الجزء الفارغ من الكوب

ردة الفعل على قرار أبوظبي بدعم شقيقتها دبي بـ 10 مليارات دولار، مهما كانت إيجابية أم سلبية، فإنها لن تغير من الحقيقة في شيء، في أن العلاقة بين إمارات الدولة هي علاقة لا يمكن المساومة عليها، وهي علاقة لا يعرف قوتها إلا أهلها. ونحن ندرك أن الكثير من وسائل الإعلام التي انبرت في تهويل ما حصل في قضية إعادة هيكلة «دبي العالمية»، لن تغير موقفها أو تتراجع عن التعامل بسوداوية مع أي خبر يصدر عن دبي، لأن هذا هو توجه في النظر دائماً للجزء الفارغ من الكوب، والبحث عن كل ما هو سلبي ومحاولة تشويه كل ما هو جميل. في الأيام الماضية على سبيل المثال، أعيد فتح موضوع تسريح العمال وخسارة الكثير من الموظفين لوظائفهم على خلفية قرار دبي العالمية إعادة هيكلة ديونها، وتابعنا أكثر من تقرير يسلط الضوء على الصعوبات التي أصبحت تواجه هؤلاء العمال بعد توقف مصدر رزقهم، وبالطبع تم تحميل دبي كامل الذنب في كل ما يحصل لهذه الفئة. وإذا كنا نشعر بالأسف لمصير هؤلاء العمال وخسارتهم لمصدر رزقهم، وهو بالتأكيد وضع صعب للغاية، لكن هذه الحقيقة كان يدركها الجميع بأن نسبة كبيرة من الوظائف والأعمال في دبي لن تدوم للأبد، وهي أعمال مؤقتة مرتبطة بطفرة البناء والتعمير الكبيرة التي كانت حاصلة في السنوات الماضية، ومعظم العاملين كانوا يعلمون علم اليقين أن وظائفهم ستزول في مرحلة من المراحل. من حقنا أن نتساءل «وين» كانت مثل هذه التقارير، عندما كانت عملية البناء في دبي في أوجها، لماذا لم نكن نقرأ تقارير إعلامية تبين حقيقة أن دبي والإمارات كانت منارة لمنح مئات آلاف من العمال الفرصة في كسب أرزاقهم وتحسين دخلهم بعد أن عجزت دولهم عن توفيرها. بالطبع لم يكن لمثل هذه التقرير وجود، لأن هناك وسائل إعلام تغمض عينيها عمداً عن رؤية الجزء المملوء من الكوب، حيث حرصت بعض الجهات الإعلامية العالمية على تناول الدعم الأخير الذي حصلت عليه دبي من منظور سلبي باعتباره غير كاف لوضع حل نهائي للمشكلة. أصحاب هذا التوجه ما زالوا غير قادرين على استيعاب الرسالة بشكل صحيح، بأن سفينة الإمارات بقيادة ربانها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» قادرة على مواجهة أشد العواصف وتجاوزها بسلام. Saif.alshamsi@admedia.ae