولادها وبناتها من أجل الجلوس إلى مكاتبهم لاستذكار دروسهم وكانت تقسو عليهم أحياناً لكنها لم تجد نفعاً من هذه الطريقة وهو ما جعلها تجلس بينهم كل يوم ما يقرب من ساعة لتذاكر لهم بعض الدروس وتحمل لهم الأطعمة والعصائر والمشروبات الدافئة وهي تبتسم وتتجاوز عندما يهمل أحدهم المذاكرة بعض الوقت وتشير إلى أنها فتحت معهم باباً للحوار تستمتع إلى مشكلاتهم وتشاركهم وضع الحلول فضلاً عن أنها تعقد ورشا لتجليد الكتب في أول أيام الدراسة بهدف حثهم على المحافظة على الكتاب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©