الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القوة الوحداوية تخطف الأضواء من الصدارة الأهلاوية

القوة الوحداوية تخطف الأضواء من الصدارة الأهلاوية
29 سبتمبر 2008 01:15
لكل شيء وجهان، وللجولة الثانية من دوري المحترفين وجه آخر! والوجه الآخر يأخذني، ويشدني إلى أكثر من مكان، وربما يأخذني إلى المباريات الست التي أُقيمت في يوم واحد، وتوقيت واحد في مشهد غريب للغاية يجعل واحد مثلي يرفض الاقتناع بأي مبرر، لدرجة أنني أنصح الإخوة الأفاضل المسؤولين عن دوري المحترفين بعدم التبرير؛ لأن التبريرات أحياناً تفتح أبواباً مغلقة، ونضطر ساعتها للقول يا ليتها ظلت مغلقة·! الذي يتصدر المسابقة حقاً، هل هو الأهلي بحكم النقاط الست، أم الوحدة بحكم الأداء القوي والحلو؟ وقبل أي كلام أنا لا أنتقص من الصدارة الأهلوية؛ لأنها واقع ملموس لا تتغير ولا حتى بمليون كلمة لا مني ولا من غيري، لكن القضية هي قضية كرة القدم نفسها، منطقها وفلسفتها وهي أنه أحياناً تذهب الألقاب لمن هو ليس الأفضل، فالأفضل حتى الآن ودون نقاش هو الفريق الوحداوي الذي قدم أجمل كرة في مباراتيه، عندما تعادل في الأولى أمام الجزيرة، وعندما فاز في الثانية على الوصل بزعبيل في أروع مباريات دوري المحترفين حتى الآن· هذا ليس من باب المديح، بل هو من باب الواقع، وهو الواقع الذي تحدث به المدرب الأهلاوي الواقعي جداً هاشيك، فقد قال على ما أتذكر إن الوحدة يقدم أجمل كرة حتى الآن، على الرغم من أن المباراة القادمة ستجمع الأهلي مع الوحدة، لكن على مايبدو أن المدرب الأهلاوي أولاً واثق من إمكانات فريقه وقدرته على الفوز ثانياً، إن مثل هذه التصريحات ورغم واقعيتها، إلا أن لها تأثيراً في مفهوم المناورة، وأعتقد أن مدرب الأهلي يناور بطريقة ذكية للغاية ومن المحتمل أن الأهلي يلعب بذكاء مدربه نفسه حتى الآن، فهناك إجماع على أن الأهلي يتصدر بنصف قوته، والسؤال يقول: هل يظهر النصف الآخر في مباراة الفريقين المقبلة؟ جائز، لكن المؤكد أننا سوف نشهد نهائيًا مبكراً لبطولة الدوري، وهذا يحسب للفريقين الأقوى حتى الآن، فأحدهما يتصدر بنصف قوته والآخر يلعب بكل قوته فانتزع منا الإعجاب· قد يكون مايحدث من فريق الخليج حالياً مقبولاً إذا كنا ما زلنا نلعب تحت مسمى دوري الهواة، أما ونحن قد قلبنا الصفحة فلم يعد مقبولاً أن نرى فريقاً يؤدي بنغمة قد تبدو نشاذاً! المباراة الأولى أمام الظفرة كانت بملعبه ومع فريق يتشابه مع ظروفه ورغم ذلك تبرأ الظفرة من هذا المفهوم وانقض عليه بالثلاثة وبجدارة، وفي المباراة الثانية حدثت الفضيحة الكروية، ففريق يخسر بنصف ''درزن'' من الأهداف يجعلك على الفور تعتقد أنه سوف يفسد المسابقة، ويؤثر على حلاوة دوري المحترفين، فهل يرضى الخليج بأن يكون كذلك، وهو الفريق الذي له صولات وجولات ومفاجآت على مر التاريخ، وهو الذي تخرجت فيه نخبة من اللاعبين المحفورين في ذاكرة أبناء الإمارات أمثال الشقيقين مبارك وخليل غانم ومعهما عبد سلطان وغيرهم، من المنتظر أن يتمرد الخليج على واقعه الحالي، فالوقت ما زال مبكراً ومن الممكن التعويض إذا أراد حتى لا يكون بمثابة نقطة في الثوب الأبيض! إسماعيل مطر أضاع فرصة تسجيل هدف خامس لفريقه في مرمى الوصل، ونحن هنا لا نناقش مجرد ضياع فرصة والسلام، فجميع المباريات ضاعت فيها فرص، فلماذا فرصة إسماعيل على وجه التحديد؟ الإجابة أولاً: لأن إسماعيل ليس أي حد، وثانياً: لأن فرصة مثل هذه من النادر أن تضيع من لاعب بحجم إسماعيل، ثالثاً: لأننا نريد أن نتحلى بثقافة جديدة اسمها عدم الشبع من التسجيل! إسماعيل مطر تعامل مع هذه الفرصة بمنتهى الاستهتار، بل الإهمال من منطلق أن فريقه كان قد ضمن الفوز وبنتيجة كبيرة أيضاً لأن الفرصة جاءت قبل صافرة النهاية بثوانٍ معدودة، وكانت النتيجة رباعية لصالح الوحدة فماذا نريد أكثر من ذلك؟ نعم كنا نريد مزيداً من التركيز لكي تكون هدفاً خامساً، إن آفة الاكتفاء بالفوز آفة عربية وليست إماراتية فحسب على مايحدث في أوربا على سبيل المثال بالطبع، أتحدث لإسماعيل الوحداوي بالطبع، وأخص بالذكر ''سمعة'' المنتخباوي؛ لأن الموقف لا يتجزأ مابين النادي والمنتخب، فهي عادة بصرف النظر عن المنتخب أو النادي ''ولا شو رأيك ياأبو السباع''· الكلام بالطبع ليس من باب التشكيك في الفوز الجزراوي الكبير الذي بلغ نصف ''درزن'' في مرمى الخليج، بل هو من نوع التحذير! التحذير من الغرور فنحن بشر، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، ولأن الفوز تحقق على فريق يتبين أنه الأضعف حتى الآن في المسابقة الاحترافية الجديدة، وأقول حتى الآن حتى يستفيق الخليج إذا كان عنده كلام آخر غير ذلك· فريق الجزيرة لديه بالطبع مقومات المنافسة ليس من الآن فحسب، بل من مواسم ثلاثة ماضية، فما بالك الآن وهو من الأندية التي كانت سباقة في جلب لاعبين مختلفين عما هو سائد في أنديتنا منذ عودة اللاعبين الأجانب مثلما فعل آخرون من بينهم العين والأهلي مثلاً، ويكفي أن الجزيرة هو صاحب أغلى صفقة محلية، وهذا بالطبع له ثمنه على الصعيد الفني والنفسي والترويجي، وكلها عناصر لها تأثيرها في سباق المنافسة، معنى الكلام أن يأخذ الجزيرة حذره فقد تكون الأهداف الكثيرة خادعة، فيكون ضررها أكثر من نفعها، وإذا تم التعامل معها بالشكل الصحيح فسوف تكون على العكس حافزا للفريق لكي يسجل المزيد من الإنتصارات والاهداف·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©