الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نكره منك ما تكره منّا

29 سبتمبر 2008 00:46
قال العتبي: رأيت امرأة أعجبتني صورتها، فقلت: ألك بعل؟ قالت: لا· قلت: أفترغبين في التزويج؟ قالت: نعم ولكن لي خصلة أظنك لا ترضاها· قلت: وما هي؟ قالت: بياض برأسي· قال: فثنيت عنان فرسي وسرت قليلاً، فنادتني أقسمت عليك لتقفن، ثم أتت موضع خال، فكشفت عن شعر كأنه العناقيد السوناي، فقالت: والله ما بلغت العشرين ولكنني عرفتك انا نكره منك ما تكره منا· قال: فخجلت وسرت وأنا أقول: فجعلت أطلب وصلها بتملق .. والشيب يغمزها بألا تفعلي هبنقة ''هبنقة'' واسمه يزيد بن ثروان ويقال: ابن مروان أحد بني قيس بن ثعلبة، ومن حمقه انه جعل في عنقه قلادة من ودع وعظام وخزف وقال: أخشى أن أضل نفسي ففعلت ذلك لأعرفها به، فحوّلت القلادة ذات ليلة من عنقه لعنق أخيه فلما أصبح قال: يا أخي انت أنا فمن أنا؟ حوار شعري قال ابن الأعرابي عن بعض مشايخه: إن رجلاً من بني تميم كانت له ابنة جميلة وكان غيوراً فابتنى لها في داره صومعة، وجعلها فيها، وزوجها من أكفائه من بني عمها، وإن فتى من كنانة مر بالصومعة، فنظر إليها، وانه افتعل بيتاً من الشعْرِ ودعا غلاماً من الحي، فعلمه البيت وقال له: ادخل هذه الدار وأنشد كأنك لاعب، ولا ترفع رأسك ولا تصوبه ولا تومئ في ذلك الى أحد، ففعل الغلام ما أمر به، وكان زوج الجارية قد أزمع على سفر بعد يوم أو يومين، فأنشد الغلام يقول: لَحَى الله مَنْ يُلحي على الحب أهله ومَنْ يمنعُ النفس اللجوجَ هَواهَا قال: فسمعت الجارية ففهمت، فقالت: ألا إنما بين التفرُّق ليلة وتُعطى نُفُوس العاشقينَ مُناها كتاب يكتبه ميّت روي أن الوزير محمد بن العباس جاءه كتاب من أحد أقاربه من بلده أن أباه توفي فجلس للعزاء وتوافد عليه أكابر الناس ورؤساؤهم، وأقبل أبو العباس بن درستويْه، وكان مع علمه على غفلة، فدخل على الوزير فتباكى وقال له أيها الوزير لعل الكتاب الذي بلغك غير صحيح، قال: لقد جاءتنا كتب كثيرة تؤكد الأمر، قال: دعك منها كلها، هل جاءك كتاب بهذا من أبيك نفسه؟! فعجب وقال له: لو جاءنا ماتقول ما جلسنا هذا المجلس، وغلب الضحك على كثير من الموجودين بل وخرج البعض دون سلام ولا استئذان إذ غلبهم الضحك، واضطر الوزير أن بفض العزاء الذي انقلب إلى قهقهة وضحكات!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©