الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العهد أمانة

29 سبتمبر 2008 01:25
خيانة الأمانة من الذنوب العظيمة· والذين يخونون الأمانة ولا يؤدونها بأكمل وجه لا يؤمنون أن من أهدرها كأنه أهدر الدماء أو أشد من ذلك· قال تعالى: ''إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً·'' صدق الله العظيم انظروا إخوتي وأخواتي إلى هذه الآية واقرؤوها بتمعن وفهم ولنسأل أنفسنا·· هل عرفنا السبب الذي جعل السماوات والأرض والجبال يأبين أن يحملن الأمانة ويشفقن منها، وهن أكبر وأقوى وأمتن من الإنسان خلقا؟ ليست القوة بالحجم والجبروت والسلطة ولكن القوة بالصبر والتحمل وتأدية الأمانة على وجهها الصحيح وهذا السبب الذي جعل السماوات والأرض يأبين حملها وهي المخلوقات العظيمة في الحجم والقوة وغيرها من صفات وأشفقن من تحمل مسؤوليتها وحملها الإنسان لأنه بذاته ظالم، ولكن من حفظها ورعاها كانت منزلته عظيمة وكبيرة ومن خاب فيها وأهملها كان ظالما لنفسه ولغيره وجاهلا في كل شيء·· وتأدية الأمانة لأهلها مهمة لأنها تؤلف بين القلوب وتمنع النزاعات والمشكلات وغيرها وتقوي أواصر المحبة وأن تأديتها تؤدي إلى العدل بين الناس لا الظلم بعكس عدم تأديتها والتجبر والتفريط بها لأنها تؤدي إلى الظلم والظلم والذي يأتي بعده الهلاك·· وأمثلة الأمانة كثيرة فالسر أمانة والوديعة أمانة وكل ما انعم الله علينا به أمانه في أعناقنا ومن نكن مسؤولين عنهم ونولى عليهم فهم أمانة في أعناقنا والعمل الذي نوكل به أمانة فالأمانة باختصار شديد هي أي شيء اؤتمنت عليه فوجب عليك المحافظة عليه بالوجه الصحيح والتفريط فيها يسمى بالخيانة وهي عكس الأمانة تماماً· في وقتنا هذا وللأسف صار الواحد منا يخاف أن يؤمن لأحد حتى على السر فقد نتلقى في يومنا الكثير ممن يأتينا حاملا خبرا أو سرا ويقول لك سأخبرك فقط لا تخبر أحدا وأنا أؤمنك عليه وربما كان هذا الآخر سمعه من غيره فنقله وزاد عليه وانتقل ليصبح هذا السر منتشرا في الفضاء الرحب وبداعي أن من نقله أمن غيره على عدم إفشائه !! والسر إذا خرج من بين شخصين لم يصبح سراً·· وغيرهم ممن ضيع أمانات الناس ولم يؤدها ولم يعط الناس حقوقهم·· ألا يعلم هؤلاء أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان شديد الحرص على ذكر الأمانة في كل خطبة يقوم فيها حيث يقول أنس بن مالك -رضي الله عنه: ما خطبنا رسول الله إلا قال: 'لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له'· أذكر موقفا حدث لي وهو أنني أعطيت أحد الموظفين عندي مظروفا وبه مبلغ من المال لكي يسلمه لأحد الأشخاص وعندما ذهبت تذكرت أمرا هاما ورجعت لأخبره به فوجدته يتفحص الظرف ويقلبه يمينا وشمالا وفجأة صدم عندما رآني فقلت له لا تهتم وأخبرته بما في داخله وقلت له هذه أمانة·· فعاجلني برد غريب وهو انه ''كنت أتفحصه لأرى ما به فإذا كان شيئا عاديا حفظته وإذا كان شيئا مهما كثيرا حافظت عليه بشدة'' فسألته ''لماذا؟؟ هل الأمانة تختلف من نوع لنوع؟ هذه أمانة مهما كانت··!!'' فحُرج مني وجعل يعتذر!! المهم في الموضوع أنني أحببت أن أذكر نفسي أولا ومن ثم إخواني وأخواتي بأهمية الأمانة والفائدة العظيمة من تأديتها بشكلها الصحيح فالله الله يا ناس على الأمانة والعهد·· وتذكروا وليكن في أذهانكم أنه ما يصيبكم وقد أصابكم في أنفسكم ومالكم إنما هو بسبب التقصير في حقوق الغير ولنفتح صفحة جديدة ونراجع أنفسنا مليا قبل كل شيء·· جعلنا الله وإياكم ممن يؤدونها على وجهها الصحيح وغفر لنا ولكم ما قد سلف·· خالد عبدالله المؤذن الشامسي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©