الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إنجازات المرأة تعزز مكانة الإمارات في مؤشرات التنافسية العالمية

28 أغسطس 2016 01:04
مصطفى عبدالعظيم (دبي) عززت الإنجازات العديدة التي حققتها المرأة الإماراتية في المجالات كافة على مدى العقود الماضية من مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة في مؤشرات التنافسية العالمية التي تقيس وترصد الأداء التنافسي للدول من خلال منهجية شاملة تضع مسألة تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين في صدارة محاورها الرئيسة. وتجمع المؤسسات الدولية المختصة بإصدار تقارير التنافسية على التقدم المتسارع في مسألة تمكين المرأة في دولة الإمارات وتقليص الفجوة بين الجنسين، وهو ما قاد إلى تبوء دولة الإمارات العربية المتحدة للمركز الأول عالمياً في مؤشر احترام المرأة في تقرير مجلس الأجندة العالمية لعام 2014، وتصنيف المنتدى الاقتصادي العالمي، دولة الإمارات بين أفضل الاقتصادات في العالم العربي في مجال المساواة بين الجنسين ضمن التقرير السنوي العالمي لعام 2015 الذي يصدره المنتدى منذ 10 سنوات والخاص بسد الفجوة بين الجنسين. وأظهرت نتائج تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي حول «الفجوة بين الجنسين 2015» عن وجود مساواة شبه كاملة بين الجنسين في الإمارات في مجالي التحصيل العلمي ومستوى الرعاية الصحية، وهما من المحاور الرئيسة الأربعة التي يرتكز عليها مؤشر ترتيب الدول في مجال الفجوة بين الجنسين، إذ أظهرت بيانات التقرير وجود فجوه بمقدار 1% فقط بين الجنسين في مجالي التحصيل العلمي، والرعاية الصحية. وبحسب التقرير فإن مقدار المساواة في الصحة بين الجنسين سيقود إلى مزيد من التطور والنمو، إذ لا شك في أن النساء اللاتي يتمتعن بحالة صحية جيدة قادرات على إنجاب أطفال أصحاء، والذين بدورهم سيصبحون قادرين على حصد مستويات أعلى من التحصيل العلمي. أفضل المناصب وأكدت الشيخة هند بنت فيصل القاسمي، أن المرأة الإماراتية تعيش حالياً عصرها الذهبي بفضل ما يتوفر لها من إمكانات وفرص ودعم غير محدود يؤهلها لاعتلاء أفضل المناصب في المجالات والقطاعات كافة وتحقيق الإنجازات المحلية والعالمية، مشيرة إلى أنه في مجال ريادة الأعمال لا تتوانى الدولة عن دعم رائدات الأعمال ومساندة أفكارهن الإبداعية، وهو الأمر الذي قلما نجد نظيره في بلدان أخرى في العالم وفي المنطقة، مؤكدة أن لمشاركة المرأة في الاقتصاد ومواقع العمل وريادة الأعمال تأثيراً واضحاً على الاستراتيجيات والمبادرات الاقتصادية ومؤشرات الدول التنافسية العالمية. وأشارت الشيخة هند إلى أن دولة الإمارات تزخر بالعديد من النماذج النسائية التي حققت إنجازات محلية وعالمية في ريادة الأعمال والتجارة والإدارة والتصميم وغيرها من القطاعات الأخرى التي ظلت لسنوات طويلة حكراً على الرجال، مشيرة إلى أن الدعم غير المحدود من قبل القيادة الرشيدة وجهود تمكين المرأة في المجالات كافة حفزت المرأة الإماراتية لاقتحام مجالات جديدة أظهرت فيها قدراتها على الابتكار والإبداع والمنافسة، موضحة أن هناك سيدات أعمال بدأن من الصفر وأن منهن من كانت تعيش على دخلها من الشؤون الاجتماعية وأصبحت سيدة أعمال ناجحة تمتلك علامات تجارية تنافس في الأسواق العالمية والمحلية. وأوضحت أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات وفرت الأسباب كافة التي تدفع المرأة إلى المشاركة الفاعلة في المجتمع بداية من توفير فرص التعليم والصحة وصولاً إلى الدعم المتواصل في المواقع كافة وتبوئها أعلى المناصب، موضحة أن إتاحة التعليم للمرأة يشكل القوة الدافعة لتطور المجتمع بشكل عام، معتبرة أن تثقيف الرجل هو تثقف لفرد واحد، بينما يشكل تثقيف المرأة تثقيفاً للأسرة والإعداد الأفضل لبناء أجيال المستقبل، مؤكدة أن قدرة المرأة على تغذية أطفالها بالأمل والطموح، هو نجاح يحسب لها. وأشارت إلى أن المرأة الإماراتية تعلمت كيف تسعى لرزقها منذ عقود طويلة خاصة عندما كان الكثير من الرجال يذهبون في رحلات طويلة لاستخراج اللؤلؤ، حيث كانت تضطر إلى العمل في البيع والتجارة أو في الخياطة لتحصيل رزقها حين كان يتركها زوجها ليذهب في رحلة الغوص، لافتة إلى أنه رغم الازدهار الذي تعيشه دولة الإمارات التي تعد من البلدان التي تمتاز الحياة فيها بالرفاهية لكثير من النساء، فإن المرأة الإماراتية لم تركن إلى ذلك بل واصلت مسيرة نجاحها لتصبح شريكة رئيسة في التنمية والازدهار والتمسك بالعمل والمبادرة والنزول إلى الميدان لمواجهة التحديات، بفضل جهود التمكين والمساواة التي توفرها الدولة للمرأة. بدورها أكدت ماريلين هيوسون رئيس مجلس الإدارة، والرئيس والرئيس التنفيذي لشركة لوكهيد مارتن لـ«الاتحاد» أن تعزيز قدرات المرأة في مكان العمل لا يسهم في نجاحها فقط، بل يؤدي أيضاً إلى تطوير الشركات والمجتمعات التي تعمل فيها، لافتة إلى أن دولة الإمارات اتخذت خطوات جدية لإتاحة الفرصة أمام المرأة لتدعم وتطور قطاع الطيران في البلاد، حيث شملت هذه المبادرة عدة كوادر نسائية مثل فاطمة المنصوري، وهي رائد طيار مقاتل في سلاح الجو وأول امرأة إماراتية تقود طائرة النقل العسكرية لوكهيد C-130 هرقل ذات محركات الدفع التوربيني، وزميلتها الرائد طيار مريم المنصوري، أول امرأة إماراتية تقود طائرة حربية، ومنى الغانم، رئيسة إدارة جودة خدمات المطار في مطارات أبوظبي، مشيرة إلى أن كل هؤلاء يلعبن دوراً قيادياً في مجال الطيران، ويفتحن الباب أمام جيل جديد من القيادات النسائية في هذا المجال خلال السنوات المقبلة. دور قيادي بدورها، قالت ليلى بن حارب المدير العام المساعد لقطاع الاستراتيجية والشؤون الدولية، إن المرأة الإماراتية حققت خلال عقود قليلة التميّز على كافة الأصعدة، فكانت الطالبة المجدّة، والمرأة العاملة، والإدارية الناجحة، والقيادية الملهِمة، والأم الحانية، فيما برزت بتفانيها وعملها الدؤوب في مختلف الميادين، متخطيةً كل التحديات والصعوبات لتسجّل النجاحات والإنجازات. وأضافت «تلعب المرأة الإماراتية اليوم دوراً قيادياً حيوياً في تألّق قطاع الطيران الإماراتي الذي يمثّل بتفوّقه إقليمياً وعالمياً مصدر فخر واعتزاز لكل أبناء الإمارات. والآن تتواجد الكفاءات الإماراتية النسائية في مختلف تخصصاته وإداراته؛ بما فيها خدمات الملاحة الجوية، وشؤون سلامة وأمن الطيران، والتخطيط الاستراتيجي، وصولاً إلى إدارة العلاقات مع منظمات الطيران الدولية». وأشارت بن حارب إلى أن 14% من كوادر الهيئة العامة للطيران المدني في الدولة هن من الإماراتيات، وهي نسبة في تزايد مستمر، موضحة أن هذا التميّز الذي تحققه المرأة الإماراتية ليس وليد الصدفة، بل هو نتاج طبيعي لرؤية استراتيجية متكاملة صادقة استشرفتها قيادة الدولة منذ عقود، وعملت بإخلاص على تطبيقها لتمكين نساء الإمارات على كافة المستويات في مجالات التعليم والتدريب والعمل، على النحو الذي يؤهّل المرأة الإماراتية لإطلاق طاقاتها الكامنة، وتفعيل قدراتها المتميزة، وممارسة دورها الهام في تحقيق التنمية المتوازنة التي جعلت دولة الإمارات في موقعها الريادي الذي تشغله اليوم بين دول العالم. وقالت: «نهنئ المرأة الإماراتية في يومها، وندعوها لمواصلة الإبداع والابتكار والإنجاز والريادة على مختلف المستويات وفي كافة القطاعات؛ وخاصةً قطاع الطيران، الذي تلتحق بتخصصاته الجامعية الواعدة اليوم المزيد من الطالبات في الدولة بنسب عالية تزيد عن مثيلاتها في الكثير من دول العالم. سيدات ملهمات وفي السياق ذاته أطلقت منظمة الطيران المدني الدولي وجمعية سيدات الطيران الدولية العام الماضي لقب «سيدات ملهمات في الطيران المدني» على كلٍ من ليلى علي بن حارب المهيري، المدير العام المساعد لقطاع الاستراتيجية والشؤون الدولية، والكابتن عائشة الهاملي، الممثل الدائم للدولة لدى مجلس منظمة الطيران المدني الدولي، باعتبارهما من السباقات في مجال الطيران المدني على المستوى الدولي، إذ تم اختيار ليلى المهيري والكابتن عائشة الهاملي بين عدد من النساء في مجال الطيران على مر التاريخ ومن مختلف البلدان. بدورها مثلت الكابتن عائشة الهاملي الإمارات لدى مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) منذ العام 2009، وتتمتع بباع طويل في الطيران المدني، فقد شغلت مناصب مختلفة على مدى ما يفوق 17 عاماً على صعيد سلامة الطيران وأمن الطيران وحماية البيئة والتشريعات الدولية والتفاوض والتخطيط الاستراتيجي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©