الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الحويجة تشيع ضحايا ساحة الاعتصام بدعوات الانتقام

الحويجة تشيع ضحايا ساحة الاعتصام بدعوات الانتقام
24 ابريل 2013 23:59
هدى جاسم، وكالات (بغداد)- شيع آلاف العراقيين أمس ضحايا حادثة الحويجة الدامية في تظاهرة كبيرة تحولت وسط غضب عارم ودعوات للثأر، وشهد العراق لليوم الثاني على التوالي مزيداً من الهجمات ضد قوات الأمن وخصوصا الجيش “انتقاما” لضحايا الحويجة، وأعلنت مصادر رسمية مقتل 125 شخصاً وإصابة 210 اشخاص على مدى يومين في أعمال عنف متفرقة في العراق. وأعلن نواب محافظة التأميم مقاطعة جلسات مجلس النواب العراقي احتجاجا على الحادث، فيما قررت اللجنة التحقيقية الوزارية بأحداث قضاء الحويجة إطلاق سراح كافة الموقوفين في هذه الأحداث. وعلى الطريق الرئيسي أمام مبنى مجلس محافظة التأميم سارت عشرات السيارات وسط حشود الآلاف من أهالي المحافظة الذين حملوا نعوش 34 من قتلى اشتباكات الأمس، وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل الشرطة، وسط هتافات بـ”الثأر ورفض الحوار مع اللجان التي شكلها مجلس الوزراء العراقي، وهددوا بـ”الانتقام من إيران وعملائها في العراق، فيما أطلق رئيس المجموعة العربية بمجلس محافظة التأميم النار في الهواء كتحية للضحايا، وسط إجراءات أمنية مشددة شهدها مركز مدينة كركوك. وردد المتظاهرون هتافات (الموت للمالكي، سننتقم من إيران وعملائها في العراق). وذكر عراقيون غاضبون أن “الضحايا قتلوا برصاص في الرأس بطريقة الإعدام، وطعنا بالسكاكين”. وسادت أجواء الغضب والانتقام تظاهرة تشييع الضحايا، وانتشرت قوات من الشرطة بشكل مكثف في مركز كركوك وقرب مجلس المحافظة خوفا من وقوع أعمال عنف. وقال محافظ كركوك بالوكالة راكان سعيد خلال التشييع إن “ما حدث مجزرة والوضع مأساوي وخطير وينبغي العمل على حلحلته لأن ما حدث سابقة خطيرة لا يمكن تحمل نتائجها”. من جانبهم أعلن النواب العرب عن محافظة التأميم إبراهيم المهيري وعمر الجبوري وياسين العبيدي وعبد الله غرب، في بيان صدر عنهم مقاطعتهم لجلسات مجلس النواب. وأعربوا عن استنكارهم “لهذه الجريمة الوحشية التي وقعت رغم الجهود التي بذلت من قبل النواب العرب في كركوك لاحتواء الأزمة والخروج بحل سلمي يحفظ الأمن والاستقرار”. ورفض النواب مجيء أي لجنة تحقيقية برلمانية كانت أو حكومية “لأننا نعرف مسبقا أن هذه اللجان ستعمد إلى تسويف وضياع حقوق أبناء الحويجة وربما ستجعلهم متهمين”. وقالوا “لتبقى جريمة يوم 23 أبريل وصمة عار في جبين مرتكبيها الذين لا يملكون أي قدر من المسؤولية اتجاه الشعب والتي لا يجوز ارتكابها مهما كانت الذرائع والأسباب”. وشهد العراق لليوم الثاني على التوالي مزيداً من الهجمات ضد قوات الأمن وخصوصا الجيش “انتقاما” لضحايا حادثة الحويجة الدامية. وذكرت مصادر عراقية رسمية أنه قتل على مدى يومين 110 أشخاص وأصيب 187 بجروح في أعمال عنف متفرقة في العراق، معظمهم ضحايا عملية اقتحام الاعتصام المناهض لرئيس الوزراء في الحويجة وهجمات انتقامية مرتبطة بها. وأعلن مدير صحة كركوك صديق عمر رسول أمس أن حصيلة ضحايا اقتحام اعتصام الحويجة بلغت 50 قتيلا مدنيا و110 مصابين. وكانت وزارة الدفاع من جهتها أعلنت في بيان أمس الأول عن مقتل ثلاثة عسكريين في عملية اقتحام منطقة الاعتصام وإصابة تسعة آخرين بجروح. وفي تفاصيل حوادث أمس قتل في أعمال عنف متفرقة مرتبطة بعملية الحويجة 15 شخصاً على الأقل وأصيب 16 آخرون، في هجمات واشتباكات استخدم الجيش في إحداها المروحيات. وقال ضابط رفيع المستوى في الجيش إن “4 جنود وضابط برتبة نقيب قتلوا وأصيب 5 آخرون بجروح في اشتباكات مع مسلحين في ناحية سليمان بيك” جنوب كركوك. وأضاف أن “الاشتباكات التي ما زالت تدور حاليا، تخوضها قواتنا بالاستعانة بمروحيات ومعدات مختلفة”. وأكد قائمقام قضاء طوزخورماتو شلال عبدول أن الطريق الرئيسي عند ناحية سليمان بيك قطع بالكامل بسبب الاشتباكات. وقال إن “قوات الجيش قطعت الجسر الذي يربط قضاء الشرقاط ببيجي”، مشيرا إلى أن “عشرات المسلحين من أبناء عشائر الشرقاط يتواجدون قرب الجسر للعبور إلى بيجي ومن ثم التوجه إلى الحويجة لدعم المعتصمين”. وذكر أن أعدادا كبيرة من العائلات بدأت بالفرار من بلدة “سليمان بك” جراء تطور الأحداث الميدانية التي تشهدها البلدة منذ أمس. وأكد ضابط ثان رفيع المستوى في الجيش أن الاشتباكات “تمثل امتدادا لاقتحام ساحة اعتصام الحويجة”. وقالت النائبة عن التحالف الكردستاني أشواق الجاف في بيان أن عشرات الأشخاص أصيبوا “بعد أن تم قصف بعض القرى بالطائرات من قبل قوات الجيش العراقي” في منطقة سليمان بيك. وتابعت “صدرت أوامر من القوات الأمنية بإخلاء الأسر من ناحية سلميان بيك التي يسكنها الغالبية التركمانية في محافظة صلاح الدين، بعد سقوط قرية منها بأيدي المسلحين”. وقتل ثلاثة أشخاص هم شرطيان ومدني، وأصيب ثمانية آخرون بينهم شرطي بجروح في انفجار سيارة مفخخة مركونة استهدف دورية للشرطة” في الطارمية شمال بغداد. كما قتل 9 اشخاص واصيب 23 آخرون بانفجار سيارة مفخخة في منطقة الحسينية شمال بغداد. وقتل أمس أيضاً أربعة من عناصر الصحوة وأصيب خامس بجروح إثر هجوم استهدف نقطة تفتيش في قضاء الخالص شمال بعقوبة بمحافظة ديالى، وأكدت القوات الأمنية ارتباط الهجوم بحادثة الحويجة. وفي نينوى أصيب جندي بجروح في هجوم مسلح استهدف مركزاً انتخابياً في قرية كحيلة التابعة لناحية الكيارة جنوب الموصل. وأصيب شرطي بجروح في هجوم مسلح استهدف نقطة تفتيش للشرطة في ناحية تل عبطة” غرب الموصل، فيما قتل المهاجمون وهم ثلاثة مسلحين كانوا يستقلون سيارة مدنية. وذكر مصدر أمني أن هذين الهجومين يمثلان كذلك “ردود فعل على حادثة الحويجة”. إلى ذلك قررت اللجنة التحقيقية الوزارية بأحداث قضاء الحويجة إطلاق سراح كافة الموقوفين في هذه الأحداث. وذكر بيان للجنة عقب اجتماع لها أن “اللجنة قد اجتمعت بالقيادات الأمنية للتحقيق في الواقعة وبعد المناقشات قررت اعتبار جميع الضحايا الذين سقطوا شهداء يتمتعون بجميع الحقوق والامتيازات، وتتكفل الحكومة العراقية بعلاج الجرحى داخل العراق وخارجه وإطلاق سراح كافة الموقوفين في هذه الأحداث، كما تستمر اللجنة بجمع المعلومات واستدعاء القيادات الأمنية الميدانية ومن تراه في هذا الشأن، للوقوف على تفاصيل وملابسات ما جرى”. وأوضح البيان “تابعت الحكومة تطورات الأحداث باهتمام بالغ وبذلت جهوداً من أجل احتواء الأزمة”، وتقدمت “بالعزاء والأسف لوقوع الضحايا من العراقيين والجيش، وتعتذر لعوائلهم لما حصل وتؤكد على الحق في التظاهر السلمي”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©