الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرحمة

29 سبتمبر 2008 00:41
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (جعل الله عز وجل الرحمة مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين وأنزل في الأرض جزءاً واحداً، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه) رواه أبو هريرة، رضي الله تعالى عنه، وأخرجه البخاري ومسلم وابن ماجه وابن حبان· وقال عليه أفضل الصلاة والسلام: ''إن نار الآخرة تفضل نار الدنيا بسبعين جزءاً فإذا قوبل كل جزء برحمة زادت الرحمات ثلاثين جزءاً''، وقوله في الحديث القدسي: ''سبقت رحمتي على غضبي'' جاء في الصحيح، والراوي أبو هريرة· تتناول هذه الأحاديث عدداً كبيراً من اللآلئ المحمدية، أوضحها الدكتور مصطفى الشكعة في كتابه ''البيان المحمدي'' حيث قال: إنها تحمل بشرى للمؤمنين وتثبيتاً لقلوبهم، وإدخالاً لمزيد من الإيمان في قلوبهم برحمة الله الذي وسعت رحمته كل شيء، وهو -جلت قدرته- يتضمن كتابه العزيز تأكيده لرحمته في العديد من السور والكثير من الآيات· قال تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم سورة الزمر الآية ·53 ويذكر الدكتور عبدالباسط أحمد علي حمودة في كتابه ''الإعجاز في البيان النبوي'' إن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام أوصى بضرورة الرحمة بالصبي وبالضعيف، فعن أسامة بن زيد حب رسول الله وابن حبه صلى الله عليه وسلم قال: إن صبياً لابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثقل فبعثت أمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم: أن ولدي في الموت فقال (اذهب فقل لها: إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده إلى أجل مسمى فلتصبر ولتحتسب) فرجع رسولها فأخبرها فبعثت إليه تقسم عليه لما جاء، فقام النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه منهم سعد بن عبادة رضي الله عنه، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الصبي فوضعه بين ثندوتيه (أمام صدره) ولصدره قعقعة الشنة (صوت القربة) فدمعت عين رسول الله فقال سعد: أتبكي وأنت رسول الله؟ فقال: (إنما أبكي رحمة لها إن الله لا يرحم من عباده إلا الرحماء) أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه· وعن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (أتقبّلون صبيانكم؟ فما نقبّلهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة؟) أخرجه الشيخان وابن ماجه، والسؤال هنا عن تقبيله للصغار على وجه الشفقة والرحمة واللطف والرقة لهم، ذلك أن محبة القرابة سنة، وفي رواية أخرى لأبي هريرة أنه قال (من لا يرحم لا يرحم)· وروى أبو هريرة رضي الله عنه فقال: أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- رجل ومعه صبي فجعل يضمه إليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم (أترحمه؟) قال: نعم، قال (فالله أرحم منك به وهو أرحم الراحمين) وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- والحسن على عاتقه وهو يقول: (اللهم إني أحبه فأحبه) أخرجه النسائي والترمذي· وتطرق الدكتور السيد محمد نوح في كتابه ''توجيهات نبوية على الطريق'' إلى اللآلئ المحمدية الشريفة التي وردت عن الرحمة بالوالدات منها، عن أنس بن مالك -رضى الله عنه- قال: جاءت امرأة إلى عائشة رضي الله عنها، فأعطتها عائشة ثلاث تمرات فأعطت لكل صبي لها تمرة وأمسكت لنفسها تمرة فأكل الصبيان التمرتين ونظرا إلى أمهما فعمدت إلى التمرة فشقتها فأعطت كل صبي نصف تمرة، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته عائشة فقال (وما يعجبك من ذلك؟ لقد رحمها الله لرحمتها لولديها) أخرجه البخاري والترمذي وابن ماجه· وتحدث النبي عن الرحمة بالحيوان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بينما رجل يمشي بطريق اشتد به العطش فوجد بئراً فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغني فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكها بفيه فسقى الكلب· فشكر الله له فغفر له) قالوا يارسول الله وإن لنا في البهائم أجراً؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم (في كل كبد رطبة أجر) أخرجه الشيخان وأبو داود وابن حبان· محمد إسماعيل ينشر بالترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©