الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دمشق القديمة تعرض فولكلورها في العيد

دمشق القديمة تعرض فولكلورها في العيد
29 سبتمبر 2008 00:53
في دمشق ومع الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك تبدأ الاستعدادات لاستقبال عيد الفطر السعيد، وتفتح المحال التجارية أبوابها طوال الليالي الأخيرة حتى وقت السحور، حيث يتحول ليل الشام إلى نهار، ويتدفق الناس إلى الأسواق لاقتناء حاجياتهم من الملابس والحلويات والسكاكر والبن والشرابات، كما يبدأ نصب الأراجيح والقلابات وألعاب الأطفال المختلفة في الساحات العامة، وبجوار الحدائق، ويشرع أصحابها بإقامة الزينات وإنارتها· وحين يطل العيد، فإن أول ما يقوم به الصائمون صبيحة يومه الأول هو أداء صلاة العيد، ثم يتوجهون لزيارة موتاهم وقراءة الفاتحة عن أرواحهم، يلي ذلك زيارة الأرحام، فيتوجه الأبناء المتزوجون مع أطفالهم إلى منزل الأب والأم أو كبير العائلة، كما يقول حسان بدران من حي الشاغور ويضيف: ''من عادة أهل الشام أن يخصصوا أول أيام العيد لزيارة الأهل والأقارب، حيث يتناولون طعام الغداء مجتمعين، أما في اليوم الثاني والثالث فيتبادلون الزيارات مع الأصدقاء والجيران والمعارف· أما الضيافة الشائعة لدى تقديم التهاني بالعيد فهي القهوة والشوكولا والسكاكر والمرطبات، إضافة إلى الحلويات الشامية المعروفة كالبقلاوة والمبرومة والبلورية وما شابهها''· ويتابع حسان: ''على أن العيد في وجهه الفولكلوري العريق يتمثل في فرح الأطفال، حيث تعج الساحات والحدائق بهم، وقد يلهون بالأراجيح، أو يلعبون بالدراجات، أو يتناولون الحلوى وأشكالاً أخرى من الأطعمة، وربما كان للفول المسلوق (النابت) حظه الأوفر من اهتمام الأطفال، حيث يتحلقون حول عربة البائع، وهم يحملون أطباقاً صغيرة مملوءة بالفول، يتناولونه بلذة ونهم''! ويقول محمد الموصلي من حي الميدان: ''في أيام العيد يشعر الأطفال بحرية غير معتادة في اللعب خارج المنزل، كما يتمتعون بحرية صرف النقود، دون أية رقابة أو محاسبة! حيث يقبضون ''العيدية'' من الأب والأم والأقارب، ويتصرفون بها على هواهم· وإذا كانت أسواق الشام وحاراتها تلبس جميعاً أثواب العيد، وتتزين بزيناته المختلفة، فإن للعيد في الأحياء الشعبية الدمشقية لونه الخاص ونكهته المميزة، ففي حي الميدان العريق، يبدو السوق الشعبي الممتد من دوار ''باب مصلى'' وحتى الميدان الفوقاني كرنفال فرح وأضواء وحلويات وسكاكر، حيث يتزين السوق بآلاف من مصابيح الزينة والأعلام والرايات واليافطات التي تحمل الآيات القرآنية الكريمة وعبارات الترحيب بالعيد السعيد· وتمتد بسطات المحلات إلى متصف الشارع، حيث تعرض أشهر الحلويات الشامية، بينما تزدحم محلات باعة الأطعمة الشعبية ''الفول والحمص'' بالمشترين، وكذلك باعة اللحوم الذين يبرعون في شي وصنع أنواع عديدة من اللحوم كالصفيحة ''فطائر باللحم'' واللحمة بالصحن، والمشاوي والخروف المحشي والمناسف إلى آخر أطعمة المطبخ الشامي المعروفة''· وما يلفت النظر في هذا السوق هو الازدحام الذي يشهده طوال أيام العيد، إذ يقصده الدمشقيون من مختلف أنحاء المدينة لشراء حاجياتهم، وهو إذا كان يخطف الإنتباه، ويتميز عن كل ما سواه من أسواق، فإن له أشباهاً في حي الشيخ محي الدين وسوق ساروجة والمهاجرين وبقية أحياء دمشق الشعبية· على أن العيد إذ يحل في دمشق، لا بد له أن يعبر أولاً من سوق الحميدية الشهير، إذ يقوم الجامع الأموي الكبير في صدارة السوق، وفيه تؤدى صلاة العيد الرئيسية· يقول يوسف الشمعة من حي القنوات: ''رغم أن هذا السوق يغلق أبوابه منذ صبيحة اليوم الأول من العيد، فإنه يظل مقصداً للناس، لأن أشهر محلين قديمين لبيع البوظة فيه يظلان يعملان، ويقصدهما الناس من المدينة ذاتها ومن خارجها أيضاً ليتذوقوا البوظة الدمشقية· كما يشهد سوق الحميدية والأسواق المتفرعة عنه ازدحاماً غير عادي في الأيام الأخيرة من رمضان، إذ يعتبر السوق الرئيسي لبيع الأقمشة بمختلف أنواعها، كذلك فإنّ الأسواق المتفرعة عنه، توفر جميع احتياجات الناس· ويتوازى مع سوق الحميدية في الأهمية سوق البزورية الشهير الذي يعتبر سوقاً مختصاً بالسكاكر وصناعة الشوكولا والبندق والجوز واللوز، إضافة إلى العطور المحلية التي تضاهي العطور الأجنبية وتتفوق عليها، ومن هذا السوق يتزود معظم الدمشقيين بإحتياجاتهم من السكاكر والشوكولا المطعمة بالفستق والجوز والبندق· يرى كثيرون أن عصر السرعة والعولمة قد ''أكل'' التقاليد والتراث الشعبي، فلم يعد العيد كما كان في الماضي، لكن أحياء دمشق القديمة بدأت تعرض تقاليدها وفولكلورها على كل العاصمة، كما أصبحت تستقطب شرائح واسعة من المجتمع الدمشقي، وهو ما دفع كثيرين إلى افتتاح المطاعم والمقاهي في دمشق القديمة، حتى باتت الملتقى اليومي للنخب والأهالي الذين يحنون إلى ذكريات الزمن الجميل في المدينة العتيقة، ويلاحظ المتابعون أن دمشق تعود مجدداً إلى تقاليد الآباء والأجداد ولاسيما في أيام العيد·
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©