الحنين إلى الماضي يقلق الألمان

بعد مرور نحو 20 عاماً على سقوط سور برلين تنتاب أعداد متزايدة من المواطنين مشاعر رومانتيكية تدور حول طبيعة الحياة اليومية التي كانت سائدة في ألمانيا الشرقية الشيوعية السابقة· نوع من الحنين للماضي وللشرق يزداد تأججاً وتعمل شركات وأفراد على استثماره· اليوم يمكنك التقاط صورة مع شخص يبدو كجندي سوفيتي عند نقطة العبور السابقة شارلي في برلين أو استئجار غرفة في شقة تتناثر فيها قطع الأثاث على نحو يذكر بما كان عليه الحال في ألمانيا الشرقية السابقة في الثمانينيات· ويمكنك القيام بجولة في برلين الشرقية في سيارة من طراز ترابي ذات الهيكل البلاستيكي التي كان على الألمان الشرقيين أن يحجزوها لمدة سنوات قبل الاستلام· قالت رئيس البرلمان بولاية تورنجيا بشرق المانيا داجمار شيبانيسكي ''اسأل الناس الذين يديرون هذه الشركات إذا ما كانوا لا يزالون يريدون العيش في شقة قديمة صغيرة المساحة وشبيهة بعلبة الكبريت بنيت بالخرسانة المسلحة· غالبيتهم يعيش الآن في شقق فاخرة ويمتلكون سيارات جميلة''· لا تبذل شيبانسكي أية محاولة لإخفاء غضبها عندما تتحدث عما تعتبره ''استبعاد متعمد للسياق التاريخي الحقيقي''· ترأس العالمة السابقة '' 65 عاما'' التي شبت في جمهورية ألمانيا الديمقراطية -الجزء الشرقي من ألمانيا المقسمة- لجنة وضعت مسودة ورقة موقف خاصة بمستقبل الجزء الشرقي من ألمانيا· وتشكلت اللجنة التي تراجع أيضاً نواحي النجاح والفشل في الشرق منذ انهيار سور برلين عام 1989 بقرار من المستشارة انجيلا ميركل زعيمة الحزب المسيحي الديقراطي· وتقترح الوثيقة التي تعرضت للانتقاد من جانب أحزاب المعارضة لفشلها في التحري عن دور الحزب المسيحي الديمقراطي في شرق ألمانيا أيضا استراتيجيات للتنمية في المستقبل· وثمة مطلب مركزي يتعلق بنظام التعليم· تقول شيبانيسكي ''إننا بحاجة إلى التعاطي مع تاريخ ألمانيا المقسمة في مدارسنا عبر إصلاح المناهج والممارسات التعليمية''· ورددت دعوتها دراسة حديثة أخرى تقيم مستوى المعرفة عن تاريخ ألمانيا الشرقية والغربية· قال كلاوس شرودر الأستاذ بجامعة برلين والذي ترأس الدراسة ''الطلاب لا يعرفون شيئاً تقريباً· أقل من النصف يعرفون من بنى سور برلين''· وأضاف شرودر أن القليل الذي يعرفونه تعلموه من أسرهم أو من برامج التليفزيون التي رسمت صورة مشوهة· وصرح عضو جناح الشبيبة بالحزب الديمقراطي المسيحي جان ريدمان ''الطلاب أبلغونا أن ألمانيا الشرقية غالباً ما تحذف في الدروس· ويعود هذا أيضاً إلى أن التعامل مع الماضي الألماني يعني بالنسبة لقسم كبير من المدرسين التعامل مع سيرتهم هم الذاتية''· وبالتعاون مع جناح الشبيبة بدأ ريدمان حملة مناهضة للحنين إلى الماضي قبل ثلاث سنوات عندما عرضت برامج عن ألمانيا الشرقية لأول مرة على شاشات التليفزيون الألماني· ويشكو بيتر تويبر أحد المشاركين في هذه الحملة قائلاً ''في هذه البرامج يتحدث المشاهير عن كم السعادة التي تبعثها قيادة سيارة من طراز ترابي· لكنهم لا يذكرون مطلقاً أنه كان على المرء الانتظار لسنوات قبل الحصول على واحدة من تلك السيارات''·