المرأة الإمـــــــاراتية.. إبداعـات عالميـة وبصـــــــــمات استثنائية

تامر عبدالحميد ، أحمد النجار (أبوظبي، دبي) استطاعت «بنت الإمارات» أن تخط اسمها واضحاً وتوثق جهدها ثميناً في ذاكرة الشعوب، فهي سباقة دوماً في اقتحام مهن صعبة قبلتها كنوع من التحدي، وواجهت العقبات فتجاوزتها، واعترضتها الصعاب فقهرتها، ثم انتصرت لطموحها أخيراً، فهي التي اكتسبت عزيمتها منذ بدايات تأسيس الدولة، حيث حظيت باهتمام ورعاية كبيرين من المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه)، والذي كان يحثها أن تلعب دوراً فاعلاً في خدمة الوطن. واليوم يتواصل الدعم والرعاية في ظل القيادة الرشيدة، ما أسهم في تحفيز معنوياتها ورفع وتيرة حماسها ومضاعفة جهدها في تمثيل بلدها خير تمثيل، وتكون خير سفيرة للإمارات، وهو ما جعلها تشارك وتتفوق على نظيراتها من نساء العالم بإبداعاتها المتفردة في مجالات المنافسة كافة، وحصدت جوائز وتقديرات دولية نظير مشاركاتها، وحققت الرقم واحد عربياً وعالمياً. «يوم المرأة الإماراتية»، مبادرة أطلقتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، للاحتفال والاحتفاء بالمرأة الإماراتية من خلال هذا اليوم في دورته الثانية التي تنطلق 28 أغسطس من كل عام، باعتبارها مناسبة سنوية وطنية لرصد الإنجازات والمكاسب التي حققتها المرأة الإماراتية.. وبمناسبة هذا اليوم التقت «الاتحاد» كوكبة من الرائدات الإماراتيات القديرات اللواتي تركن بصمة مؤثرة في تاريخ الفن الإماراتي، ليعبرن عن رأيهن في المبادرة التي أطلقتها «أم الإمارات»، ويتحدثن عن الإنجازات التي حققتها بنات الإمارات في مجالات الحياة كافة. ثمنت الفنانة القديرة رزيقة الطارش جهود قادة دولة الإمارات وحكامها، في الاهتمام بدور المرأة في المجتمع، واعتلائها مناصب مهمة ساعدتها على أن تطور من نفسها بشكل أكبر وقالت، «المرأة الإماراتية أثبتت بشكل كبير جدارتها وكفاءتها وتميزها في كل ما تولت من مهام وأوكل إليها من مسؤوليات، خصوصاً بعد أن تعزز دورها في الربع الأخير من القرن الماضي، إذ اكتسبت أبعاداً جديدة مع تطور دولة الإمارات، وحظت بتشجيع وتأييد كبيرين من قبل قيادة الإمارات الحكيمة». وتابعت «لولا أن المرأة الإماراتية سعت إلى تطوير نفسها في مختلف المجالات، لما وصلت إلى ما هي عليه حالياً، حيث أصبح لها بصمة مميزة في كل المجالات، خصوصاً في الفن بمختلف أنواعه، لا سيما أنها قدمت الكثير إلى الفن الإماراتي حتى أصبح معروفاً على مستوى الخليج والدول العربية الأخرى». عادات وتقاليد وكونها من أوليات الفنانات في دولة الإمارات ظهوراً خصوصاً في إمارة أبوظبي، فترى رزيقة أن الفنانة الإماراتية ارتقت بالفن عالياً، وساهمت بتطوره، منذ أن دشنت المجال، وذلك من خلال الأعمال الفنية الراقية التي قدمتها عبر التلفزيون أو المسرح أو الإذاعة، إلى أن أصبحت خير سفيرة في جميع المحافل الفنية داخل الدولة وخارجها، وذلك من خلال الأعمال الفنية التي عبرت عن البيئة الإماراتية القديمة، وأظهرت العادات والتقاليد الخاصة بمجتمعها، حتى يتعرف إليها الأجيال الجديدة والدول الأخرى. إبداع وتميز ووجهت الفنانة رزيقة شكرها إلى «أم الإمارات» على المبادرة التي أطلقتها في دورتها الأولى العام الماضي، بتخصيص يوم للمرأة الإماراتية للاحتفاء بها، تقديراً لجهودها الحثيثة في مجالات مختلفة من العمل، وقالت «قرار سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بتخصيص يوم للمرأة الإماراتية ليس بغريب عليها بهذا الدعم، خصوصاً أنها من أوائل المشجعات لدخول المرأة الإماراتية مجال العمل، وفتح الطريق لها لإبراز وجودها في مجالات مختلفة، فلا أحد ينكر أن المرأة الإماراتية أبدعت وتميزت وطورت كثيراً من نفسها، لذلك فهي تستحق وبكل جدارة التكريم والاحتفاء بها»، لافتة إلى أن المرأة الإماراتية استطاعت خوض مجالات عدة، وأن تكون إلى جانب أخيها الرجل في ميادين العلم والإبداع والعمل دون تمييز.أم المسرح لقبها الجمهور بـ«أم المسرح»، تكريماً لدورها الريادي في المسرح وإنجازاتها الفنية الكثيرة التي سطرتها طول رحلة طويلة وتم توثيق مسيرة عطائها ضمن أوائل الإمارات في متحف المرأة بدبي، إنها الفنانة موزة المزروعي، التي توجهت في بداية حديثها عن يوم المرأة الإماراتية بالشكر والعرفان إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» التي قدمت الكثير من الدعم ولا تزال تقدمه إلى بنات الإمارات، وقالت «لا أنسى حكمة وحنكة مؤسس الدولة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه)، الذي اعتمد على الرجل والمرأة في بناء الدولة وتنمية المجتمع». وأضافت «المرأة الإماراتية وصلت إلى أعلى مراتب الإبداع في مختلف مجالات العمل، وقد اقتحمت كل المهن الصعبة والشاقة كمعلمة وطبيبة ومهندسة وممثلة وإعلامية ومخرجة، وصولاً إلى دبلوماسية وبرلمانية ووزيرة عسكرية وقائدة طائرة حربية، وهذا يدل على أنها قبلت التحدي وانتصرت عليه». من المحلية إلى العالمية وأوضحت المخرجة الإماراتية نهلة الفهد التي تمكنت من الخروج من حدود المحلية إلى العالمية، وذلك من خلال الأعمال الفنية التي قدمتها وكان آخرها الفيلم الوثائقي «حجاب»، أن تجربة الإمارات في مجال تمكين المرأة نموذج لكثير من دول المنطقة والعالم ليس فقط لما حققته المرأة الإماراتية من إنجازات نوعية في المجالات كافة، وإنما أيضاً لأن هناك تطوراً مستمراً في الدور الذي تلعبه المرأة في المجتمع الإماراتي بشكل عام والذي أهلها لكي تتصدر المسؤولية في كل مواقع العمل. وعي وثقافة ولفتت الفهد إلى أن الفن في الإمارات يعيش ازدهاراً منذ بدايته وحتى الآن، ومع دعم القيادة الرشيدة في الإمارات، لكل مجالات الفن، أصبحت الفنانة الإماراتية واعية ومتعلمة ومثقفة، سواء في المسرح أم الإذاعة والتلفزيون أم الإخراج، وبرعت في أدوراها وأدائها ومناقشتها لأحوال المجتمع الإماراتي، وذلك بتشجيع من الوزارات الثقافية والهيئات والقنوات والمؤسسات التي تعنى بالفن. أفضل تكريم وعبرت الفهد عن فخرها بدعم «أم الإمارات» الدائم للمرأة الإماراتية وتخصيص يوم لتكريمها والاحتفاء بمسيرتها وإنجازاتها، خصوصاً أنه من حق المرأة الإماراتية التي وصلت إلى مناصب عليا أن تكرم أفضل تكريم. إزالة المعوقات «أم الإمارات» تسعي دائماً بأن تضع المرأة الإماراتية في الصفوف الأولى، وتنعم بالرخاء الذي يعم البلاد وتحصل على حقوقها كافة، بحسب ما أكدته الفنانة فاطمة الحوسني وقالت «المرأة الإماراتية شقت طريقها في مجالات مختلفة وقدمت إلى الوطن الكثير، حتى أصبحت لا تقل عن الرجل في أي شيء، فهي تستحق التكريم والاحتفاء وبجدارة». وأشارت الحوسني التي شاركت في رمضان الماضي في بطولة مسلسل «خيانة وطن» الذي نال نجاحاً وصدى كبيرين داخل الدولة وخارجها، وتم الاحتفاء بفريق العمل وتكريمه مؤخراً من قبل وزارة الداخلية ووزارة الثقافة وتنمية المعرفة، إلى أن المرأة الإماراتية حققت إنجازات كبيرة في مجالات ومن بينها الفن، واستطاعت أن تمثل الإمارات خير تمثيل في المحافل الفنية الرسمية أو العربية أو الدولية الأخرى، وكان حضورها الفني عاملاً أساسياً في تطور الفن في الإمارات، موجهة شكرها إلى «أم الإمارات» على مبادراتها المستمرة في تشجيع ودعم المرأة الإماراتية على الصعد كافة، وإزالة المعوقات التي تقف حائلاً أمام تقدم المرأة والاعتراف بحقوقها. اسم الإمارات عالياً وقالت علياء المناعي فنانة وإعلامية: إن المرأة الإماراتية أصبح لها اليوم دور قيادي سواء كان في التمثيل أم المسرح أم التلفزيون بدعم واهتمام الدولة، وأصبح المجتمع ينظر إليها بنظرة فخر واعتزاز كونها تقوم ببث رسائل مهمة للمجتمع، مضيفة: «رسالتي للمرأة الإماراتية هي أن الإمارات قدمت كل ما تحتاجه المرأة الإماراتية من دعم وتشجيع، فعلى كل امرأة البدء في التخطيط للوصول إلى هدفها في الحياة لرفع اسم الإمارات عالياً». وتلفت إلى أن إنجازات المرأة الإعلامية اليوم أصبحت محط أنظار العالم، فالمرأة قامت بكل أدوار الإعلام والفن في مختلف الأقسام سواء كانت في التقديم التلفزيوني أم الإخراج أم التحرير أم الإنتاج، ويكفي شرفاً أن المرأة الإعلامية التحقت بمجال العمل منذ أكثر من 30 عاماً. خدمة الوطن وأشادت الفنانة عائشة عبد الرحمن بمبادرة «أم الإمارات» في تخصيص يوم للمرأة الإماراتية، خصوصاً أنها سباقة في مثل هذه المبادرات التي تمثل دعماً وحافزاً كبيراً للمرأة في الإمارات، موضحة أن المرأة الإماراتية قدمت الكثير في خدمة الوطن، وأصبح صوتها عالياً في جميع المحافل العربية والدولية، وذلك من خلال الإنجازات التي قدمتها على جميع الأصعدة، مهنئة في الوقت نفسه كل النساء الإماراتيات على يوم الاحتفاء بهن وقالت: مثل هذه المبادرات تدعم المرأة وتدفعها لأن تكون في الصفوف الأولى دائماً، من خلال إبداعاتها وإنجازاتها اللامحدودة، فالمرأة في الإمارات تعودت من وطنها على تكريمها والثناء عليها بشكل مستمر، وذلك من خلال الوثوق بقدراتها وتعيينها في أعلى المناصب. عرش العالمية إيمان الهاشمي كاتبة وموسيقية إماراتية، وتعتبر أول ملحنة إماراتية للأوركسترا، أوضحت أن المرأة الإماراتية وصلت اليوم إلى عرش العالمية عن جدارة، فقد أثبتت وجودها في جميع المجالات، مشيرةً إلى المحرك الأساسي والدعم الهائل الذي تتلقاه من الدولة والذي أسهم في تعزيز دورها ومكانتها وريادتها محلياً وعالمياً. إيمان التي ساهمت هذا العام بمبادرتها المجتمعية والإنسانية لنشر «الموسيقى في المستشفيات» كعمل تطوعي في علاج أطفال التوحد بالموسيقى، تدعو المرأة الإماراتية في هذا اليوم إلى أن تستثمر جميع الفرص التي تقدم إليها على طبق من ذهب، وأن تعمل بجد وتفانٍ من أجل رفع راية البلاد عالياً في كل مكان، لتترك بصمة في كل زمان. خدمة التراث وتؤكد فاطمة عارف البناي مدير إذاعة الأولى، ومدير المكتب الإعلامي في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، أن يوم المرأة الإماراتية، هو تتويج لإنجازاتها وإبداعاتها التي تركت بصمات في كل مجالات الحياة، فهو يوم استثنائي يحتفي به الجميع، تكريماً للمرأة وتقدير لعطاءاتها. ونقف وقفة اعتزاز وإجلال للنساء اللائي قدمن تضحيات جليلة فداء للوطن وبذلن الغالي والنفيس من تربية الأجيال إلى العمل في مناصب ريادية، بينما تظل المرأة الإماراتية بفضل دعم القيادة الرشيدة في مختلف مراحل مسيرة تقدمها سبّاقة في التضحية والعمل والتميز والابتكار والفداء لتمثل نموذجاً يقتدى به ويستحق هذا الاحتفاء المشرف. وتلفت إلى أن على المرأة اليوم أن تقدر ما وصلت إليه من مكانة مرموقة وتسعى من موقعها إلى إثبات نفسها وشق طريقها إلى المستقبل وخدمة بلدها والارتقاء بمجتمعها، وتعلم أن المسيرة في البداية وينتظرها الكثير من العزم والإصرار على العطاء في تقديم الأفضل لتحقيق تطلعاتها وأحلامها. وأشارت إلى أن «أبرز الإنجازات بالنسبة إليّ هو واجبي الوطني الذي قدمته من خلال عملي اليومي ومسؤوليتي المجتمعية والرسائل التي أحاول إيصالها إلى الجماهير من خلال منبر إعلامي تراثي يعزز من هوية الفرد ويسعى لاستدامة الموروث المحلي، وكلما زادت المسؤولية كلما شعرت بفخر الانتماء إلى وطني. وطموحي دائماً هو التميز في كل ما أؤديه وترسيخ الصورة النموذجية للإعلامية الإماراتية».