التمويل الإسلامي·· تمويل أخلاقي؟

إن الالتزام الشرعي والأخلاقي هو ما يميز العمل في قطاع التمويل الإسلامي عن التمويل التقليدي وبلا شك أن تحقيق هذا الشرط منوط بتوافر الطاقات المؤهلة بحمل رسالة المؤسسات المالية الإسلامية وتحقيق أهدافها على الوجه الصحيح كما أن وجوب الالتزام بالجانب الأخلاقي في جميع المعاملات المالية أمر لا يختلف في وجوبه إثنان خصوصا أن الإسلام جاء مؤكدا على أهمية الجانب الأخلاقي في جميع المعاملات الحياتية اليومية· قال صلى الله عليه وسلم ''الدين المعاملة'' وقال عليه أفضل الصلاة والتسليم ''من غشنا فليس منا''· وفي ظل هذا النمو العالمي المتسارع شهد قطاع التمويل الإسلامي معدلات نمو هائلة في السنوات الأخيرة وتمتع بإمكانيات وقدرات كبيرة تجعل منه البديل الوحيد للتمويل التقليدي إذا ما حسن استثمارها ولكن رغم هذا النمو هناك العديد من القضايا تعوق نمو قطاع التمويل الإسلامي من أبرزها غياب الكادر الوظيفي المؤهل علميا وعمليا أضف إلى ذلك غياب أو عدم وضوح مبدأ فلسفة التمويل الأخلاقي في ظل السعي الدؤوب إلى تعظيم الأرباح وتلاشي الأهداف الاجتماعية للمصرف الإسلامي كما أن سياسة المصرف أو مؤسسة التمويل نفسها في باب القرض الحسن وإمهال المعسر لم تعد تنم عن أخلاقية التمويل الإسلامي أضف إلى ذلك غياب الشفافية وتضارب الفتوى ومعايير التمويل الإسلامي تقف عائقا أمام تطوير التمويل الإسلامي· نستخلص مما سابق ضرورة الالتزام بالجانب الأخلاقي في إطار العمل المؤسسي للمصرف الإسلامي وإقامة سمعة طيبة للمصرف تقوم على الصدق والأمانة والورع وتفعيل أكبر لمبدأ سياسة القرض الحسن والتوجه إلى قطاع المشاركات والمضاربات وعدم التركيز المفرط على صيغة المرابحات كما أنه على المدير العام أن يهتم بشكل كبير بالسلوك الأخلاقي للموظفين والمديرين على ألا يكون هذا السلوك متناقضا مع الأخلاقيات العامة للتمويل الإسلامي حتى لا يقال لا فرق بين التمويل الإسلامي والتقليدي· معاذ الجندي