الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دومينيك بوديس.. آخر المناصرين لنا

دومينيك بوديس.. آخر المناصرين لنا
7 مايو 2014 19:56
ودعت فرنسا صباح يوم الخميس العاشر من أبريل عمدة تولوز ورئيس معهد العالم العربي السابق دومينيك بوديس، صاحب الوجه الجميل، والعينين الزرقاوين العميقتين عمق المتوسط والصافيتين صفاء الكريستال الشفاف. غيبه الموت عن عمر ناهز الـ 66 بعد صراع قاس وطويل مع مرض السرطان، في المستشفى العسكري (فال دي جراس) بباريس. دومنيك بوديس هو الاسم الذي يستدعي في البال صورة الإنسان النزيه أو السياسي المحنك، والكاتب المثقف ذي الأفق الواسع، الذي يتخطى كل حدود العرقية الخرقاء إلى رحاب التحضر الراقي، المتعاطف مع الجمال والخير الأصيل من دون ادعاء. وهو من مواليد الرابع عشر من أبريل عام 1947 في الدائرة التاسعة بباريس. سمر حمود الشيشكلي كان من أهم المدافعين عن الحقوق والحريات لكل البشر، ورجلاً مكنته جرأته الأدبية ذات يوم من أن يدعو الرئيس السابق فاليري جيسكار ديستان إلى الانسحاب من التيار الذي جمعهما، بعد تقدمه في السن، ليترك المجال للطاقات السياسية الشابة. خسارة عربية خسر العرب، قبل الفرنسيين، الرجل العاشق لمنطقة الشرق الأوسط، وآخر أصدقائهم في فرنسا. لقد كان حامياً ومناصراً لقضايا العرب وصورتهم في فرنسا والغرب عموماً، الأمر الذي جعل الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، يعينه رئيساً لمعهد العالم العربي في باريس، كأحد أهم المنارات الثقافية التي تستقبل ضيوفها من أبناء العرب والغرب، التواقين لقراءة التاريخ العربي. للراحل الكبير خصائص شخصية جعلته، وهو المحسوب على يمين الوسط، موضع احترام رؤساء فرنسا وتقدير قادة الأحزاب السياسية فيها، مثلما اجتمع الشرق والغرب على احترامه. لذا وجدنا الرئيس الفرنسي الاشتراكي، فرانسوا أولاند ينعاه، كما ينعاه رجالات الدولة، بكل أطيافهم السياسية. وهو أمر قلما ما يحدث في فرنسا. فعلى الرغم من أن الرئيس فرنسوا أولاند كان في المكسيك في زيارة رسمية، إلا أنه كان من أوائل من أبَّن الفقيد، واصفا إياه في بيان رئاسي مستعجل، بالرجل الغيور على الحرية والحقوق، والمناهض للظلم والقهر، قائلا: «لديَّ الكثير من الود والعرفان لـ «بوديس» الجريء المتفاني والمتسامح، وهي الصفات التي ميزت كل حياته السياسية». كما قام رئيس الوزراء السابق آلان جوبيه ورئيس بلدية بوردو بالتأكيد على نزعة الراحل الإنسانية الاجتماعية، والتزامه بالدفاع عن قيم الجمهورية، وعلى رأسها العدل، قائلاً: «لقد كان صحفياً لامعاً ومحباً لمهنته، وأنا حزين لرحيله، أسوة بأغلبية الفرنسيين». مما يجدر ذكره أيضاً أن جميع الجمعيات المعنية بحقوق الإنسان، قامت بالتنويه بخصال الفقيد الإنسانية والنضالية، بغض النظر عن اختلافها مع طروحاته السياسية، مؤكدة كلها أنه كان نموذجاً للكرامة والاستقامة والنزاهة والمواقف الجريئة، وبرحيله يبقى كل المدافعين عن الحقوق والضعفاء والمهمشين يتامى. وأكد الكثير من الصحفيين أنه كان كصحفي، صاحب نظرة تحليلية شاملة، وفضول واسع وتواصل اجتماعي دائم، وكان هذا سمة في سلوكه حتى بعد تركه الصحافة. وإلى جانب كونه صحفياً، كان دومنيك كاتباً وأديباً مهماً، فقد اهتم على وجه الخصوص بتاريخ الصراع العقائدي بين الكاثوليك والبروتستانت داخل الديانة المسيحية، وكتب عدة روايات في هذا، قبل أن يتجه إلى عصر محمد علي في مصر، ليهتم بالآثار العلمية والحضارية للحملة الفرنسية خصوصاً، ويسجل هذا في كتاب شهير اسمه «ينبغي قتل شاتوبريان». إلا أن ما يخصنا نحن كعرب أنه كان آخر مناصر لنا، ليس بغرض سياسي أو لمنفعة شخصية، وإنما بدافع إيمان قوي ناصع. وهو ذو الأصول التى تعود إلى مدينة تولوز في أقصى جنوب غرب فرنسا تلك المدينة التي تمثل نقطة الالتقاء الفرنسية مع الحضارة الأندلسية. كان ممن يؤمنون بعمق أن ارتباط فرنسا بالحضارة العربية الإسلامية، هو ارتباط تحكمه عوامل الجغرافيا والتاريخ، وأن مصالح بلاده مع مراكز الثقل السياسي العربي، مشرقاً ومغرباً، وهي خط الدفاع الأخير لمركز فرنسا في العالم كقوة سياسية واقتصادية، وكمركز إشعاع حضاري. فلقد صرح للإعلام أكثر من مرة أنه محب للحضارة العربية، وهو معجب بها، وأن قدر كل من يعيشون في حوض المتوسط أن يتأثروا بالشرق الأوسط حتى أنه تزوج من الكاتبة والأديبة ايزابيل بوديس ذات الأصول الجزائرية المسلمة، مما كان دليلاً على تماهيه النفسي والروحي مع الحضارة العربية الإسلامية. وقد تجلى هذا الحب أيضاً في كتبه، التي ربما كان آخرها دليلاً على عمق ارتباطه بتلك الحضارة: (شغف المسيحيين في لبنان 1978)، (الموت بالكوفييه 1980)، (ريمون المانوي 1996)، (ريمون الشرقي 1999)، (المؤامرة:2001)، (ينبغي قتل شاتوبريان 2003)، (جان لوكانييه: بمشاركة فرنسوا بايرو ونادين جوزيت شالين 2003)، (في مواجهة الافتراء: 2005) و (عشاق جبل طارق 2010) وقد نال على الأخير جائزة المتوسط. تروي (عشاق جبل طارق) حياة الفاتح العربي الإسلامي للأندلس، طارق بن زياد. وقد جعل هذا كله البعض يتندّر بأن دومينيك بوديس هو من أصولٍ عربية إسلامية، وأن كلمة بوديس هي تحريف فرنسي لاسم باديس، وأن الرجل يعود إلى أصول عائلية مع المجدد الإسلامي الجزائري مالك بن باديس. بعدها بدأ بكتابة رواية مستوحاة من حياة أحد أشهر المماليك الذين عملوا مع نابليون في مصر، وهو المملوك رستم، الذي اصطحبه معه بونابرت عند عودته إلى فرنسا، لولا أن المرض تمكن منه ولم يستطع تكملة الرواية. وللراحل الكبير أيضاً كتب سياسية، أشهرها كتابه عن الحرب الأهلية في لبنان، وكتابه عن الطوائف المسيحية في الشرق. سيرة ذاتية بدأ خريج معهد الدراسات السياسية بباريس، حياته السياسية عام 1965 مسؤولاً عن حركة الشبان الديمقراطيين، كما عمل عام 1971 مراسلاً إذاعياً في لبنان، ثم تلفزيونياً حتى عام 1975 تاريخ اندلاع الحرب الأهلية التي أصبح على إثرها مراسلاً مختصاً في الشرق الأوسط، لقناة (تي أف 1) وكاتب تحقيقات بارزاً حتى عام 1977، ثم مقدم نشرتها الإخبارية المسائية بين أعوام 1977 و1980 قبل أن يعمل في قناة فرانس حتى عام 1982 كمتخصص في تغطية نشاط مجلس الشيوخ. تسلم رئاسة بلدية تولوز باسم الوسط الديمقراطي الاجتماعي التابعة لحركة اتحاد الديمقراطيين الفرنسيين عام 1983. ثم صار نائباً في البرلمان الأوروبي عام 1984. وفي عام 1994 صار قائد قائمة حزبيّ اتحاد الديمقراطيين الفرنسيين والتجمع من أجل الجمهورية في الانتخابات الأوروبية. ثم تسارعت وتيرة المسؤوليات بانتشار الثقة به في الأوساط المختلفة، ليتقلد عدة مهام على التوالي: * 1998: عضو المكتب السياسي والمجلس الرئاسي لحركة الديمقراطيين الفرنسيين. * 2000: رئيس المجلس الاستشاري لصحيفة لوفيغارو، ليستقيل ويصبح رئيساً للمجلس الأعلى للقطاع السمعي البصري. وارتبطت مرحلة مسؤوليته الجديدة بإطلاق التلفزيون الرقمي الأرضي ومحاربة الإباحية. * 2007: رئيس معهد العالم العربي. * 2009: قائد قائمة حزب اتحاد الأغلبية الشعبية في الانتخابات الأوروبية، بعد أن حصلت قائمته على أربعة مقاعد في البرلمان الأوروبي. ولينتخب فيما بعد نائباً لرئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي وعضواً في لجنة العلاقات مع دول المشرق العربي، وفي جمعية الأورو متوسطية البرلمانية. كما كان المقرر لاتفاق التعاون مع سوريا. * 2010: كلفه البرلمان الأوروبي بإنجاز دراسة عن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي. مؤامرة حقق دومينيك هذه النجاحات الكبيرة في مختلف المجالات التي يضاف إليها نجاحه كعمدة لمدينة تولوز، وهى إحدى كبريات المدن الفرنسية لمدة 18 عاماً متواصلة. وهو شيء نادر الحدوث في الديمقراطيات الغربية، وهو لم يكن قد تجاوز بعد الخمسين عاماً، ما خلق له حساداً من نوع قذر، ما لبثوا أن قاموا بتلفيق قضية له صارت واحدة من أبرز القضايا في تاريخ فرنسا المعاصرة. لقد تآمر عليه أعداؤه السياسيون ورافضو دفاعه عن الحضارة العربية لإلصاق تهمة الدعارة به، عندما كان عمدة لمدينة تولوز. وبرغم شراسة الهجمة، إلا أن الشعب الفرنسي، على اختلاف أطيافه أجمع على الوقوف بجانبه فيها، قبل أن يبرئ القضاء ساحته، وتكشف التحقيقات عن عمق المؤامرة التي كانت تهدف إلى الإطاحة بالرجل، وتلويث سمعته وشرفه. وما زال جميع المتآمرين في هذه القضية رهن السجون حتى الآن. لقد وجد بوديس نفسه بين ليلة وضحاها متورطاً في حبائل فضيحة، تعود وقائعها إلى عام 1993 حين تفجرت في تولوز، وشغلت الرأي العام في فرنسا كلها. بدأت التهمة الملفقة حين ألقت الشرطة القبض على مجرم متهم بأنه قتل خمس نساء. واعترف القاتل بتلك الجرائم وبأربع غيرها، وبستة حوادث اغتصاب. قام وقتها المحققون باستجواب عشرات الشهود. ولسبب ما كان بين الشهود امرأتان من فتيات الليل، باتريسيا وفاني، شهدتا بأن وجهاء محليين نافذين كانوا أطرافاً في شبكة للدعارة، يمارس أفرادها العنف ضد الغانيات، ومنهم دومينيك بوديس الذي كان عمدة في حينها. هزت التهمة دومنيك هزة عنيفة، فاستقال من منصبه لكي يتفرغ للدفاع عن شرفه. وإذا كان جرح باديس جسدياً وهو يغطي الحرب اللبنانية لقناة «تي إف 1» صعباً، وكاد يودي بحياته، فقد هددت التهمة الملفقة للرجل الذي تألق صحفياً وثقافياً وسياسياً، بعد مرحلة تفوق أكدت مواهبه الكثيرة، سقوطه في الحضيض النفسي، برغم براءته. فلقد جرح في كبريائه وكرامته، وعادت القضية اليوم إلى واجهة الحدث، بمناسبة رحيله، لأنها أرخت لصدمة شخصية عامة شهيرة ولحلقة لا تنفصل عن ماضيه المهني والشخصي. لقد آثر الرجل الظهور بشكل مباشر بنفسه، على شاشة التلفزيون عام 2003، في نشرة أخبار القناة الأولى، قناته التي سبق أن عمل ولمع نجمه فيها، ليعلن فيها للمشاهدين وهو في قمة الانفعال، والعرق يتصبب من جبهته، ويكاد يذرف الدمع، لولا رباطة جأشه وقوة شخصيته. استطاع يومها أن يتحدث بكلمات الواثق من براءته، بل ويعلن بأنه بريء وضحية مؤامرة مدبرة. عاش الرجل طوال أشهر، في نفق مظلم من القهر والحزن والقلق، إلى أن انفرجت القضية بتراجع الشاهدتين عن افتراءاتهما، وإقرارهما بأن هناك من حرضهما عليه. ولأن دومنيك اختبر القهر والظلم خاصة عندما قام كارل زيرو، صاحب برنامج إخباري تلفزيوني مثير للجدل، بنشر «رسالة على الهواء» في عز تأزم القضية، يُفترض أن سفاح تولوز كتبها بخط يده، تؤكد اتهام بوديس. وقد صبر بوديس على هذه المحنة العظيمة، وانزوى مدة 18 شهراً ليخرج بكتاب مؤثر بلسان نفسه الجريحة «في مواجهة الافتراء» يضاف إلى سلسلة كتبه الجميلة، هاجم فيه سفالة بعض السياسيين والإعلاميين الذين يروجون للشائعات قبل التحقق من صحتها. في تلك الفترة، راهن كثيرون على أن السياسي اللامع مات معنوياً ولن تقوم له قائمة. لكن بما أنه لم يكن مواطناً عادياً، وكانت له تقاليد عائلية يستند إليها، وعلاقات كثيرة، فقد خرج سالماً منتصراً، أو في عداد المنتصر. وعند إعلان وفاته، قال صديقه فرنسوا بايرو، المرشح السابق للرئاسة: «مات بوديس وهو لم يشف بعد من جرحه المعنوي السابق. لقد ظل خلال سنواته الأخيرة، حساساً تجاه القهر والإجحاف، مهموماً بقضايا العدالة والمساواة، وبالمظلومين الذين لا يملكون الدفاع عن أنفسهم في وجه (آلة الشر)». أعيد للرجل اعتباره، الذي لم يفقده يوماً أصلاً، حين بحث ساركوزي عن الرجل المناسب لمنصب جديد هو «المدافع عن الحقوق»، فلم يجد أفضل من دومينيك بوديس. وهو الخبير المخضرم في هذا المجال. ولما جاء الرئيس الاشتراكي أولاند إلى الحكم، أبقاه في منصبه. لكن بوديس ظل يحمل الجرح في داخله، ويظن الكثيرون أن هذه المحنة حملت له بذرة المرض الخبيث. الدور الأبرز كان الدور الأبرز في حياة الراحل الكبير، الذي عرفه العرب من خلاله، هو قيادته لمعهد العالم العربي التي استمرت مدة 4 سنوات. وقد أبدى بوديس حماسة في توسيع مهام المعهد، ليشمل نشاطه دول المتوسط ما عدا إسرائيل، التي لا وجود لها في دستور المعهد الذي تنص قواعده على شراكة فرنسا بدول الجامعة العربية. قال في لقاء معه ذات مرة أن هناك عدداً كبيراً من الزائرين، حوالي مليون زائر كل سنة منذ عشرين عاماً. وأنه بفضل المعهد أصبح الفرنسيون يعرفون ثقافة العالم العربي بشكل أفضل. ولكن برأيه أن العالم العربي بحد ذاته معقد، لأن داخله مجتمعات مختلفة عن بعضها البعض. فمجتمعات كالمغرب ومصر وسوريا أو بلدان الخليج العربي، كل واحد من هذه المناطق له واقع مختلف عن الآخر. صحيح أنها حضارة ولغة واحدة في هذا الوطن العربي، ولكن في داخل هذه الحضارة واللغة، ثمة تنوع كبير جداً. قام دومينيك بنشاطات للمعهد خارج مركزه في باريس، لأن هناك كثيراً من الناس لا يستطيعون القدوم إلى باريس، فقدم معارض وعروضاً في المدن الكبرى في فرنسا، مثل: مرسيليا وتولوز، وفي أوروبا كذلك. كما نظم أيضاً معارض في البلدان العربية، كالمملكة العربية السعودية والجزائر وسوريا، ولعل أبرز ما قام به هو معارض: «بونابرت في مصر» و«سوريا سوريا». أما المعرض الذي حلم به وكان يعتبره القاسم الوحيد الكبير الذي لن يختلف عليه لا العرب، مشرقهم ومغربهم، ولا الأوروبيون، كان عن أم كلثوم. وافق وزير الثقافة المصري وقتها، فاروق حسنى، الذي كانت تربطه بالراحل الكبير صداقة شخصية واحترام متبادل على إعارة فساتين كوكب الشرق للمعرض، منها تلك التي ارتدتها في حفلاتها على مسرح الأولمبيا في باريس، وهو ما كان أحد أهم أسباب نجاح هذا المعرض. عرف دومنيك بوديس بتواصله الشخصي مع الكتاب والمفكرين العرب، مثل المخرج الراحل يوسف شاهين. وقد قال أن شاهين أودع لديه نسخة نادرة من جنازة كوكب الشرق أم كلثوم، كما أن زوجته السيدة إيزابيل بوديس (وهي صاحبة أشهر سيرة في اللغة الفرنسية لحياة كوكب الشرق أم كلثوم، التي صدرت بالعربية في مطبوعات المركز القومي للترجمة بالقاهرة)، كانت تمتلك ثروة نادرة من الصور الفوتوغرافية لكوكب الشرق، عرضت بعضها مؤخراً في كتالوج فاخر، ذكرت لي أنه يحوي 10% فقط مما لديها. كان آخر ما كتبه دومنيك في الأسابيع الأخيرة، بعد أن اشتد عليه المرض القاتل، هو مقدمة لكتابه عن حياة الرسول - عليه الصلاة والسلام - كان قد صدر قبل 100 عام، في وزارة الدفاع الفرنسية، تحية منها للمسلمين في المغرب العربي. وعندما قررت إعادة نشره في طبعة فاخرة، طلبت من الراحل الكبير أن يضع مقدمة عصرية له، وهو ما حرص على القيام به بعد أن أدرك أن المرض لن يتيح له مزيداً من الوقت. انطوت صفحة حياة دومنيك باديس الإنسان، الحساس العميق، والمناضل في سبيل القيم الإنسانية الخيرة، لكن رحلة حياته بخلاصتها ستظل مشعلاً مضيئاً للبشرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©