الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القمر ابن الأرض ومصباحها وتابعها الأمين

القمر ابن الأرض ومصباحها وتابعها الأمين
17 ديسمبر 2009 23:38
تتمتع الأرض بوجود قمر وحيد تابع أمين لها يرافقها طوال رحلة المجموعة الشمسية، هذا القمر الذي يقدر عمره بحوالي 4.6 بليون سنة، يتمتع بميزات فريدة تستدعي عظمة القسم الإلهي في قوله تعالى «والقمر إذا اتسق»: الآية 8 من سورة الانشقاق، وقد ساعد التقدم العلمي والتقني على كشف الكثير من الحقائق عن القمر الذي يلعب أدوارا مهمة في حياة البشرية، بدءا من الضياء ليلا•• وصولا إلى حساب الشهور والسنين• يقول الدكتور زغلول النجار -أستاذ علوم الأرض- جاء ذكر القمر في القرآن الكريم سبعا وعشرين مرة في ست وعشرين آية، حيث تكرر ذكره مرتين في آية واحدة هي الآية 37 من سورة فصلت•• وذكر بالإشارة إلى مراحله تحت مسمى الأهلة مرة واحدة•• وهذه يمكن تصنيفها إلى ثماني مجموعات• فمنها آيتان تصفان القمر في رؤيتين من رؤى الأنبياء إبراهيم ويوسف عليهما الصلاة والسلام الأولى في حالة اليقظة والثانية في المنام، وآيتان تصفان الشمس والقمر مرة بأنهما حسبان أي وسيلة لحساب الزمن والأخرى بأنهما يجريان بحساب دقيق بقدر معلوم، وإحدى عشرة آية تتحدث عن خلق الشمس والقمر وسجودهما لله تعالى وتسخيرهما بأمره ليكونا في خدمة الخلق إلى أجل مسمى واعتبارهما آيتين من آيات الله، أو تنهي عن السجود لهما وتأمر بالسجود لخالقهما وحده،. وآيتان تؤكدان طبيعة كل من الشمس والقمر وتفرق بينهما بأن الشمس ضياء أو سراج، والقمر نور، وهو سبق علمي لم يدركه الإنسان إلا بعد تنزل القرآن الكريم بقرون طويلة، وثلاث آيات تتحدث عن منازل القمر وأطواره ومراحله من الهلال إلى المحاق، وآية واحدة تشير إلى دوران كل من الشمس والقمر في مدار محدد، وآية واحدة تثبت معجزة حدثت للرسول - صلى الله عليه وسلم - وهي انشقاق القمر• وآيتان كريمتان يقسم فيهما ربنا تبارك وتعالى بالقمر وهو غني عن القسم لعباده، ولكن تعظيما لشأن القمر، وآيتان تتحدثان عن نهاية القمر في يوم القيامة• وفي القرآن الكريم سورة كاملة باسم «القمر»• وقول الله تعالى «والشمس وضحاها• والقمر إذا تلاها» «في سورة الشمس يقسم الله فيهما بالقمر•• ويؤكد جوانب القدرة الإلهية في إبداع خلق القمر وقيمة هذا التابع الصغير للأرض في إنارتها بمجرد غياب الشمس، والسبق القرآني بالإشارة إلى موالاة القمر للشمس في غروبه وشروقه• وقال المفسرون حول هذه الآية «والقمر إذا تلاها» أي إذا تبعها ليلة الهلال إذا سقطت الشمس رؤي الهلال وهو يتلوها في النصف الأول من الشهر، ثم هي تتلوه وهو يتقدمها في النصف الأخير منه• كما أقسم ربنا بالقمر في قوله تعالى «والقمر إذا اتسق» «الآية 18 من سورة الانشقاق• وورد في «المنتخب» حول تفسير هذه الآية»: أي أنه إذا تكامل وتم نوره• نور القمر ويتجلى القرآن في الحديث عن تكوين القمر، مصباح الأرض ورفيقها وقال الله تعالى «ألم تر كيف خلق الله سبع سماوات طباقا• وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا» «الآيتان 15 و16 من سورة نوح•• وقال سبحانه «وسخر لكم الشمس والقمر دائبين» «الآية 33 من سورة إبراهيم، فالقمر كما يؤكد علم الفلك الحديث غير منير بذاته، ولكنه يستمد نوره بانعكاس ضوء الشمس عليه، فهو كالمرآة يعكس نور الشمس إلى الأرض، بينما نور الشمس ذاتي، وهذا ما أكده القرآن وأثبته العلم في قوله الله تعالى «وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا»• وصرح العلم بأن القمر تابع للأرض، يسايرها ويدور معها نفس دورتها من الغرب إلى الشرق، وله دورتان يدور حول نفسه وحول الأرض، وقضت حكمة البارئ سبحانه أن تتم الدورتان في آن واحد، ذلك أن الأرض تتم دورتها حول نفسها في يوم كامل، وتتم دورتها حول الشمس في سنة، أي تدور حول نفسها 365 دورة في السنة، أما القمر فيتم دورته حول نفسه وحول الأرض معا في مدة شهر قمري واحد، ويتجه دائما نحو «أمه» أي الأرض ولا يوليها ظهره أبدا، ويقطع في دورته الشهرية كل يوم 13 درجة ويتأخر كل يوم 49 دقيقة نحو الشرق ليكشف للأرض عن الجانب المضيء، يبدأ به هلالا ثم بدرا ثم يرجع كالعرجون القديم حتى يختفي ويطلع بعد 29 يوما و8 ساعات هلالا جديدا نعرف به عدد السنين والحساب، وهذا ما يؤكده الخالق العزيز العليم•• «وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب»• أقرب أجرام السماء ويعتبر القمر أقرب أجرام السماء إلى الأرض، فإنه يبعد عنها حوالي 240 ألف ميل تقريبا، ولا يوجد قمر متناسب مع كوكبه كما هو الحال بين قمرنا وأرضنا، مع كثرة ما اكتشف العلم من أقمار تابعه للكواكب الأخرى، فإن قمر الأرض له تأثير كبير على الأرض وتناسق واتزان دقيق في دورته ومساحته وحجمه وجاذبيته• فهو على شكل كرة من الصخر غير كاملة الاستدارة لها شكل البيضة ويدور بشكل شبه دائري بسرعة كيلو متر في الثانية ولا يظهر منه لنا إلا 59 في المئة من مساحة سطحه تقريبا• وسطحه معتم ورغم ذلك جعل له الله سبحانه القدرة ليعكس حوالي 7.3 في المئة من أشعة الشمس الساقطة عليه• وقد تعرف العرب على منازله قبل الإسلام وعرفوا أهميتها في تحديد الزمن والتقاويم الزراعية• ومن الظواهر الفلكية المصاحبة له الكسوف والخسوف•
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©