الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أنتِ وسرطان الثدي

أنتِ وسرطان الثدي
29 سبتمبر 2008 00:47
كانت عائشة تأخذ حماماً تحت الدوش عندما شعرت بوجود كتلة في ثديها الأيمن· كانت عشية رأس السنة الميلادية ·2004 عندما مررت أصابعها على تلك الكتلة تتحسسها انتابها الخوف· في الحقيقة، كانت عائشة تخاف من الذهاب إلى العيادة لفحص هذه الكتلة· لقد استغرق الأمر أسبوعا كاملا لتستجمع شجاعتها لزيارة الطبيب· تصوير الثدي الشعاعي (الماموجرام) وفحص الخزعة أكّدا أن عائشة البالغة من العمر 44 سنة مصابة بسرطان الثدي· الآن، وبعد 3 سنوات أنهت عائشة العلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي والجراحة· هي الآن تنظر إلى نفسها على أنها امرأة محظوظة وأكثر قوة لكونها خاضت هذه التجربة، وتماثلت للشفاء· لاحظت خديجة طفحاً جلدياً على جانب ثديها· وضعت القليل من كريم المضاد الحيوي مفترضةً أنه سيختفي بعد فترة· مرّ أسبوعان ولايزال الطفح الجلدي موجوداً بل أنه صار أكبر· لطالما تمتعت خديجة البالغة من العمر 52 سنة بصحةٍ جيدة، حتى أنها أرضعت أطفالها السبعة طبيعيا؛ لذا لم يشغل هذا الطفح الجلدي أبداً تفكيرها، ولكن عندما أصبحت بشرتها رطبة وطرية ذهبت لرؤية الطبيب· وعندما لم تعط المضادات الحيوية التي أخذتها أي مفعول ذهبت خديجة لرؤية طبيبٍ آخر· وبعد شهر من التردد على الأطباء، وتجربة أنواع عدة من المضادات الحيوية والكريمات الموضعية، ذهبت لزيارة أحد هؤلاء الأطباء مجددا· وتم ترتيب عمل فحص الخزعة، وتمّ تشخيص حالة خديجة بأنها مصابة بنوعٍ شرس من سرطان الثدي يسمى سرطان الثدي الإلتهابي· لاتزال خديجة تخضع للعلاج، وتستمد قوتها من مؤازرة كل من أسرتها وإحدى جماعات مساندة مريضات سرطان الثدي التي كونتها مجموعة من السيدات اللواتي مررن بالتجربة نفسها· دايان وفرح صديقتان منذ زمن طويل؛ غير أنهما لم تريا بعضهما البعض بسبب انهماكهما في مشاغل الحياة منذ فترة طويله كأنها سنين· عندما تقابلتا لتناول القهوة معاً قبل مدة، أصغت فرح لدايان وهي تروي قصتها عن تشخيص إصابتها بسرطان الثدي، ورحلة العلاج التي خاضتها خلال الأشهر الثمانية المنصرمة· تحدثتا عن الخوف من الإصابة بسرطان الثدي، وعن عوامل الخطر، وكيف أن دايان كانت تحضر بانتظام جلسات التصوير الشعاعي للثديين والتي تلتقط بدقة أي مؤشرات يشتبه في احتمال تحولها إلى نمو سرطاني في الثدي· في تلك الليلة وبينما كانت فرح تبدل ملابسها استعدادا للنوم نظرت ملياً في المرآة وظنت أنها رأت تغضناً بسيطاً في الجلد، على ثديها الأيسر، نظرت عن قرب وتحسست بإمعان كامل الثدي· لم تكن متأكدة ولكن ربما كان هنالك شيء ما، فقررت أن تحجز موعدا مع طبيبها في اليوم التالي· أثبت فحص الطبيب والتحاليل أن فرح ليست مصابة بسرطان الثدي· لحسن الحظ في معظم الأوقات تكون هذه هي الحال، لكن ليس من الخطأ أن تؤخذ الشكوك على محمل الجد· من يصـاب بسرطـــان الثــدي ؟ خلال حياة المرأة، على افتراض أنها تعيش 90 عاماً منذ مولدها حتى وفاتها، تكون لديها فرصة من 1 إلى 8 لنشوء سرطان الثدي لديها· ولكن مهما كان عمر المرأة فإن مجرد كونها امرأة يعرضها للإصابة بسرطان الثدي· كما وانه بالرغم من أن النساء هن غالباً من يصبن بسرطان الثدي، إلا أن 1% من المصابين يكون رجلا· ما الذي يسبب سرطان الثدي؟ يبدو أن هذا سؤالاً بسيطاً للوهلة الأولى لكن في الواقع هو بمثابة تحدٍ مستمرٍ للباحثين قي حقل السرطان في العالم أجمع· وفعلياً، فإن تحديد عوامل الخطر بشكل واضح يعدّ أمرا صعبا رغم تحديد عوامل خطر كأن تكون المرأة متقدمة في السن، والتعرض لنسبة واضحة من أشعة الصدر (غالباً ما يكون هذا في صورة علاج إشعاعي لمرض آخر)، وإذا كانت لديها تركيبة جينية معينة (أي أن يكون لديك تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي)، أو أن يكون قد تم تشخيصها سابقاً بمرض السرطان· العوامل التي تبدو مرتبطة بشكل ضعيف بسرطان الثدي هي: إذا كان لم يسبق لك الحمل أو لم تكوني حاملاً على الأقل قبل الثلاثين، إن كنت لم تمارسي الرضاعة الطبيعية من قبل، إذا بدأت دورتك الشهرية في عمر مبكر، أو بلغت سن انقطاع الطمث في عمر متأخر، إن كنت تستهلكين كميات متوسطة إلى كبيرة من المشروبات الكحولية، وإن كنتِ سمينة· ماذا أفعل لكي أحمي نفسي من سرطان الثدي ؟ بالرغم أنه لا توجد أي وصفة سحرية لإجابة على هذا السؤال، إلا أنه توجد معايير عامة بإمكاننا أن نعتمدها· ليس بإمكانِنا أن نغيّر واقع كوننا نساء أو حقيقة أنه مع كل عامٍ نعيشه تتزايد فرص تعرضنا للمرض· وليس بإمكاننا أن نغيّر تركيبتنا الجينية وبطرق أخرى ليس باستطاعتنا تغيير ظروف حياتنا· ومع ذلك، يمكننا أن نعلم أنفسنا وأن نمارس العيش وفق نمط حياة صحي· وأكثر فأكثر فإن الدراسات تلقي مزيداً من الضوء على الأدوار الوقائية للحمية الغذائية الغنية بالألياف، والمستويات الوافية من فيتامين د ، والتمارين الرياضية المنتظمة ، والحفاظ على وزن صحي مناسب لِلطول· وبالطبع فإنّ فحص أية تغييرات تطرأ على الصدر، و الإصغاء إلى أية نتائج يشتبه فيها عند إجراء الفحص الذاتي للثديين، والمواظبة على رؤية الطبيب عندما نكون غير واثقات بخصوص اي تغيير نلاحظه في الثديين تعتبر أموراً حاسمة· بالرغم من أنه ليس باستطاعتنا القول إن الفحوصات المسحية للكشف عن سرطان الثدي تقي فعلاً من المرض، إلا أن هذه الإختبارات يمكن أن تضيف نجاحاً عظيماً في علاج السرطانات التي يتم اكتشافها مبكراً حيث تكون أكثر استجابة للعلاج· مالذي يمكنني عمله اليوم؟ - تحدثي مع طبيبك أو أي من أفراد الكادر الطبي عن ماهية الاستراتيجيات والفحوصات المتعلقة بصحة الثديين والنسب لكِ· - تحدثي إلى النساء في حياتك عما تقرأينه ، فالحوار يحفّز الوعي و يقلل من الخوف· وهذا بالمقابل يساعد القضية· تذكّري، أن الإصابة بسرطان الثدي يمكن أن تحدث لكِ· وتذكري أيضاً أن الإنتصار على سرطان الثدي ليس فقط ممكنا ، بل أنه يحصل طوال الوقت· ومن أجل أن تنتصري على أرجحية حصول ذلك لكِ، كوني أنتِ المبادِرة· مارسي التمارين الرياضية كل يوم· واقضِ وقتا تحت أشعة الشمس، وتناولي طعاما صحيا مفيدا، وقللي من وزنك إذا كنتِ بحاجة لذلك· أنظري إلى ثدييكِ في المرآة وافحصيهما بنفسك (الفحص الذاتي للثديين)· - ابحثي عن المشورة الطبية عندما تكوني غير متأكدة مما تشعرين به، واطلبي إجراء تصوير الثدي الشعاعي ( المامو جرام)، وإجراء فحص الثدي من قبل الطبيبة في العيادة إن كنتِ فوق الأربعين من العمر· أنتِ أفضل مدافع عن صحتكِ؛ تعلمي، وانظري، وعيشي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©