الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

البرازيل.. الصعود إلى الهاوية

البرازيل.. الصعود إلى الهاوية
3 يوليو 2010 22:27
مرة أخرى خيب المنتخب البرازيلي آمال جماهيره العريضة بخروجه خالي الوفاض من النسخة التاسعة عشرة من نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة حالياً في جنوب افريقيا بخسارته أمام هولندا 1-2 في بورت إليزابيث ضمن الدور ربع النهائي. وسقط “السيليساو” من القمة إلى الحضيض وشكل خروجه صدمة قوية وهو الذي كان مرشحاً بقوة إلى التتويج باللقب السادس في تاريخه وتعويض خيبة أمل النسخة الأخيرة عندما توقف قطاره في الدور ربع النهائي أيضاً بالخسارة أمام فرنسا صفر- 1. وكانت الجماهير البرازيلية تعقد آمالاً كبيرة على منتخبها في العرس العالمي لاستعادة البسمة التي غابت عنها منذ التتويج بلقب النسخة السابعة عشرة في كوريا الجنوبية واليابان معاً وإضافة لقب جديد في قارة جديدة بعدما تذوقت طعم التتويج في القارات الأربع (أوروبا واسيا وأميركا الجنوبية وأميركا الشمالية)، غير أن شيئاً من هذا القبيل لم يحدث وتحول الحلم إلى كابوس بل الأكثر من ذلك أن المنتخب البرازيلي المصنف أول عالمياً والمتوج بكأس القارات العام الماضي وكوبا أميركا 2007 ودع المسابقة من الباب الضيق بعد عرض باهت أمام المنتخب البرتقالي خصوصـاً في الشوط الثاني. بوادر الإقصاء بدت من الدور الأول والمعاناة أمام كوريا الشمالية (2-1) والبرتغال (صفر- صفر)، لكن الفوز الكبير على تشيلي (3 - صفر في ثمن النهائي) بعث الآمال من جديد، قبل أن يتسرب الشك إلى قلوب المشجعين البرازيليين منذ الوهلة الأولى من مباراتهم أمام هولندا من خلال توتر أعصاب لاعبي السيليساو وسقوطهم في فخ استفزازات خصومهم بالإضافة إلى فشلهم في ترجمة السيطرة على مجريات الشوط الأول إلى أهداف كانت ستضعهم في مأمن من أي ردة فعل برتقالية في الشوط الثاني. وزاد الطين بلة ضعف الدفاع البرازيلي والخطأ الفادح لحارس مرماه جوليو سيزار في إبعاد الكرة العرضية لويسلي سنايدر قبل أن يضعها فيليبو ميلو بالخطأ داخل مرماه. وهو الهدف الأول الذي يدخل مرمى البرازيل من نيران صديقة في تاريخ مشاركاتها في العرس العالمي الذي لم تغب عنه أبداً. معاناة البرازيل بدت أيضاً من خلال المدافع الأيسر ميشيل باستوس الذي كان بعيداً عن مستواه وحار في كيفية إيقاف زحف الجناح اريين روبن على غرار زملائه، وإذا كان مدربه كارلوس دونجا انتبه إلى ذلك واخرجه خوفاً من تلقيه إنذاراً ثانياً، فإنه لم يقو على فعل أي شيء أمام التدخل الخشن وبدون كرة لميلو بحق مهاجم بايرن ميونيخ فكان جزاؤه بطاقة حمراء دفع زملاؤه ثمنها غالياً لأنه عجزوا طيلة الدقائق الـ17 المتبقية عن إدراك التعادل أمام منتخب هولندي منظم بشكل جيد في جميع الخطوط. البطاقة الحمراء لميلو كانت الثانية للبرازيليين في البطولة بعد الأولى التي تلقاها كاكا أمام كوت ديفوار في الدور الأول، وهي علامة واضحة على توتر أعصاب لاعبي السيليساو في المباريات الخمس التي خاضوها في وقت كان من المفروض أن يتحلوا ببرودة أعصاب بالنظر إلى لاعبي الخبرة في صفوفهم بدء من حارس مرمى الإنتر جوليو سيزار مرورا بالقائد لوسيو وصولا إلى كاكا وروبينيو. لكن الضغوطات كانت كبيرة على اللاعبين لأنهم كانوا مطالبين باللقب ولا شيء سواه، وهو ما أكده كاكا نفسه بقوله “ليس هناك شخص حزين في هذا العالم أكثر من اللاعبين. هناك العديد من الأشخاص المستائين في البرازيل وأنا أدرك ذلك، لكن ليس هناك شخص أكثر استياء وحزنا من اللاعبين، إنها كأس عالم معقدة، المباريات صعبة والطريقة التي انهينا بها مشاركتنا كانت سيئة”، مضيفا “بذلنا كل ما في وسعنا بل قمنا بجهود مضاعفة، تطلعاتنا كانت الفوز باللقب فقط، لكن ما حصل تسبب في حزن كبير، ارتكبنا خطأين فادحين كانا مصدر هدفي فوز الهولنديين”، خروج البرازيل خالية الوفاض يؤكد فشل استراتيجية الأسلوب الدفاعي الذي اعتمد عليه مدربها كارلوس دونجا الذي واجه انتقادات لاذعة من وسائل الإعلام المحلية منذ زمن بعيد. عبارته الشهيرة التي اطلقها كتحد لوسائل الإعلام المحلية في الثالث من يونيو الماضي ارتد صداها ضده. وقتها قال دونجا الذي خسر 7 مباريات من أصل 68 مباراة على رأس السيليساو (49 فوزاً و12 تعادلا): “هناك بالتأكيد هنا (في جنوب أفريقيا) نحو 300 صحافي برازيلي ينتظرون إقصاءنا من أجل أن يقولوا انهم كانوا على حق، وان المدرب كان محظوظا جدا في كوبا أمريكا (2007) وكأس القارات (2009)”. لم يسلم دونجا الذي لقب سابقا “ترمينيتور” نظراً للعبه القاسي على أرض الملعب، من الانتقادات منذ بداية مشواره على راس الادارة الفنية للسيليساو فأصبحت قلة خبرته مثار جدل كما انتقد كثيرا لعدم اعتماده اللعب الجميل الذي يتميز به المنتخب البرازيلي. دافع دونغا عن نفسه: “أريد جلب الإرادة التي كانت لدي كلاعب الى المنتخب. الطاقة, الحماس ورغبة الفوز هي أمور ضرورية لحمل ألوان منتخب البرازيل”. لكن الانتقادات استمرت ووصلت إلى حد مطالبته بالاستقالة حتى أن الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا كان من بين موجهي السهام نحوه. ففي العام 2008 وخــلال الخســارة الأولى للبرازيل في تاريخها أمام فنزويلا المتــواضعــة (صفر-2 في مباراة وديــة على أرض محــايــدة)، ثم بعد التعادل السلبي أمام فنزويلا أيضا على أرضها وأمام بوليفيا في تصفيات مونديال 2010 علت الأصوات المنادية برحيله. أدار دونجا ظهره لهذه الانتقادات, ولكن في نهاية المطاف، أثبت الإعلام البرازيلي بانه كان محقا لأن النتائج التي حققها المدرب سابقا لا قيمة لها أمام فشل من هذا القبيل في مسابقة عالمية تسيطر عليها البرازيل بخمسة القاب وتملك من النجوم ما يجعلها ملزمة على الأقل بالتواجد ضمن الأربعة الكبار، النجوم كانوا المشكلة الأساسية للسيليساو في جنوب أفريقيا لأنهم لم يقدموا أبداً عرضاً مقنعاً يشفع لهم بإنجازاتهم السابقة سواء مع منتخب بلادهم أو الأندية التي يدافعون عن ألوانها خصوصا نجم ريال مدريد الإسباني وأفضل لاعب في العالم عام 2007 ريكاردو كاكا و”الفتى المدلل” روبينيو اللذين قدما لمحات فنية في فترات متباينة. وفي بلاد اللعب الجميل الذي لا يزال يعيش على إبداع بيليه ومنتخب 1970 فإن هذه العروض المخيبة لا تغفر. أخطأ دونجا في اختيار التشكيلة المونديالية بتفضيله لاعبين يملكون حساً دفاعياً أكثر من الهجوم كجرافيتي وجوليو باتيستا ونيلمار على حساب نجوم بدت الحاجة إلى خدماتهم واضحة في جنوب أفريقيا هم صانع ألعاب ميلان الإيطالي رونالدينيو وزميله في النادي اللومباردي المهاجم الواعد الكسندر باتو، وأدريانو الهداف المتألق مع فلامنغو البرازيلي، ولاعب وسط سانتوس الرائع جانسو (19 عاما). اعتراف دونجا بالفشل جاء متأخراً و”حيث لا ينفع الندم”، لكن الشيء الأكيد هو أن إخفاقه في العــرس العالمــي سيغطي كلياً على جميع الإنجازات التي حققها مع السيليساو وسيبقى نقطة سوداء في مسيرته التدريبية. “لم ننجح في تحقيق الهدف الرئيسي الذي جئنا من أجله هنا في جنوب أفريقيا: أن نصبح أبطالا للعالم” كانت هذه هي الكلمات الأخيرة لدونجا قبل التخلي عن منصبه بنهاية عقده مع الاتحاد البرازيلي الذي أصبح مطالباً أكثر من أي وقت مضى بتعيين مدرب قادر على تحقيق الحلم البرازيلي بعد أربعة أعوام في البرازيل بالذات. رونالدو: على ميلو ألا يقضي إجازته عندنا برازيليا (د ب أ)- بدلاً من حفلات الرقص الجماعي التي استعد لها الجميع في البرازيل، انخرط الجميع في البكاء في شوارع برازيليا أمس الأول بعد هزيمة المنتخب البرازيلي 1 - 2 أمام نظيره الهولندي في دور الثمانية ببطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. وغاب أسلوب "اللعب الجمالي" الذي تتميز به السامبا البرازيلية عن أداء الفريق بعدما واصل المدرب كارلوس دونجا المدير الفني للفريق الإصرار على الأداء الخططي أكثر من الاستفادة من مهارات اللاعبين الفنية. ولم يجد المهاجم البرازيلي الشهير رونالدو ما يعبر به عن حزنه على خروج الفريق سوى توجيه رسالة إلى فيليبي ميلو لاعب الفريق الحالي عبر موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي عبر الإنترنت قال فيها "لا تقضي إجازتك هذا العام في البرازيل". وأشار رونالدو بذلك إلى الدور الذي لعبه ميلو في فوز هولندا حيث سجل الهدف الأول (التعادل 1-1) للطاحونة الهولندية عن طريق الخطأ في مرمى فريقه ثم طرد في الدقيقة 73 ليزيد من مهمة فريقه في تحقيق التعادل بعدما تقدم المنتخب الهولندي 2 - 1. أما النجم البرازيلي الشهير السابق فالكاو والذي كان أحد نجوم البرازيل في مونديال 1982 فقال "فيليبي ميلو غير جدير بالاعتماد عليه، كان خطأ أن يكون ضمن صفوف الفريق في جنوب أفريقيا". وتساءل موقع "لانسنيت" البرازيلي على الإنترنت "من يستحق اللوم؟" في إشارة إلى ميلو الذي طرد بعدما "داس" على آريين روبن وكذلك المدرب دونجا الذي ينتظر أن ينال قدراً كبيراً من اللوم بعد هذا الخروج المبكر من البطولة نظراً لإصراره على هجر "اللعب الجمالي". وذكرت صحيفة إستادو دي ساو باولو في نسختها على الإنترنت "إنها نهاية كأس العالم". بينما ذكرت صحيفة "فوليا دي ساو باولو" على الإنترنت "البرازيل خرجت من البطولة بعد عودة الهولنديين". ونشرت معظم الصحف على مواقعها بالإنترنت صوراً للمشجعين وهم منخرطون في البكاء. حتى النجم الشهير كاكا لم يسلم من اللوم حيث علق عليه موقع "لانسنيت" بصورة أشار فوقها إلى أن نجم ريال مدريد الإسباني لم يمنع الفوز الهولندي. ميلو يعتذر ولا يعترف بصحة قرار الطرد! دبي (الاتحاد) - اعتذر فليبي ميلو لاعب المنتخب البرازيلي عن الهزيمة التي تلقاها منتخب بلاده على يد هولندا، خاصة أنه كان بطل الخطأين القاتلين في المباراة، فقد كان يشترك مع الحارس سيزار في الكرة الأولى التي دخلت المرمى البرازيلي بسبب عدم التفاهم بينهما، فضلاً عن تلقيه طرداً يراه غير مستحق بعد اعتدائه على روبن. وعقب المباراة نقلت الصحف البرازيلية تصريحات ميلو الذي قال:"أعتذر للجماهير عن الهزيمة، ولكنني لن أعتذر عن واقعة الطرد، فهي ليست صحيحة، فقد كنت متعجلاً لأخذ الكرة ولم أتعمد ضرب روبن الذي أكمل المباراة من دون أن يشعر بأي ألم، كما أنني لا استحق الطرد لأنني لم أبصق في وجهه أو أوجه له لكمة في الوجه مثلاً، وأنا حزين للغاية لأن هذا الجيل البرازيلي الرائع لم يحصل على كأس العالم، فقد كنا في قمة التماسك طوال الفترات الماضية. 4 قتلى في هايتي ضحية هزيمة البرازيل بور أو برانس (ا ف ب) - أعلنت وسائل إعلام أن أربعة أشخاص لقوا حتفهم أمس الأول في هايتي وجرح آخرون بعد إقصاء البرازيل من دور ربع نهائي مونديال 2010 . وأفادت شهادات بثتها محطات الإذاعة في بور أو برانس أن اثنين من مشجعي منتخب البرازيل انتحرا بإلقاء نفسيهما أمام السيارات بعد هزيمته أمام هولندا بينما توفي شخص بأزمة قلبية. وقالت إذاعة ميتروبول أن هايتياً طعن حتى الموت في مواجهات اندلعت بين مشجعين هايتيين لفريقي الأرجنتين والبرازيل. وفرقت الشرطة الهايتية شباناً إثر صدامات في أحد أحياء بور او برانس نصبت فيه شاشات عملاقة لمتابعة مباريات كأس العالم لكرة القدم في جنوب أفريقيا. وكان عدد كبير من مشجعي فريق البرازيل استعدوا للاحتفال بتزيين أحيائهم بأعلام هذا البلد، لكن أملهم خاب بعد فوز هولندا على البرازيل بهدفين مقابل هدف واحد. وطوال المونديال يجتاح شبان شوارع العاصمة بعد كل فوز لفريق البرازيل وهم يغنون ويرقصون، مسببين اختناقات في حركة السير في بور اوبرانس التي ما زالت تغطيها انقاض المنازل التي هدمت في الزلزال الذي وقع في 12 يناير. دونجا: رحيلي «قرار نهائي» بورت إليزابيث (د ب أ)- قرر كارلوس دونجا المدير الفني للمنتخب البرازيلي لكرة القدم الرحيل عن منصبه بعد خروج الفريق من دور الثمانية لمونديال جنوب أفريقيا بالخسارة أمام هولندا 1 - 2 . وقال دونجا :”منذ أن توليت مهمة الفريق (عام 2006)، والجميع يعلم أن العقد كان لأربع سنوات”، وذلك عندما سئل عن احتمالات استمراره في تدريب راقصي السامبا. وتجنب المدير الفني، بصوت هادئ غلب عليه الحزن تحميل مسؤولية الخسارة أمام هولندا لأي لاعب، مضيفاً :”إنني المدير الفني وأتحمل المسؤولية الأكبر”. وقال :”إننا جميعا في غاية الحزن، ذلك ليس ما كنا نأمله، للأسف لم نتمكن من بلوغ هدفنا الذي كان يتمثل في الفوز بالمونديال”، مؤكدا أن الخسارة ترجع إلى “عدم تمكننا من الحفاظ في الشوط الثاني على مستوى التركيز نفسه الذي أظهرناه في الأول”. ورداً على سؤال عن مسؤولية لاعب الوسط فيليبي ميلو عن الخسارة بعد أن أحرز هدف التعادل لفريق “الطاحونة البرتقالية” بالخطأ في مرمى فريقه المتقدم بهدف، ثم طرد قبل 16 دقيقة من نهاية المباراة بعد مخالفة عنيفة مع لاعب الوسط الهولندي أريين روبن، حاول دونجا حماية لاعبه. وقال :”المسؤولية تقع على عاتقنا جميعاً، والجزء الأكبر علي أنا، سيكون من الظلم أن أتحدث عن فيليبي. ليست هذه المرة الأولى التي يطرد فيها لاعب من المونديال”.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©